هذا المضمون وهذه الغاية هي روحف كل العبادات حتى في تلاوة القرآن الكريم، ففي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ربَّ تالٍ للقرآن، والقرآن يلعنه».. فكم هي الآيات التي تلعن الظالمين والمعتدين والكاذبين وأمثالهم، فإذا كان التالي منهم فلا يلومنَّ إلا نفسه.. بئس الاسم الفسوق بعد الايمان تفسيرها. وفي الحج يقال فيمن لم يُدرك تلكم الحقيقة (ولكن حجت العير)..
صحيح ان العبادات والفرائض لا بدّ من ادائها بالشروط الفقهية حتى تكون صحيحة.. لكن لا بدّ من التزام مضامينها حتى تكون مأجورة ومقبولة..
قال تعالى في سورة الحجرات: (يا أيها الذين آمنوا لا تسخروا من بعض الناس رجاء الخير لهم والنساء من النساء ، لعله لا خير لهم ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنبذوا ألقاب الشر باسم الفحش. بعد الإيمان ولا يتوب فهم فاعلين الظالمين) ، ويتساءل كثير من المسلمين عن معنى آية الشر اسم الفاحشة بعد الإيمان الواردة في سورة الحجرات. قال العلماء في معنى قوله تعالى: (إن الشر اسم مفسد) بعد الإيمان: من قذف أو نطق أو دعا بأسماء ، فهل من ذم أو لفظ أو نادى بأسماء؟ استحق اسم الفجور. وهكذا نزل من مستوى الكمال الذي أعطاه إياه الإيمان. تفسير بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. وقد أشار الله تعالى إلى الذنب العظيم الذي يصيب كل من يفعل أحد هذه الأشياء الثلاثة بقوله: (ومن لم يتوب فهؤلاء هم الظالمون). حيث يتحول المؤمن من الإيمان إلى الفاحشة عندما يفعل ما حرمه الله تعالى ، من الاستهزاء بإخوانه المخلصين وتسميتهم بألقاب يكرهونها. وفي ذلك نهي على المسلم أن يفعل ما ينفي صفة الإيمان. من البؤس على المسلم أن يفعل ما يرتديه هذه الصفة الدنيئة ، ومن اعتاد على السخرية من المؤمنين والاستخفاف بهم واحتقارهم فقد ينحرف بذلك عن طاعة الله تعالى وشريعته ، ومن يبتعد عن الطاعة. الله – العلي – ظلم نفسه.
هو أول المطلوب لسلوك طريق التدين.. وفي الحديث الصحيح: «اتقِ المحارم تكن أعبد الناس».. نعم أعبدهم وأقربهم من الله تعالى هو ذاك الذي يتحرج من مشاركة الآخرين في خوضهم في اعراض النّاس وكراماتهم التي باتت جزءاً من السلوى وقضاء الوقت.. يصلون، ويصومون.. ويلتحون ويعتمرون.. ويحجون وربما يتصدقون ويزكون.. ولكنهم مرضى اللسان.. تفسير اية بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. ومدمنو الغيبة والنميمة.. والقيل والقال.. هذا كلّه ولم نتحدث بعد عن البهتان وتفجير الاحقاد.. والفجور في الخصومات.. وربما تتبُّع عورات الآخرين حتى وإن كانت لا قدر الله.
فنزلت هذه الآية: [1] إقرأ أيضاً: مقاصد سورة الحجرات تعريف الفجور وأسبابه الفسق لغويا يعني الفسق والعصيان. أي: هربت منه بما في ذلك فاحشة الرجل ، أي ؛ انحرافه عن طاعة الله تعالى وعصيانه لأمره وتجاوز حدوده ، إما بارتكاب خطيئة كبرى أو الإصرار على صغيرة ؛ يسقط عدالة المسلم إذا استمر في قاصر واحد أو أقلية مختلفة. والمسلم آثم في حالة حدوث فعل كبير معين ، ويبقى على هذا النحو ما دام لا يتوب إلى الله تعالى على ما ارتكبه. سوف يسقط عداله وسيكون مذنبًا إذا أصر على العدالة الكبيرة. والرائد في الشرع هو الذنب الذي يترتب عليه لعنة أو عذاب في الدنيا أو تهديد في الآخرة. مثل الزنا والربا والقتل والسرقة وأكل مال اليتيم ، ويصر المسلم على التافه إذا غلب عليه جانب المعصية على جانب الطاعة ، وإذا كان دائما فيه القاصر. وجدت الأشياء وإذا رفض وجودها امتنع. لذلك سيكون خاطئا. اقرأ أيضًا: من هي الفرقة الضالة المصادر: المصدر 1 المصدر 2 المصدر 3 المصدر 4 الراوي: أبو جبيره بن الضحاك محدث: شعيب ارناؤوط | المصدر: تخريج سنن ابي داود صفحة او رقم 4962 | ملخص الحديث: إسناده صحيح [↩] المصدر:
علي مع الحق والحق مع علي (ع) - YouTube
علي مع الحق والحق مع قع
والثّاني: سيّدتنا اُمّ سلمة، وأخرجه عنها: الطبراني وأبو بشر الدولابي(3) والخطيب البغدادي(4) وابن عساكر(5). والثالث: سعد بن أبي وقّاص، أخرجه البزّار، فقد قال الهيثمي: «وعن محمّد بن إبراهيم التيمي: إنّ فلاناً دخل المدينة حاجّاً، فأتاه الناس يسلّمون عليه، فدخل سعد فسلّم، فقال: وهذا لم يعنّا على حقّنا على باطل غيرنا. قال: فسكت عنه، فقال: مالك لا تتكلّم؟ فقال: هاجت فتنة وظلمة فقلت لبعيري: اخ اخ، فأنخت حتى انجلت. فقال رجل: إني قرأت كتاب الله من أوّله إلى آخره فلم أر فيه اخ اخ! فقال: أما إذ قلت ذاك، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: علي مع الحق أو الحق مع علي حيث كان. قال: من سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت امّ سلمة. قال: فأرسل إلى امّ سلمة فسألها. فقالت: قد قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيتي. فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن؟ فقال: ولم؟ قال: لو سمعت هذا من النبي صلّى الله عليه وسلّم لم أزل خادماً لعلي حتى أموت. رواه البزار. وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح»(6). أقول:
وإنما أوردته لما فيه من الفوائد:
الأولى: الوقوف على دَجَل القوم، فإنّ «فلاناً» هو «معاوية» و«سعد» هو «ابن أبي وقاص» فسعدٌ كان قد سمع هذا الكلام، ولم يُخبر به أحداً، فكان ممّن كتم الشهادة بالحق، وأيضاً: لم يعمل به، فكان ممّن خذل الحق ـ كما وصف أمير المؤمنين سعداً وأمثاله بعد عثمان ـ وإن ثبت بعد ذلك ندمه على عدم قتاله الفئة الباغية مع علي.
علي مع الحق والحق مع علي
شبهة وجوابها: قد يقال: إنا إذا أخذنا بهذه الأحاديث فلازم ذلك أن تخطئ كل الصحابة ونفسقهم ، وهذا لا يصح. والجواب:
1 - أنا قد أوضحنا فيما تقدم أن صحابة النبي وسلم منهم من لم يبايع أبا بكر ، ومنهم من أكره على البيعة ، منهم من لم يكن راضيا لكنه لا يستطيع أن ينكر على من تولوها في شئ ، ومنهم من رأى أن صلاح أمر المسلمين في ترك الخلاف ، ومنهم من شايع وبايع. وهؤلاء منهم المعذور عند الله بلا شك ولا ارتياب. وعليه فالأخذ بتلك النصوص الدالة على خلافة أمير المؤمنين لا يستلزم تفسيق كل صحابة النبي وسلم كما هو واضح. 2 - أنا لو سلمنا أن الأخذ بتلك النصوص يستلزم تفسيق كل الصحابة ، فهذا لا يوجب ترك النصوص الصحيحة الثابتة ، وذلك لأن الحجة إنما ثبتت لقول النبي وسلم ، ولا حجة لقول أو فعل شخص غيره ، ولا سيما إذا عارض الأحاديث الثابتة. 3 - أن الأحاديث الصحيحة دلت على أن الأمة ستغدر بعلي بعد النبي وسلم ، وما ذلك الغدر إلا إقصاؤه عن منصبه الذي أمر النبي وسلم به ونص به عليه. ومن تلك الأحاديث ما رواه الحاكم في المستدرك ، وابن حجر في المطالب العالية ، والبوصيري في مختصر الإتحاف وغيرهم ، عن علي أنه قال: إن مما عهد إلي النبي وسلم أن الأمة ستغدر بي بعده.
علي مع الحق والحق مع عليرضا
و هناك امور اخرى اختص بها صلوات ربي عليه فقط. و هل تعلم ان امير المؤمنين (ع) لم يغتصبوا حقه في الخلافة فقط و انما سرقوا حتى اسمائه الخاصة به (ع), و منها اسم ( امير المؤمنين) و اول من سرق هذا الاسم ابا بكر و من ثم عمر و عثمان و وو. و اسم الصديق الاكبر سرقه ابا بكر, و اسم الفاروق سرقه عمر, و آية الله العظمى سرقه في هذا الزمان العلماء غير العاملين. و اعلم ان هذه الاسماء خاصة بعلي بن ابي طالب (ع) و لا تصح لغير علي (ع) بدليل الروايات المذكورة عن طرق السنة التي تخص هذه الاسماء. اما من طرق الشيعة فرواية الوصية في ليلة وفاة رسول الله (ص) كافيه لبيان ذلك ( يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه: عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الأسماء لاحد غيرك) غيبة الطوسي ص 150
و اعلم ان من يقول ان علي بن ابي طالب (ع) غير مظلوم فهو انسان جاهل او متعصب او لا يعلم ولو كان يعلم لعلم ان اكبر مظلوم في تاريخ الانسانية هو علي بن ابي طالب (ع). و اعلم ان سبب هذا الظلم هو حسد الناس لعلي (ع) على ما آتاه الله من فضله ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ)النساء 54.
علي مع الحق والحق مع عليه
وابن تيمية يصرّح بأن أحاديث المختارة أصحّ وأقوى من أحاديث المستدرك... »(17). وقال الزرقاني المالكي تحت عنوان «ذكر المؤاخاة بين الصّحابة رضوان الله عليهم أجمعين»: «وكانت ـ كما قال ابن عبد البر وغيره ـ مرّتين، الاُولى بمكّة قبل الهجرة، بين المهاجرين بعضهم بعضاً على الحق والمواساة، فآخى بين أبي بكر وعمر، و... وهكذا بين كلّ اثنين منهم إلى أن بقي علي فقال: آخيت بين أصحابك فمن أخي؟ قال: أنا أخوك. وجاءت أحاديث كثيرة في مواخاة النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي، وقد روى الترمذي وحسّنه والحاكم وصحّحه عن ابن عمر أنه صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أما ترضى أن أكون أخاك؟ قال: بلى؟ قال: أنت أخي في الدنيا والآخرة. وأنكر ابن تيمية هذه المؤاخاة بين المهاجرين، خصوصاً بين المصطفى وعلي، وزعم أن ذلك من الأكاذيب، وأنّه لم يؤاخ بين مهاجري ومهاجري، قال: لأنها شرعت لإرفاق بعضهم بعضاً...
وردّه الحافظ بأنه ردّ للنص بالقياس... »(18). وبما ذكرنا كفاية لمن أراد الرشاد والهداية. (1) منهاج السنة 4/238ـ239. (2) المستدرك على الصحيحين كتاب معرفة الصحابة ذكر إسلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، الحديث 4629، 3/135. (3) مجمع الزوائد ـ كتاب المناقب، باب الحق مع علي: 9/135.
وعنه قال: والله إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم: إنهم سيغدرون بك من بعدي. وأخرج الهيثمي وابن حجر والبوصيري عن علي - في حديث - أن النبي وسلم أجهش باكيا ، قال: قلت: يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي...
فإذا عهد النبي وسلم لأمير المؤمنين بذلك فلا وجه لتبرئة من حكم النبي وسلم عليه بالغدر. خلاصة البحث:
والخلاصة أن خلافة أبي بكر لم تكن منصوصا عليها كما اعترف به علماء أهل السنة ، ودلت عليه الأحاديث الصحيحة ، وكذلك لم تكن بالإجماع كما أوضحناه فيما مر ، ولم تدل على صحتها أحاديث صحيحة ، والنصوص التي تمسكوا بها مع التسليم بصحتها لا تدل على الخلافة. (خاص بمواقع الميزان)
ثم إنها لم تكن بالشورى ، لأنها كانت فلتة كما نص عليه عمر في حديث السقيفة ، ولم تكن ببيعة أهل الحل والعقد ، لأن عامة المهاجرين لم يكونوا في السقيفة ، ومن بايع بعد ذلك كان إما عن اجتهاد لا يكون ملزما لغيره ، وإما عن إكراه ، وإما عن ضغن لعلي ، وإما لغير ذلك مما لا يكون حجة على أحد من الناس. ومن ذلك كله يتضح أنه لا يوجد مصحح معتبر لخلافة أبي بكر ، والله العالم بحقائق الأمور. ( لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) يونس: 94.