رواه النسائي. قال أنس: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جذبة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء). متفق عليه. الرفق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم - موقع مقالات إسلام ويب. عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه يقول: (بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أميّاه، ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فو الله ما كهرني ولا ضربني، ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن). رواه النسائي. عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: (بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه وأريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين).
- حديث شريف عن الرفق بالحيوان
- حديث عن الرفق بل حيوان
حديث شريف عن الرفق بالحيوان
حديث: إن الله يحب الرِّفق في الأمر كله
شرح سبعون حديثًا (50)
50- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((إن الله يحب الرِّفق في الأمر كله))؛ متفق عليه. منتديات بحور الاحساس - الرفق في احاديثه صلى عليه وسلم. قال ابن القيِّم - رحمه الله - نظمًا:
وهو الرفيق يحبُّ أهل الرِّفق بل يُعطيهمُ بالرِّفق فوق أمانِ
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - في شرحه لهذا البيت:
ومن أسمائه - سبحانه - الرفيق، وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور، والتدرُّج فيها، وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجالٍ؛ فالله - تعالى - رفيق في أفعاله؛ حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئًا فشيئًا، بحسب حكمته ورِفقه، مع أنه قادر على خَلقها دفعة واحدة، وفي لحظة واحدة. وهو - سبحانه - رفيق في أمره ونَهيه، فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة، بل يتدرَّج معهم من حالٍ إلى حال؛ حتى تأْلَفها نفوسهم، وتأنَس إليها طباعهم؛ كما فعل ذلك - سبحانه - في فرضية الصيام، وفي تحريم الخمر والربا، ونحوهما. فالمتأني الذي يأتي الأمور برِفق وسكينة؛ اتِّباعًا لسُنن الله في الكون، واقتداءً بهدْي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تتيسَّر له الأمور وتذلَّل الصِّعاب، لا سيما إذا كان ممن يتصدَّى لدعوة الناس إلى الحق، فإنه مضطر إلى استشعار اللين والرفق؛ كما قال- تعالى-: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].
حديث عن الرفق بل حيوان
إن الله رفيق يحب الرفق. ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. حديث عن الرفق بل حيوان. وما لا يعطي على ما سواه) رواه مسلم 2593 أي إن الله -تعالى- لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، فلا يكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم، (ويعطي على الرفق) في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد، وفي العقبى من الثواب الجزيل (مالا يعطي على العنف) أي الشدة والمشقة، ووصف اللّه -سبحانه وتعالى- نفسه بالرفق إرشاداً وحثاً لنا على تحري الرفق في كل أمر - ( إن الله -عز وجل- يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف) صحيح الترغيب / المنذري الألباني2668 وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله. نبه به على وطاءة الأخلاق وحسن المعاملة وكمال المجاملة - ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه.
رسائل:
• رسالة إلى دعاة الحق والفضيلة، وإلى كل ناصحٍ مرشد مُشفق، نقول:
رفقًا بالمنصوحين وقولاً ليِّنًا، فإن في ذلك مَدعاة لقبول نُصحكم والاهتمام به، فهلاَّ تأمَّلتُم خطاب الله - جل وعلا - لكليمه موسى وأخيه هارون - عليهما السلام - في قوله تعالى:﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 43، 44]. أي: اذهبا إلى فرعون الطاغية الذي جاوَز الحد في كفره وطُغيانه، وظلمه وعُدوانه"، فقولا له قولاً ليِّنًا"؛ أي: سهلاً لطيفًا، برفقٍ ولِين وأدبٍ في اللفظ، من دون فُحش، ولا صَلَفٍ، ولا غِلظة في المقال، أو فَظاظة في الأفعال؛ "لعله" - بسبب القول اللين - "يتذكَّر" ما ينفعه، فيأتيه، "أو يخشى" ما يضره، فيتركه؛ فإن القول اللين داعٍ لذلك، والقول الغليظ مُنفِّر عن صاحبه، وقد فُسِّر القول اللين في قوله - تعالى-: ﴿ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾ [النازعات: 18 - 19]. فإن في هذا الكلام من لُطف القول وسهولته، وعدم بشاعته، ما لا يخفى على المتأمِّل؛ فإنه أتى بـ: "هل" الدالة على العرض والمشاورة، والتي لا يَشمئز منها أحد، ودعاه إلى التزكي والتطهُّر من الأدناس التي أصلها التطهر عن الشرك، الذي يقبله عاقل سليم، ولم يقل: "أُزكيك"، بل قال: "تزكَّى" أنت بنفسك، ثم دعاه إلى سبيل ربه الذي ربَّاه، وأنعَم عليه بالنِّعم الظاهرة والباطنة، التي ينبغي مقابلتها بشُكرها وذكرها، فقال: ﴿ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾.