ظلماتٌ: دنيا وأخرى من اللهِ.. أُعِدَّتْ بغمرِهـا تطويـهِ
تعسَ الظالمُ الفخورُ بِكِبرٍ
مشمخرًّا من حتفِه يُدنيهِ
ربِّ عجِّـلْ هلاكَه في صباحٍ
أو مساءٍ بصفعةٍ تأتيهِ
إنْ تولاكَ ربُّـك فـاعلمْ
أنَّ لطفَ الكريمِ منك قريبُ
فإذا مـا ادلهمَ خطبٌ فأيقنْ
بانفراجٍ فربُّـك المستجيبُ
أوَّبَتْ هذه الجبالُ ولبَّتْ
أمــرَ ربِّـي وذاك شأنٌ عجيبُ!
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 12
- قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ – التفسير الجامع
- مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي - الحلول السريعة
- من اسباب اهمية طلب العلم الشرعي - العربي نت
- مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي - رائج
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 12
القول في تأويل قوله: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٢) ﴾
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في ذلك. فقرأه بعضهم: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ﴾ بالتاء، على وجه الخطاب للذين كفروا بأنهم سيغلبون. واحتجوا لاختيارهم قراءة ذلك بالتاء بقوله: ﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ﴾. قالوا: ففي ذلك دليل على أن قوله:"ستغلبون"، كذلك، خطابٌ لهم. وذلك هو قراءة عامة قرأة الحجاز والبصرة وبعض الكوفيين. وقد يجوز لمن كانت نيته في هذه الآية: أنّ الموعودين بأن يُغلبوا، هم الذين أُمِر النبي ﷺ بأن يقول ذلك لهم = أن يقرَأه بالياء والتاء. لأن الخطابَ بالوحي حين نزل، لغيرهم. فيكون نظير قول القائل في الكلام:"قلت للقوم: إنكم مغلوبون"، و"قلت لهم: إنهم مغلوبون". القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 12. وقد ذكر أن في قراءة عبد الله: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ تَنْتَهُوا يُغْفَرُ لَكُمْ﴾ [سورة الأنفال: ٣٨] ، وهي في قراءتنا: ﴿إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ﴾. * * *
وقرأت ذلك جماعة من قرأة أهل الكوفة: ﴿سَيُغْلَبُونَ وَيُحْشَرُونَ﴾ ، على معنى: قل لليهود: سيغلب مشركو العرب ويحشرون إلى جهنم.
قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ – التفسير الجامع
فقالوا: يا محمد، لا تغرّنك نفسك أنك قتلتَ نفرًا من قريش كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال، (11) إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تأت مثلنا!! (12) فأنـزل الله عز وجل في ذلك من قولهم: " قلْ للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد " إلى قوله: لأُولِي الأَبْصَارِ. 6667 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، قال: لما أصاب الله قريشًا يوم بدر، جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودَ في سوق بني قينقاع حين قدم المدينة = ثم ذكر نحو حديث أبي كريب، عن يونس. (13) 6668 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق بني قَينُقاع، ثم قال: يا معشر اليهود، احذروا من الله مثل ما نـزل بقريش من النِّقمة، وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أني نبيٌّ مُرْسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم! فقالوا: يا محمد، إنك ترى أنا كقومك! قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ – التفسير الجامع. (14) لا يغرَّنك أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب فأصبتَ فيهم فرصة! إنا والله لئن حاربناك لتعلمنّ أنا نحن الناس. (15) 6669 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما نـزلت هؤلاء الآيات إلا فيهم: " قُلْ للذين كفروا ستغلبون وتحشرونَ إلى جهنم وبئس المهاد " إلى لأُولِي الأَبْصَارِ.
القول في تأويل قوله: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في ذلك. فقرأه بعضهم: ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ) بالتاء، على وجه الخطاب للذين كفروا بأنهم سيغلبون. واحتجوا لاختيارهم قراءة ذلك بالتاء بقوله: قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ. قالوا: ففي ذلك دليل على أن قوله: " ستغلبون "، كذلك، خطابٌ لهم. وذلك هو قراءة عامة قرأة الحجاز والبصرة وبعض الكوفيين. وقد يجوز لمن كانت نيته في هذه الآية: أنّ الموعودين بأن يُغلبوا، هم الذين أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول ذلك لهم = أن يقرَأه بالياء والتاء. لأن الخطابَ بالوحي حين نـزل، لغيرهم. فيكون نظير قول القائل في الكلام: " قلت للقوم: إنكم مغلوبون "، و " قلت لهم: إنهم مغلوبون ". وقد ذكر أن في قراءة عبد الله: ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ تَنْتَهُوا يُغْفَرُ لَكُمْ) [سورة الأنفال: 38]، وهي في قراءتنا: إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ. * * * وقرأت ذلك جماعة من قرأة أهل الكوفة: ( سَيُغْلَبُونَ وَيُحْشَرُونَ)، على معنى: قل لليهود: سيغلب مشركو العرب ويحشرون إلى جهنم.
[٩] فيسهّل الله -تعالى- على طالب العلم العقبات في الدنيا وفي الآخرة، ويسهل عليه العرض والمحشر والوقوف بين يدي الله -تعالى-، ويسهل عليه دخول الجنة، والمقصود بطلب العلم هنا العلم الشرعي، فهو الذي يحاسب الله -تعالى- عليه. [١٥]
المراجع ↑ سورة يونس، آية:57
↑ سورة الأعراف، آية:205
↑ ابن قيم الجوزية، مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة ، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 179، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة فاطر، آية:28
↑ محمد علي الصابوني (1402)، مختصر تفسير ابن كثير (الطبعة 7)، بيروت - لبنان:دار القرآن الكريم، صفحة 146، جزء 2. بتصرّف. ↑ سورة البينة، آية:7
↑ سورة البينة، آية:8
↑ سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة ، صفحة 189، جزء 30. بتصرّف. مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي. ^ أ ب رواه مسلم، في الصحيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699، صحيح. ↑ ذياب الغامدي (1429)، المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي (الطبعة 4)، صفحة 15، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه ابن ماجه، في السنن، عن صفوان بن عسال، الصفحة أو الرقم:226، صحيح. ↑ ابن عثيمين (1408)، الضياء اللامع من الخطب الجوامع (الطبعة 1)، صفحة 13، جزء 1. بتصرّف. ↑ حمود الرحيلي (1423)، المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى ، المدينة المنورة:الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، صفحة 175، جزء 119.
مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي - الحلول السريعة
تاسع عشر: أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ البقرة وآل عمران تأتيان في صورة غمامتَين أو غيايتَين؛ تظلَّان صاحبهما يوم القيامة. مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي - الحلول السريعة. عشرون: أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ حامل القرآن يَشفع في عشرةٍ من أهله يوم القيامة، ويُلبِس اللهُ والدَيه تاجَ الوَقار. واحد وعشرون: أنَّ الله تعالى يَرزق أهلَ العلم أجرًا كثيرًا مضاعفًا على كثرة قراءتهم للقرآن؛ في تلاواتهم واستدلالاتهم ومطالعاتهم، وعلى كثرة صلاتهم على الرَّسول صلى الله عليه وسلم عند ذِكرهم للحديث، وعلى كثرة ترضِّيهم وترحُّمهم على الصَّحابة والعلماء والصَّالحين؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا كتابَ الله؛ فإنَّ كل حرف بحسَنة، والحسنة بعَشر أمثالها، لا أقول: ﴿ ألم ﴾ حرف؛ ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))، وقال أيضًا: ((مَن صلَّى عليَّ صلاةً، صلَّى الله عليه بها عشرًا))، وأخبر عليه الصلاة والسلام أنَّ المسلم إذا دعا لأخيه بالغيب قال له الملَك: ولك بالمِثل. ثانٍ وعشرون: أنَّ الله تعالى أوجب طلَب العلم على الناس؛ فيُثاب فاعله ويَأثم تاركُه، فمنه ما هو واجب وجوب كفاية؛ إذا قام به من يكفي من الأمَّة، سقط الإثمُ عن الباقين مع استحبابه لباقي الأمَّة؛ كالتخصُّص في التفسير، وعلوم الحديث، واللغة العربيَّة، وغير ذلك من العلوم، ومنه ما هو واجب وجوبًا عينيًّا يلزم كلَّ مسلم عاقل بالِغ؛ كتعلُّم قراءة سورة الفاتحة، وصفة وضوء النَّبي صلى الله عليه وسلم، وصِفة صلاته، وأصول العقيدة، وغير ذلك، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((طلَب العِلم فريضَة على كلِّ مسلم)).
أراد به ما لا مندوحة له عن تعلمه كمعرفة الصانع ونبوة رسله وكيفية الصلاة ونحوها، فإن تعلمه فرض عين. انتهى. وقال العيني ـ وهو من الحنفية: هذا في المعنى عطف على قوله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله {محمد 19}. المعنى: إنما يخاف الله من عباده العلماء أي من علم قدرته وسلطانه وهم العلماء. قاله ابن عباس. وقال الزمخشري: المراد: العلماء الذين علموه بصفاته وعدله وتوحيده وما يجوز عليه وما لا يجوز فعظموه وقدروه وخشوه حق خشيته، ومن ازداد به علما ازداد منه خوفا، ومن كان عالما به كان آمنا، وفي الحديث: أعلمكم بالله أشدكم له خشية. وقال رجل للشعبي أفتني ـ أيها العالم ـ فقال: العالم من خشي الله. وقيل نزلت في أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ وقد ظهر عليه الخشية. من اسباب اهمية طلب العلم الشرعي - العربي نت. انتهى. وأما المالكية: فكلامهم في هذا المعنى كثير، قال ابن بطال المالكي في شرح البخاري في الكلام على حديث: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فيه: فضل العلماء على سائر الناس. وفيه: فضل الفقه في الدين على سائر العلوم، وإنما ثبت فضله، لأنه يقود إلى خشية الله والتزام طاعته وتجنب معاصيه، قال الله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ؟{ فاطر: 28}.
من اسباب اهمية طلب العلم الشرعي - العربي نت
ثامنًا: أنَّه تعالى رفع العالمَ على الجاهل؛ إذ قال: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]. وقد ذكر بعض العلماء أنه تعالى فضَّل الكلبَ المعلَّم على الكلب الجاهِل بأن أباح أكلَ صيده واقتناءه، وبيعَه وتربيته، قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ﴾ [المائدة: 4]، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن اقتنى كلبًا ليس كلب صيدٍ ولا رعي ولا حراسة، نقص من أجره في كلِّ يوم قيراطًا))؛ أو كما قال صلَّى الله عليه وسلم. تاسعًا: قال صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله؛ يَتلون كتابَ الله ويتدارسونَه بينهم، إلَّا حفَّتهم الملائكةُ، وغشيَتهم الرَّحمةُ، ونزلَت عليهم السَّكينة، وذكرهم الله فيمَن عنده))؛ أي: إنَّ الله يَختصُّ مجالسَ العلم بهذه الفضائل العظيمة، وفي روايةٍ أنَّ الملائكة قالت لله تعالى: ((إنَّ منهم فلانًا، لم يأتِ للعلم، فقال تعالى: هم الجلساء لا يَشقى بهم جليسُهم))، أو كما قال عليه السلام.
العلم الشرعيّ تتخصّص الجامعات الإسلاميّة في البلاد العربيّة والإسلاميّة بتدريس مساقات العلوم الشّرعيّة المختلفة، ويتخرّج منها آلاف الطّلاب المؤهّلين سنويًّا، فتعرف ما هو العلم الشّرعيّ ؟ وتعرف ما هو حكمه ؟ وتعرف على ما هى أهميّته ؟. اهميه طلب العلم الشرعي عن بعد. تعرّف العلوم الشّرعيّة بأنهّا العلوم التي تقوم بتدريس كلّ ما يتعلّق بالشّريعة الإسلاميّة كفقه العبادات، والمعاملات، وعلم تفسير القرآن الكريم، والعقيدة الإسلاميّة، وعلم الحديث النّبوي الشّريف، وعلم القراءات وأحكام التّجويد. إنّ حكم طلب العلم الشّرعي ينقسم إلى قسمين، فقد يكون طلب العلم الشّرعي واجبًا عينيّا على كلّ مسلم إذا تعلّق بفعل واجب من الواجبات التي افترضها الله تعالى على العباد، أو معرفة المحرّمات التي نهى الله تعالى عنها، أمّا ما زاد عن ذلك من العلوم الشّرعيّة فهي فرض كفاية إذا تعلّمها البعض سقطت عن الباقين وإذا تركتها الأمّة كلّها كانت آثمة. أهمّيّة طلب العلم الشرعيّ إنّ لطلب العلم الشّرعيّ أهمّية بالغة تكمن في عدّة أمور نذكر منها:
فضل طلب العلم الشّرعيّ، فقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ من خير النّاس من تعلّم القرآن وعلّمه، كما بيّن عليه الصّلاة والسّلام أن من أراد الله به خيرًا فقّهه في الدّين، كما أنّه من سلك طريقًا يبتغي به علمًا سهّل الله به طريقًا إلى الجنة.
مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي - رائج
بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:100، صحيح. ^ أ ب الطوفي (1419)، التعيين في شرح الأربعين (الطبعة 1)، بيروت لبنان ومكة المملكة العربية السعودية:مؤسسة الريان والمكتبة المكية ، صفحة 310. بتصرّف.
الخطبة الأولى:
الحمد لله...
أما بعد:
عباد الله: إن الطابع العام على الخلق هو البحث عن السعادة والشرف، وكل إنسان يضرب طريقًا أو أكثر ليحصل به ذلك، فمستقل ومستكثر. إلا أنه لدى كل مسلم ومسلمة طريقًا قل سالكوه، وهو أسرع طريق يوصل العبد إلى السعادة والشرف ورضوان الله تعالى وجناته. وهذا الطريق -أيها المؤمنون- ليس حكرًا على أحد من الخلق، بل هو لكل مسلم ومسلمة من الجن والإنس، صغر سنه أم كبر، وهذا الطريق هو ميراث الأنبياء والرسل -صلوات الله وسلامه عليهم-، الذي من أخذ به أخذ بحظ وافر. مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي - رائج. هذا الطريق -عباد الله- هو طريق طلب العلم والتزود منه، فكفى بالعلم فضلاً أن الله تعالى حصر الذين يخشونه في أهل العلم، فقال: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28]. أيها المؤمنون: إن الزمان إذا كثرت فتنته، وانكب الناس فيه على الدنيا وشهواتها، لم تكن نجاة الناجين فيه إلا بطلب العلم الشرعي. ولعلنا نأتي على بعض ما جاء في فضل العلم، لتشحذ الهمم، ويذهب الكسل، وينتبه الغافل، هذا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. قال -جل ذكره-: ( يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11]، والمعنى من الآية أن الله تعالى يرفع مكانة المؤمنين لإيمانهم، وأما الذين أوتوا العلم فإنه يرفعهم فوق المؤمنين درجات لإيمانهم وعلمهم.