ثم نظر خارج العراق فرأى على حدوده دولا يتنزى في صدورها حقد الماضي وطمع الحاضر، فزار تركيا وفرنسا وإيران فأحال عداءها إلى صداقة وجفاءها إلى مودة! ثم اجتمع بملك الحجاز وأوفد إلى امام اليمن فأحكم أواخي المودة بينهما وبينه، ثم هداه تفكيره العملي المرن إلى أن يعالج الانتداب بالمصانعة والموادعة حتى انتهى به إلى نوع من الاستقلال يحفظ الكرامة ويعين على النهوض. دخل الملك فيصل العراق دخول الإمام الحسين! لا مال أمامه ولا جند خلفه! ولكن الحسين جرى على سياسة علي فهلك، وجرى فيصل على سياسة معاوية فملك! ثم اعتمد في تأثيل ملكه وإنهاض شعبه على الإخلاص العامل والجد النزيه، وتحامل في ذلك على دمه وعصبه وروحه حتى ذهب فيصل شهيد الواجب، كما ذهب الحسين شهيد الحق!! مجلة الرسالة/العدد 17/الملك الشهيد000! - ويكي مصدر. كان الملك فيصل الأول ملكا من طراز خاص، ولعله كان أقرب إلى خلفاء الصدر الأول منه إلى ملوك اليوم! كان ناصع الظرف، جم التواضع، رحب الأناة، ظاهر الوداعة، زاهدا في أبهة الملك، عازفا عن مظاهر السلطان؛ فلا يخدج بتحية، ولا يمشي في حرس، ولا يتشدد في حجاب. وكان من أجمل مظاهر ديمقراطيته الأصلية أن تراه غالبا في شارع الرشيد أو في طريق الصالحية يقود سيارته بيده، ويشق طريقه بنفسه، دون ربيئة من خلفه ولا طليعة بين يديه، فيسبقه أي سابق، ويزاحمه أي سائق!!
جامعة الملك فيصل التعليم عن بعد بكالوريوس
محمد فتح الباب
برقة وأبو عبادة
طلع علينا الأستاذ النشار - بعد صمت طال حنيننا إليه فيه - بقصيدته الرائعة (برقة)؛ فحمدنا له هذا العود الحميد، على أننا نستميحه المعذرة في ذكر نقطتين من قصيدته عن لنا بسط الرأي فيهما:
1 - ضبط الاسم في مطلع قصيدته (برقة) بفتح الباء.
جامعه الملك فيصل التعليم عن بعد Music Feature Audio
أما أخلاقه فكانت على جانب من السمو.
جامعة الملك فيصل التعليم عن بعد
ترى هل استعان بالشياطين في نقلها إلى النظم الإنجليزي؟ سنرى حين تصل الترجمة إلى مصر
و. جامعه الملك فيصل التعليم عن بعد music feature audio. إيرلاند والكتاب عبارة عن دراسة سياسية اجتماعية دقيقة لتاريخ العراق وتطوراته الحديثة حتى عصر الاستقلال. ويبدأ المؤلف دراسته منذ ظهور النفوذ البريطاني في العراق لأول مرة، حيث ظهرت جمعية الهند الشرقية البريطانية في القرن الثامن عشر ورأت في العراق مركزاً هاماً للتجارة الهندية، واضطرت للمحافظة على مصالحها التجارية أن تقوم من آن لآخر بحملات بحرية تأديبية ضد عرب السواحل
ويستعرض المؤلف تدخل إنكلترا الحديث في شئون العراق بعد زوال الحكم التركي، ويقول إن الاستعمار الإنكليزي كثيراً ما ينحدر إلى مغامرات وتجارب خاطئة؛ ولكنه كان بعيد النظر حينما استقدم الملك فيصلاً ليتبوأ عرش العراق. وقد كان الملك فيصل في رأي المؤلف من طبقة (المستبدين الأخيار) وكانت جهوده تتجه على العموم إلى خير البلد الذي وضعته الأقدار على عرشه. ثم يقول المؤلف إن مستقبل العراق تحفه بضع الريب المظلمة، ويتوقف بالأخص على ما يبديه الشعب العراقي من جهود حازمة تشبه تلك الجهود الموفقة التي أبداها حتى وصل إلى الاستقلال؛ ويعاني العراق كثيراً من المتاعب الجنسية والطائفية، ومشاكل البدو، وهذه جميعاً تعوق تقدمه؛ ومن ثم فإن الوطنية العراقية يجب أن تتجه إلى ما وراء الاستقلال، وأن تروض نفسها على حمل أعباء الدولة والإدارة السياسية.