إعراب الآية 8 من سورة المزّمِّل - إعراب القرآن الكريم - سورة المزّمِّل: عدد الآيات 20 - - الصفحة 574 - الجزء 29. (وَاذْكُرِ) أمر فاعله مستتر و(اسْمَ) مفعول به مضاف إلى (رَبِّكَ) والجملة معطوفة على ما قبلها (وَتَبَتَّلْ) أمر فاعله مستتر و(إِلَيْهِ) متعلقان بالفعل و(تَبْتِيلًا) مفعول مطلق والجملة معطوفة على ما قبلها. وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) عطف على { قم الليل} [ المزمل: 2] وقصد بإطلاق الأمر عن تعيين زمان إلى إفادة تعميمه ، أي اذكر اسم ربك في الليل وفي النهار كقوله: { واذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً} [ الإنسان: 25]. وإقحام كلمة { اسم} لأن المأمور به ذكر اللسان وهو جامع للتذكر بالعقل لأن الألفاظ تجري على حسب ما في النفس ، ألا ترى إلى قوله تعالى: { واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول} [ الأعراف: 205]. والتبتل: شدة البتل ، وهو مصدر تبتّل القاصر الذي هو مطاوع بَتَّله ف { تبتل} وهو هنا للمطاوعة المجازية يقصد من صيغتها المبالغة في حصول الفعل حتّى كأنه فعله غيره به فَطاوعه ، والتبتل: الانقطاع وهو هنا انقطاع مجازي ، أي تفرغ البال والفكر إلى ما يرضي الله ، فكأنه انقطع عن الناس وانحاز إلى جانب الله فعدي ب «إلى» الدالة على الانتهاء ، قال امرؤ القيس: منارة مُمْسى راهب متَبَتِّل... والتبتيل: مصدر بتَّل المشدد الذي هو فعل متعد مثل التّقطيع.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة المزمل - قوله تعالى واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا - الجزء رقم30
فالأمر في قوله واذكر اسم ربك وتبتل إليه مراد به الدوام على ذلك فإنه قد كان يذكر الله فيما قبل فإن في سورة القلم - وقد نزلت قبل المزمل - وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر على أن القرآن الذي أنزل أولا أكثره إرشاد للنبيء - صلى الله عليه وسلم - إلى طرائق دعوة الرسالة فلذلك كان غالب ما في السور الأول منه مقتصرا على سن التكاليف الخاصة بالرسول - صلى الله عليه وسلم -. [ ص: 267] ووصف الله بأنه رب المشرق والمغرب لمناسبة الأمر بذكره في الليل وذكره في النهار وهما وقتا ابتداء غياب الشمس وطلوعها ، وذلك يشعر بامتداد كل زمان منهما إلى أن يأتي ضده; فيصح أن يكون المشرق والمغرب جهتي الشروق والغروب فيكون لاستيعاب جهات الأرض ، أي: رب جميع العالم وذلك يشعر بوقتي الشروق والغروب. ويصح أن يراد بهما وقتا الشروق والغروب أي: مبدأ ذينك الوقتين ومنتهاهما ، كما يقال: سبحوا الله كل مشرق شمس ، وكما يقال: صلاة المغرب. وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر برفع ( رب) على أنه خبر لمبتدأ محذوف حذفا جرى على الاستعمال في مثله مما يسبق في الكلام حديث عنه. ثم أريد الإخبار عنه بخبر جامع لصفاته ، وهو من قبيل النعت المقطوع المرفوع بتقدير مبتدأ.
[ واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا] ❤️ - YouTube