السؤال:
في مسند أبي حنيفة للحارثي حديث رواه عبدالله بن عباس عن الرسول ﷺ: ادرؤوا الحدود بالشبهات أرجو أن تتفضلوا بشرح هذا الحديث؟ جزاكم الله خيرًا. الجواب:
الحمد لله، لقد جاء في هذا الباب عدة أحاديث في أسانيدها مقال، لكن يشد بعضها بعضًا، منها الحديث الذي ذكر السائل: ادرؤوا الحدود بالشبهات وفي الآخر: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم [1]. الحدود تدرأ بالشبهات - الاجتهاد. والمعنى: أن الواجب على ولاة الأمور من العلماء والأمراء أن يدرؤا الحدود بالشبهة التي توجب الشك في ثبوت الحد، فإذا لم يثبت عند الحاكم الحد ثبوتًا واضحًا لا شبهة فيه فإنه لا يقيمه، ويكتفي بما يردع عن الجريمة من أنواع التعزير، ولا يقام الحد الواجب كالرجم في حق الزاني المحصن، وكالجلد مائة جلدة في حق الزاني البكر، وبقطع اليد في حق السارق، لا يقام إلا بعد ثبوت ذلك ثبوتًا لا شبهة فيه ولا شك فيه، بشاهدين عدلين لا شبهة فيهما، فيما يتعلق بالسرقة، وبأربعة شهود عدول فيما يتعلق بحد الزنا، وهكذا بقية الحدود. فالواجب على ولاة الأمر أن يعتنوا بذلك، وأن يدرؤوا الحد بالشبهة التي توجب الريبة والشك في الثبوت [2]. أخرجه الترمذي في كتاب الحدود، باب ما جاء في درء الحدود، برقم 1344، والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود، باب ما جاء في درء الحدود بالشبهات 8/238.
درء الحدود بالشبهات - إسلام ويب - مركز الفتوى
4 يوليو، 2018
387 زيارة
لفظ هذه القاعدة نصّ حديث مروي عن النبيّ صلي الله عليه واله وهو من المتواترات الذي تلقّته الاُمّة بالقبول. ومفاد هذه القاعدة أنّ أدنى شكّ أو شبهة تطرأ على الحدّ الذي يحكم به القاضي طبقاً لقانون العقوبات توجب درئه ودفعه عمّن ارتكب ما يوجب حدّاً. ما صحة حديث: «ادرؤوا الحدود بالشبهات»؟. وقد روي عن النبيّ صلي الله عليه واله أنّه قال: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم, فإن وجدتم للمسلمين مخرجاً فخلّوا سبيلهم, فإنّ الإمام لئن يخطىء في العفو خير من أن يخطىء في العقوبة. وذكروا للقاعدة تطبيقات كثيرة لما يوجب الشبهة خصوصاً في حقوق الله تعالى, فلو تبيّن فسق الشهود أو رجوعهم في شهادتهم بعد الحكم وقبل إجراء الحدّ, فإن كان حقّاً لله كحدّ الزنا والسرقة وشرب الخمر- لم يستوفه؛ لأنّ الحدود تدرأ بالشبهات، وحدوث الفسق شبهة، وإن كان الحقّ هو المال أو المقصود منه المال من حقوق الآدميين، لم ينقض حكمه؛ لأنّ الحكم قد نفذ, ولأنّ المال لا يسقط بالشبهة. كذلك لو ارتدّ الخنثى تجري عليها أحكام الخنثى لا أحكام الرجل؛ لأنّ وصف الخنثى شبهة دارئة للحدّ, ومن أقرّ بما يوجب الرجم كالزنا، ثمّ أنكر يسمع منه الإنكار، ويسقط عنه الحدّ؛ لأنّ الحدود تدرأ بالشبهات.
وهو: أنه إذا تعارض مفسدتان تحقيقاً أو احتمالاً: راعينا المفسدة الكبرى، فدفعناها تخفيفاً للشر. والله أعلم.
ما صحة حديث: «ادرؤوا الحدود بالشبهات»؟
من القواعد المتسالَم عليها عند عامّة الفقهاء أن الحدودَ تُدرَأ بالشبهات، أما الحدود فهي العقوبات المقدّرة المنصوص عليها في الشريعة لحق الله؛ فيخرج بهذا التعريف القصاص لأنه حق آدمي، ويخرج التعزير لأنه عقوبة غير مقدّرة. وأما درء تلك الحدود بالشبهات فمعناه أن على السلطان أو القاضي أن يدفع الحدّ إذا عرضت له شبهة محتملة تفيد عدم ثبوت الحد أو تؤثر في حال من اتُّهم بارتكاب ما يوجب العقوبة؛ كالإكراه والجهل وغيرهما، فلا يجوز إنزال الحدّ على متهم إلا بيقين؛ ذاك أن رحمة الله سبقت غضبه، وأن الدين مبني على السماحة والسير ورفع الحرج، وأن الأصل أنه لا ضرر ولا ضرار، وأن الشريعة تأمر بالستر وتحث عليه. ولهذا؛ فإما البينة المتيقنة الرافعة للاشتباه وإما لا حدّ. قال الإمام الشوكاني يرحمه الله: "ولا شك أن إقامة الحد إضرار بمن لا يجوز الإضرار به، وهو قبيح عقلاً وشرعًا، فلا يجوز منه إلا ما أجازه الشارع كالحدود والقصاص وما أشبه ذلك بعد حصول اليقين؛ لأن مجرد الحدس والتهمة والشك مظنّةٌ للخطأ والغلط، وما كان كذلك فلا يستباح به تأليم المسلم وإضراره بلا خلاف". انتهى كلامه. درء الحدود بالشبهات - إسلام ويب - مركز الفتوى. وإذن فلا بدّ من حصول اليقين الرافع لكل شك وشبهة؛ كي يستحق المتهم العقوبة، وإلا فإن الحدوس والشكوك والشبهات مظنّة الخطأ والغلط، فكيف يؤمن مع هذا إراقة دم بريء بغير حق؟ ثم تأمل قول الشوكاني رحمه الله: "فلا يستباح به تأليم المسلم وإضراره بلا خلاف".
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادْرَءُوا الحُدودَ عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج، فخلوا سبيله. فإن الإمام أن يخطئ في العفو، خير من أن يخطئ في العقوبة" رواه الترمذي مرفوعاً وموقوفاً. هذا الحديث: يدلّ على أن الحدود تدرأ بالشبهات. فإذا اشتبه أمر الإنسان وأشكل علينا حاله، ووقعت الاحتمالات: هل فعل موجب الحد أم لا؟ وهل هو عالم أو جاهل؟ وهل هو متأول معتقد حلّه أم لا؟ وهل له عذر عقد أو اعتقاد؟: درأت عنه العقوبة؛ لأننا لم نتحقق موجبها يقيناً. ولو تردد الأمر بين الأمرين، فالخطأ في درء العقوبة عن فاعل سببها، أهون من الخطأ في إيقاع العقوبة على من لم يفعل سببها، فإن رحمة الله سبقت غضبه، وشريعته مبنية على اليسر والسهولة. والأصل في دماء المعصومين وأبدانهم وأموالهم التحريم، حتى نتحقق ما يبيح لنا شيء من هذا. وقد ذكر العلماء على هذا الأصل في أبواب الحدود أمثلة كثيرة، وأكثرها موافق لهذا الحديث. ومنها: أمثلة فيها نظر. فإن الاحتمال الذي يشبه الوهم والخيال، لا عبرة به. والميزان لفظ هذا الحديث. فإن وجدتم له، أو فإن كان له مخرج، فخلو سبيله. وفي هذا الحديث: دليل على أصل.
الحدود تدرأ بالشبهات - الاجتهاد
السؤال:
في مسند أبي حنيفة للحارثي حديث رواه عبد الله بن عباس عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- «ادرءوا الحدود بالشبهات» أرجو أن تتفضلوا بشرح هذا الحديث ؟ جزاكم الله خيرا
الجواب:
الحمد لله، لقد جاء في هذا الباب عدة أحاديث في أسانيدها مقال، لكن يشد بعضها بعضا، منها الحديث الذي ذكر السائل: «ادرءوا الحدود بالشبهات». وفي الآخر: «ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم». والمعنى: أن الواجب على ولاة الأمور من العلماء والأمراء أن يدرءوا الحدود بالشبهة التي توجب الشك في ثبوت الحد، فإذا لم يثبت عند الحاكم الحد ثبوتا واضحا لا شبهة فيه فإنه لا يقيمه، ويكتفي بما يردع عن الجريمة من أنواع التعزير، ولا يقام الحد الواجب كالرجم في حق الزاني المحصن، وكالجلد مائة جلدة في حق الزاني البكر، وبقطع اليد في حق السارق لا يقام إلا بعد ثبوت ذلك ثبوتا لا شبهة فيه ولا شك فيه بشاهدين عدلين لا شبهة فيهما، فيما يتعلق بالسرقة وبأربعة شهود عدول فيما يتعلق بحد الزنا، وهكذا بقية الحدود، فالواجب على ولاة الأمر أن يعتنوا بذلك وأن يدرءوا الحد بالشبهة التي توجب الريبة والشك في الثبوت. المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(25/264- 265)
وأما معنى كونه يدرأ بالشبهة فالمراد أن السلطان والقاضي إذا كان هناك شبهة محتملة تفيد عدم ثبوت الحد أو تؤثر في حال من ثبت عليه الذنب، فإنه يعمل بها ولا يحد المتهم، فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة، كما في حديث الترمذي. وأما كون أمر الشبهة نسبيا وأنه قد يرى بعض القضاة ما لا يراه غيره، فإن القاضي الذي لا يرى شبهة في الموضوع يتعين عليه العمل بما ثبت عنده، وأما الذي عنده شبهة فهو الذي يتوجه إليه الكلام بالدرء بها. هذا، وننبه إلى أن أهم ما ينبغي الاعتناء به في هذا المجال أن يكثر العبد الدعاء ويبذل ما أمكنه في إقامة حدود الله في أرض الله على عباد الله. ففي الحديث: إقامة حد في الأرض خير لأهلها من أن يمطروا أربعين ليلة. رواه النسائي وصححه الألباني. وعليه قبل ذلك وبعده أن يبذل ما أمكنه في تقوية إيمان العباد حتى يحجزهم إيمانهم عن الوقوع فيما يوجب الحدود. فإن السعي في هذين الأمرين أنفع للأمة من إثارة الأقوال ونقاشها. والله أعلم.
وتشترك "الواحة" مع المؤسسات غير الربحية الفاعلة بالمملكة، وفي مقدمتها مؤسسة محمد بن سلمان "مسك الخيرية"، ومشروع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية لخدمة الأهداف التنموية والعلمية والتقنية لتحقيق رؤية 2030. جريدة الرياض | «واحة الملك سلمان».. دوحة المعارف والعلوم ومنارةٌ لتحفيز الإبداع. ويقع مبنى الواحة على مســـاحة 200 ألف متر مربع، ويتكون من متحف علمي يضـــم بهواً داخلياً للتعلم، وسبع قاعات تحفز على الإبداع العلمي في مجالات: الطاقة، والفضاء، والتعديـن، والمياه، والصناعـات التحويليـة، والاتصالات وتقنيـة المعلومات، ومختبرات علميـة مرنة متعددة الوظائـــف، ذات الصلة بالعلوم والتقنية والمقاهي والمطاعم ذات الطابع الخاص. وتعد "الواحة" حاضنة للمعرفة، وهي وجهـة علمية وثقافية وسـياحية، تناسب الصغار والكبار، حيث تحوي مسرحاً متخصصاً تُعرَض فيه أفلام علمية ترفيهية ومسابقات ولقاءات تفاعلية. وتنظم واحة الملك سلمان للعلوم بالتعاون مع الجهات المتخصصة المحلية والعالمية مهرجانات علمية، إضافة إلى تأهيل الفرق السعودية للمشاركة في المسابقات العلمية المختلفة، وعقد الندوات والمحاضرات العلمية والورش العلمية التطبيقية "حضورياً وعن بعد". وتُصنَّف "الواحة" أنها من أوائل المنصات العلمية التي تطبق مفهوم التعليم بالترفيه من خلال محتواها النوعي وأسلوبها التفاعلي الذي يحفز على الإبداع ويعرِّف بفرص ريادة الأعمال في العلوم والتقنية، وبما يدعم الاستثمار المعرفي.
نشرة الرابعة | افتتاح واحة الملك سلمان للعلوم في الرياض - Youtube
واحة الأمير سلمان للعلوم هي مشروع غير ربحي مستقل مادياً وإدارياً ترعاه وتشرف عليه مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وتشاركها في ذلك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. هذا وقد شكل للواحة مجلس تنفيذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة في ما يلي عرض تاريخي مختصر عن مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم الذي يهدف إلى دعم العملية التعليمية، وهو الأمر الذي يأتي مساندا للجهود المستمرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله تعالي في هذا الشأن والتي يمكن تلخيصها فيما يلي وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، منذ بداية العام ١٤٠٨ هـ بتشكيل لجنة استشارية للإشراف على مقترح مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بإنشاء مركز علمي.
جريدة الرياض | أمير الرياض يفتتح مشروع واحة الملك سلمان بن عبدالعزيز للعلوم
كانت كلماته، حفظه الله، معبِّرةً عن واقعٍ معاشٍ انتهجه سلمان بن عبد العزيز في منطقة الرياض وجعل القائمين على مثل تلك المشروعات يتحمَّلون مسؤولياتهم بأن يكونوا على قدر الثقة والمسؤولية. كان ذلك التفاعل ترجمةً عمليَّةً لمقولة سموِّ الأمير سلمان بن عبد العزيز ودليل محبة وثقة من الأهالي، وكانت ليلة احتفاءٍ وتكريمٍ لرجلٍ استحقَّ بجدارةٍ أن يكون أمير أمراء المناطق بخبرته ومعرفته وجلده على معارك التنمية والإنجاز والوفاء والتي تحقَّق منها بحمد الله الكثير. سلمان بن عبد العزيز شخصيَّةٌ نادرة، تتميَّز بمحبِّتها لوطنها ومجتمعها، وبوفائه لولاة الأمر والمخلصين من رجالات الدَّولة والمجتمع بصفة عامة. جريدة الرياض | أمير الرياض يفتتح مشروع واحة الملك سلمان بن عبدالعزيز للعلوم. وقد تُوِّجت تلك الصِّفات والسَّجايا باستمتاعه، حفظه الله، وتفانيه في تأسيس ودعم الأعمال الخيريَّة والمجتمعيَّة، يبذل الكثير للتكريم والاحتفاء بالآخرين بكل أريحية منكراً ذاته ونفسه في سبيل وطنه ومجتمعه، ويبادر في تحويل مناسبات التكريم إلى مشاريع وطنية تبقى للناس وتنفعهم. حرص، يحفظه الله، على تغيير المفهوم العام عن الاحتفالات والتكريم لشخصيَّاتٍ قياديَّةٍ ووطنيَّةٍ إلى مفهومٍ وتوجُّهٍ سلمانيٍّ مختلفٍ كان يسميه الاحتفاء بدلاً من الاحتفال.
إثراء المحتوى الثقافي في واحة الملك سلمان للعلوم – صحيفة البلاد
تُعد "واحة الملك سلمان للعلوم" منارة لتحفيز الإبداع العلمي، ووجهة علمية وثقافية وترفيهية وسياحية، واستثمار وطني لجميع أفراد المجتمع، وهو المشروع الذي ارتبط باسم خادم الحرمين الشريفين كأحد المشاريع المتميزة والهامة نحو مجتمع معرفي يتواكب مع رؤية المملكة 2030. افتتاح المرحلة الأولى من مشروع "واحة الملك سلمان للعلوم"
افتتح الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، مؤخرا، المرحلة الأولى من مشروع واحة الملك سلمان بن عبدالعزيز للعلوم، التي ُتعد حاضنة للمعرفة، وأحد المعالم العمرانية لمدينة الرياض. وبهذه المناسبة أشار أمير منطقة الرياض في تصريح صحفي، بأن الرياض تحظى بهذه الهدية التي وجَّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لأبناء المنطقة والوطن، لكي يستفيدوا من هذا العلم ويتواصلوا في علم جديد بفضل ما يشهده الوطن من دعم لامحدود ورؤى مستقبلية من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، حيث تمثل هذه الواحة جزء من دعم القيادة الرشيدة، ومكسب كبير تحقق على يد الأمير سلطان بن سلمان الذي فعلاً أبدع وأنجز بشكل جميل وعلم نافع. ونوه أمير منطقة الرياض في ختام تصريحه بأن واحة الملك سلمان للعلوم استثماراً تعليمياً واجتماعياً واقتصادياً، وإضافة مهمة للمنظومة التعليمية بالمملكة لاستكمال دور المؤسسات التعليمية الأخرى، باسـتخدام التقنيات الحديثة، التي تعتمد على المشاهدة والتجريب، بأسلوب جاذب مشوق.
جريدة الرياض | «واحة الملك سلمان».. دوحة المعارف والعلوم ومنارةٌ لتحفيز الإبداع
لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مع منطقة الرياض ومجتمعها قصص كثيرة رائعة ونادرة من المحبة والتلاحم والتقارب والوفاء لم تروَ تفاصيلها بعد، ولعل إحداها قصة مشروع واحة الملك سلمان للعلوم. لا أنسى مساء يوم الثلاثاء 30 ربيع الأول 1431هـ (16 مارس 2010م) الذي اجتمع فيه عدد من الأهالي من أعيان ورجال أعمال في تظاهرة رائعة أظهروا فيها محبتهم وولاءهم وتقديرهم الجزيل لأميرهم صاحب الأيادي المنجزة للتطوير والتنمية؛ الذي خدم منطقة الرياض وسكانها لأكثر من خمسين عاماً بكلِّ محبَّةٍ وتفانٍ وإخلاص. وليس بغريب على أهالي الرياض وسكانها مشاركاتهم المجتمعية في المشاريع التنموية، ولكن الجميل في ذلك الاجتماع ما حصل من تسابق وأريحية في المشاركة تُوِّجت بجمع أكبر مبلغ مشاركاتٍ مجتمعيَّة، حيث وصل المبلغ في ليلةٍ واحدةٍ إلى حدود الأربعمائة مليون ريال. تذكرت في تلك الليلة ما سبق وقاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض آنذاك، في الاجتماع التعريفي بالمشروع في قصر الحكم صباح الاثنين 25 محرَّم 1430هـ (22 يناير 2009م) بما نصُّه: «إن رجال الأعمال والميسورين إذا دُعوا إلى التبرُّع لأيِّ عملٍ خيريٍّ وكانوا واثقين من حسن تصرُّف الجهة التي تتلقَّى تبرعاتهم، فلن يتردَّدوا في التبرُّع لعلمهم أنَّ تبرُّعاتهم سوف تستثمر في مشاريع يستفيد منها المواطنون».
الرياض ـ البلاد
وقعت هيئة المكتبات أمس اتفاقية تعاون مشترك مع أمانة منطقة الرياض، لتطوير مشروع واحة الملك سلمان للعلوم في حي التعاون بمدينة الرياض عبر إثراء الواحة بالمحتوى الثقافي، وإنشاء مكتبة عامة "بيت ثقافة"، بحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عيّاف أمين منطقة الرياض، ونائب وزير الثقافة، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة المكتبات حامد بن محمد فايز. وجرت مراسم التوقيع في مقر أمانة منطقة الرياض، حيث مثّل هيئة المكتبات في التوقيع رئيسها التنفيذي الدكتور عبدالرحمن العاصم، فيما مثل الأمانة مساعد سمو الأمين للتخطيط والتطوير المهندس غازي الشهراني. وتتضمن مجالات التعاون إثراء واحة الملك سلمان للعلوم بالمحتوى الثقافي، وتهيئتها لتكون منصة لإقامة الفعاليات التعليمية والثقافية، إضافةً إلى العمل المشترك بين الجهتين لتصميم تجربة فريدة للزائرين وإثرائها بتاريخ وثقافة المملكة، وإنشاء مكتبة عامة تخدم كافة شرائح المجتمع. وحدد الطرفان مسارين لمجالات التعاون هما: المسار التطويري والمسار التنفيذي، حيث يشمل المسار التطويري تنفيذ أفكار مشتركة وتطبيقها في مجال القطاع الثقافي، وتتضمن استخدام هيئة المكتبات للمنطقة المحيطة للواحة ومرفقاتها لتنفيذ فعاليات ربحية وغير ربحية في أوقات المواسم، فيما يتضمن المسار التشغيلي قيام الهيئة بتشغيل وصيانة وإدارة الواحة والمنطقة الخارجية التابعة لها وعمل تجهيزات تلائم تجربة الزوار.
إنَّها ثقافةٌ اختطَّها وحافظ عليها متمثلاً في ذلك رؤية ونهج الملك عبد العزيز، طيَّب الله ثراه، حيث تعودت الرياض ترجمة الاحتفاء بقادتها ورموزها في مشاريع خلاَّقةٍ تفيد وتبقى، وتحوَّلت جميعها إلى معالم تنمويَّةٍ لخير الوطن والمواطن منها مكتبة الملك فهد الوطنيَّة، مركز الملك عبد العزيز التاريخي، مركز الملك سلمان الاجتماعي، جامعة الأمير سلطان، حدائق الملك عبد الله العالميَّة، وواحة الملك سلمان للعلوم. تعود فكرة مشروع واحة العلوم إلى عام 1405هـ (1985م) وقد تم تحديد موقع المشروع في أرض مطار الرياض القديم والذي كان من المقرر أن يتحول جزء منه إلى منتزهٍ عامٍّ، إلا أنَّ الأمور لم تسر كما كان مأمولاً. استمرَّ العمل والجهد الحثيث أنذاك من سموِّ الأمير سلمان بن عبد العزيز في متابعة المشروع، وتم بتوجيهه الكريم في عام 1424هـ (2004م) ضم مشروع الواحة لمؤسسة الرياض الخيريَّة للعلوم، وهي مؤسسة خيرية غير ربحية أسسها، حفظه الله ورأس مجلس إدارتها عام 1419هـ ( 1999م) على قواعد قوية ومتينة، وأمدَّها بجزيل دعمه وكريم توجيهه وثاقب قيادته حتى نمت وتألقت بمنجزاتها ومخرجاتها. وصدرت في عام 1431هـ (2010م) موافقة المقام السامي على تخصيص أرض ليقام عليها مشروع الواحة، بمساحة تبلغ 200 ألف متر مربع في موقعٍ متميِّزٍ على طريق الملك عبد الله في النَّاحية الشَّماليَّة الغربيَّة من أرض مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ويجاور الموقع عدداً من أكبر الصُّروح العلميَّة والتقنية ومراكز البحث العلميِّ من بينها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود، ووادي الرياض للتقنية، ومجمع تقنية المعلومات والاتصالات.