الرئيسية
إسلاميات
الهدى النبوى
10:07 ص
السبت 23 مايو 2015
من وصايا النبي
بقلم – هاني ضوَّه:
من المهلكات التي حذرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم استصغار واستحقار الذنوب حتى ينساها العبد دون توبة، فيأتي يوم القيامة وقد كثرت حتى صارت مثل الجبال العالية، لا يقوى على حملها فيهوي بها في النار. لذا حذرنا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه". إياكم ومحقرات الذنوب. ومحقرات الذنوب هي التي يراها الإنسان شيئًا صغيرًا ويحتقرها ظنًا منه أنها لا تضر؛ لأنه يراها ذنوب لا تستحق أن يلتفق إليها أو يلقي لها بالًا. يقول الإمام الغزالي – رحمه الله – في كتابه إحياء علوم الدين: "تصير الصغيرة كبيرة بأسباب منها الاستصغار والإصرار فإن الذنب كلما استعظمه العبد صغر عند الله، وكلما استصغره عظم عند الله، لأن استعظامه يصدر عن نفور القلب منه وكراهته له، وذلك النفور يمنع من شدة تأثيره به. واستصغاره يصدر عن الألفة به، وذلك يوجب شدة الأثر في القلب المطلوب تنويره بالطاعة والمحذور تسويده بالخطيئة".
- تفسير حديث "إيّاكم ومُحقّرات الذّنوب"
- إياك إياك والمحقرات
- إياكم ومحقرات الذنوب - مكتبة نور
تفسير حديث &Quot;إيّاكم ومُحقّرات الذّنوب&Quot;
كاتب الموضوع رسالة eeman. 3 البلد: الجنس: المساهمات: 3471 نقاط النشاط: 3642 موضوع: إياكم ومحقرات الذنوب الأربعاء 12 نوفمبر 2014 - 23:19 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إياكم و محقرات الذنوب عن سهل بن سعد – رضى الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... : " إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعود ،وجاء ذا بعود، حتى حملوا ما انضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه"، وهذا يعنى أن أخطر الذنوب وأشدها عذاباً أن يحتقر المرء ذنباً اقترفه دون أن يبالى بعواقبه في الدنيا والأخرة.
إياك إياك والمحقرات
وذكر أهل العلم أن الصغيرة قد يقترن بها من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف من الله مع الاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر بل يجعلها في رتبتها، فإن أكثَرَ العبد منها، واستهان بها أوردته النار، لذلك قيل: لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار. وعلى المرء ألا ينظر إلى صغر ذنبه ولكن عليه أن ينظر إلى من يعصي، فالمعصية الصغيرة هي معصية لله عز وجل وهي تشترك في هذه الصفة مع الكبائر، وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله قال:) عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت النار لا هي أطعمتها ولا سقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض(، وفي الحلية لأبي نعيم عن حذيفة أنه قيل له: أفي يوم واحد ترك بنو إسرائيل دينهم؟، قال:)لا ولكنهم كانوا إذا أمروا بشيء تركوه، وإذا نهوا عن شيء فعلوه، حتى انسلخوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه(.
إياكم ومحقرات الذنوب - مكتبة نور
مصداقاً لقوله تعالى في سورة المطففين الآية (14):
(كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ). الرين: أسوداد القلب. إن من أخطر الذنوب وأشدها عذاباً أن يحتقر الإنسان ذنباً عمله دون أن يبالي بعواقبه في الدنيا والآخرة. فرب ذنب يراه الإنسان صغيراً يكون سبباً في حرمانه من نعمة أو أصابته بنقمة. مصداقاً لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه). (أخرجه النسآئي عن ثوبان – رضي الله عنه). وقال عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه:
إني لأحسب الرجل ينسى العلم كما تعلمه بالخطيئة يعملها ، هذا في الدنيا. إياك إياك والمحقرات. أما في الآخرة فالعذاب أشد وأبقى. فرب ذنب يعده الناس من الصغائر يُدخل به فاعله النار مع الفساق والفجار. مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار من جراء هرة لها ربطتها ، فلا هي أطعمتها ، ولا هي أرسلتها ترمرم من خشاش الأرض حتى ماتت هزلاً). (رواه مسلم في صحيحه)
قال أنس بن مالك – رضي الله عنه:
(إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر ، كنا نعدها على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الموبقات (المهلكات). (رواه البخاري وغيره)
وكما قالوا: لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن أنظر من عصيت.
فكن يا عبد الله خائفاً من ذنبك، غير مستهينٍ به، فإنَّ الاستهانة بالذنوب من علامة الهلاك، وكلَّما صغر الذنب في عين فاعله عظم عند الله، لمَّا نزل الموت بمحمد بن المنكدر -رحمه الله- بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: " والله ما أبكي لذنبٍ أعلم أنَّي قد أتيته، ولكنَّي أخاف أن أكون أذنبت ذنباً حسبته هيناً وهو عند الله عظيم ". معاشر المسلمين: إذا كان العاصي لا يتألم لمعصية اقترفها، ولا يضيق صدره منها، فليتفقد قلبه قبل أن يموت، عليه أن يجلو عنه الغشاوة والران الذي عليه حتى يكون قلباً حيَّاً عامراً بالتقوى والإيمان، يستعظم المعصية ولو كانت من الصغائر. لا تحقرنَّ من الذُّنوب أقلَّها *** إنَّ القليل إلى القليل كثيرُ
فيا من استهنت بالمعاصي تُبْ إلى الله واستغفره، فإنَّ الله غفور رحيم يتوب على من تاب ويغفر ذنب من استغفر، وأنت يا من تستمع إلى المعازف والأغاني وتستهين بها، أما آن لك أن تصون سمعك عنها فإنَّه لا خير في سماعٍ حرَّمه الله. عبد الله: إنَّ سهولة الوصول إلى الحرام لا يسوِّغ اقترافه، ذلك أنَّ الحرام حرام ولو فُرش طريقه بالورد، ولو عُطِّر جوه بالمسك، ومهما دعتك نفسك إلى معصية فزُمَّها بزمام الشرع، وقل لها: يا نفس ما في المعصية خير، فإنَّ لذَّتها قصيرة وندامتها طويلة، قل لها: يا نفس انظري لعظمة الله فأطيعيه ولا تعصينه، فإنَّ النجاة في طاعته والخسارة والحسرة والندامة في معصيته.
فمن أعظم القربات خشية الله ففضل الله العلماء العاملين بسبب خشيتهم له ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]. أخي إياك ومُحَقَّرَات الذنوب فكم من أمر يستسهله البعض لأنهم ألفوه ويظنونه من الصغائر وهو من المهلكات فاستسهال البعض إسبال الثياب ولا يلتفتون له وقد ورد الوعيد الشديد على ذلك فعن أبي هريرة - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال"مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ "رواه البخاري (5787). ذكر معايب الناس التي يكرهونها مما يتساهل به البعض ولا يشعرون بالإثم وهو من كبائر الذنوب ويكفى ذماً لها وتحذيرا منها قول ربنا تبارك وتعالى ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12]. التفريط في صلاة الجمعة وتركها كسلا أو نوما من غير عذر وهو من المهلكات فعن جابر - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال" مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ مِرَارٍ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ" رواه الإمام أحمد (14149) بإسناد صحيح وهذا من أعظم الزواجر للقلب الحي.