تضم سور القرآن الكريم الكثير من صيغ الدعاء سواء التي وردت على لسان الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام أم التي وردت على لسان الصالحين رضي الله عنهم ألحقنا بهم على خير. ((الجمهورية اونلاين)) تستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم. نواصل في هذه الحلقة من سلسلة الدعاء في القرآن الكريم استعراض آيات الدعاء التي وردت في سورة الشعراء
((رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ)) الشعراء، الآيات: 83-85
بعد أن قدّم الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام الثناء على ربّه عز وجل بما له من الصفات العلية، والنعوت الجليلة، والأفضال الجزيلة قبل السؤال؛ لأنها أعظم الوسائل الموجبة لقبول الدعاء واستجابته، وهذا النوع هو أعلى أنواع التوسل إلى اللَّه عز وجل، وهو التوسل إليه تعالى بالأسماء الحسنى، أو بالصفات العُلا، سواء كانت ذاتية أو فعلية. رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين. ((رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)): أي علماً أعرف به الأحكام، والحلال، والحرام، وأحكم به بين الأنام. ((وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)): أي اجعلني مع الصالحين في الدنيا والآخرة.. فالعبد يجتهد أن يرافق الصالحين في الدنيا، فإن الرحمة والسلامة، والهدى تحوطهم حتى ينال صحبتهم، ومنازلهم ومقامهم في الآخرة، وإن لم يعمل بعملهم.
- رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين
- من صفات المؤمنين في القرآن - ملتقى الخطباء
- كم عدد صفات المؤمنين - موسوعة
رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وهذا سؤال من إبراهيم ، عليه السلام ، أن يؤتيه ربه حكما. قال ابن عباس: وهو العلم. وقال عكرمة: هو اللب. وقال مجاهد: هو القرآن. وقال السدي: هو النبوة. وقوله: ( وألحقني بالصالحين) أي: اجعلني مع الصالحين في الدنيا والآخرة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند الاحتضار: " [ اللهم الرفيق الأعلى " قالها ثلاثا. وفي الحديث في الدعاء]: اللهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا ولا مبدلين ".
وقد تقدم هذا المعنى. { إنه كان من الضالين} أي المشركين. و { كان} زائدة. قوله تعالى: { ولا تخزني يوم يبعثون} أي لا تفضحني على رؤوس الأشهاد، أو لا تعذبني يوم القيامة. وفي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن إبراهيم يرى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة) والغبرة هي القترة. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يلقى إبراهيم أباه فيقول يا رب إنك وعدتني إلا تخزيني يوم يبعثون فيقول الله تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين) ""انفرد بهما البخاري رحمه الله. "" قوله تعالى: { يوم لا ينفع مال ولا بنون} { يوم} بدل من { يوم} الأول. أي يوم لا ينفع مال ولا بنون أحدا. والمراد بقوله { ولا بنون} الأعوان؛ لأن الابن إذا لم ينفع فغيره متى ينفع؟ وقيل: ذكر البنين لأنه جرى ذكر والد إبراهيم، أي لم ينفعه إبراهيم. { إلا من أتى الله بقلب سليم} هو استثناء من الكافرين؛ أي لا ينفعه ماله ولا بنوه. وقيل: هو استثناء من غير الجنس، أي لكن { من أتى الله بقلب سليم} ينفعه لسلامة قلبه. وخص القلب بالذكر؛ لأنه الذي إذا سلم سلمت الجوارح، وإذا فسد فسدت سائر الجوارح. وقد تقدم في أول "البقرة" واختلف في القلب السليم فقيل: من الشك والشرك، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد؛ قال قتادة وابن زيد وأكثر المفسرين.
الالتزام بالصلاة ، يُعرف المؤمن من خلال مواظبته علي فروض الخمس اليومية، وأقامته للصلاة في أوقاتها، فمن التزم بالصلاة حافظ علي علاقته بربه، صلحت دنياه وفاز بنعيم الأخرة، إذ أكد الله علي إن أداء الصلاة من صفات المؤمنين في الآية رقم 9 من سورة المؤمنون في قوله تعالي" وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ". جزاء المؤمنين في الآخرة
ذكر الله منزلة المؤمنين في الآخرة في القران، ويصبح الإنسان مؤمن حق عند أتبع أوامر الله وابتعاده عن الباطل وسار علي كتاب الله وسنه رسوله، نتناول في تلك الفقرة جزاء المؤمنين في الآخرة بشكل مفسر في التالي:
وعد الله المؤمنين بنعيم الجنة في الآخرة، في قولة تعالي في سورة" لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ الله خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ". ينال المؤمنين الخلود في الجنة والتمتع بخيراتها في الآخرة، لهذا علي المؤمن الحق إن يصبر ويحفظ نفسه من الفواحش، وان يتقرب الله بالأعمال الصالحة وبالتحلي بمكارم الأخلاق واتباع أصول الدين واتخاذه كتاب الله وسنته منهج له في حياته.
من صفات المؤمنين في القرآن - ملتقى الخطباء
ثم قال: « لقد أُنزل عليَّ عشرُ آيات مَن أقامهنَّ دخل الجنة »، ثم قرأ: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى عشر آيات (تخريج مشكاة المصابيح). فيالسعادة مَن أقامهنَّ فحظِيَ بِكرامة الله في دار الكرامة والنعيم، ويالشقاء من أعرض عن هديها فباء بالخيبة يوم يفوز المفلحون!!. وصلُّوا عباد الله على الهادي البشير، محمد أكرم رسول وخير نذير؛ فقد أمركم بذلك اللطيف الخبير: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك مُحمَّد صاحب الوجه المنير، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الآلِ والصَّحْب، ومَنْ على نهجهم إلى الله يسير، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك يا عزيز يا قدير. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، ودمِّر اليهود ومَنْ شايعهم من المستعمرين الغاصبين، وألِّف بين قلوب المسلمين، وأَصْلِحْ قادَتَهُم، واجْمَعْ كَلِمَتَهُم على الحقّ يا ربَّ العالَمين. من صفات المؤمنين في القرآن - ملتقى الخطباء. اللَّهُمَّ آمِنَّا في أوطانِنَا، وأصلِحْ أئمَّتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمَنْ خافك واتَّقاك، واتَّبع رضاك يا أرحم الراحمين.
كم عدد صفات المؤمنين - موسوعة
فتجب رعاية العهد بالوفاء به، ويحرم نكثه، والغدر به، قال تعالى: ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ) [النحل: 91]. وقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [المؤمنون: 9]. ختم سبحانه الآيات بما ابتدأها به في شأن الصلاة، مما يدل على أهمية الصلاة. نص من صفات المؤمنين. ومعنى المحافظة على الصلاة: أداؤها على الوجه الذي أمر به الله أن تؤدى عليه، من كمال الطهارة، واستكمال شروطها وأركانها وواجباتها، وفي أوقاتها المحددة، وفي الأمكنة التي أمر الله بأدائها فيها، وهي المساجد مع جماعة المسلمين، فمن أخلَّ بشيء من هذه الأحكام من غير عذر شرعي لم يكن محافظاً على الصلاة، بل كان من المضيعين لها الذين قال الله فيهم: ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم 59]. ومن الذين قال الله فيهم: ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 4 - 5]. فانظر كيف سماهم مصلين، وتوعدهم مع ذلك بالويل؛ لأنهم لم يصلوا على الوجه المشروع. ثم ختم الله سبحانه هذه الآيات الكريمة ببيان جزاء من اتصفوا بهذه الصفات الإيمانية المذكورة فيها، فقال: ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [المؤمنون: 10 - 11].
بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 3-4.