بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى و نقص الأنسجة و اليد العاملة لديها قررت التخطيط بشكل أفضل لمواجهة الأمر فاستخدمت أقمشة بكلفة أقل و لكن بتصاميم لم يسبقها لها مثيل. التميز والنجاح
لم تكن كوكو شانيل متقدمة على زمنها فحسب بل كانت، حسب مجلة التايم الأمريكية، متقدمة على نفسها أيضا. فمنذ افتتاحها لمتجر بيع القبعات تميزت شانيل بتصاميم فريدة لتلك القبعات تختلف عن سائر القبعات المتعارف عليها في الأسواق مما جعلها تلقى رواجا بين نساء ذاك الزمن. وبدءاً من عشرينات القرن الماضي، أصبح لديها مصانع أقمشة خاصة بها كما دخلت في شراكة مع ماركة "بورجوا" للعطور. علمًا أنها أول مصممة تطلق عطرًا خاصًا بها. أشهر هذه العطور على الإطلاق العطر رقم 5 الذي ما زال حتى اليوم، وبعد 91 عاماً على إطلاقه. يتصدر لوائح أفضل العطور في العالم. قصة نجاح كوكو شانيل. فضّلت شانيل البساطة والراحة في التصاميم على التعقيد والملابس التي تعيق تحرّك المرأة. و حتى اليوم لازال هذا الطابع الذي يميز تصاميم شانيل، علماً أن المصمم الألماني كارل لاغرفيلد هو من يمسك بزمام الأمور حالياً. إضافة للأزياء افتتحت شانيل مشغلا خاصا بالمجوهرات ، وأحدثت ضجة في العام 1932 عندما أطلقت أول تشكيلة حليّ راقية تحمل اسم "مجوهرات من الماس".
كوكو شانيل ، من حياة الفقر والملاجئ الى اشهر مصممة ازياء في العالم | فن المال
مثلا ظلت طوال حياتها تحاول إخفاء جذورها المتواضعة، رغم أن الكل يعرف أنها ولدت في 19 أغسطس (آب) عام 1883 في دار أيتام خلف جدران دير أوبازين، الذي قضت فيه نحو سبع سنين من حياتها. هذه السنوات كانت كافية لترتسم معالم كل ركن من الدير بطرازه المعماري في مخيلتها، إلى جانب اللونين الأبيض والأسود الغالبين على ملابس الراهبات. وهذا ما ترجمته مرارا في إكسسوارات يغلب عليها الطراز الباروكي، لا يزال يتسلل بين الفينة والأخرى إلى تصاميم الدار إلى اليوم، فضلا عن تلونها بالأسود والأبيض. عندما وصلت غابرييل شانيل سن الصبا، أصبحت خياطة نهاراً ومغنية ليلاً. واشتهرت بأغنية «من رأى كوكو في تروكاديرو؟» ومن هذه الأغنية اكتسبت لقبها كوكو، رغم إصرارها على أنه الاسم الذي كان والدها يناديها ويُدللها به عندما كانت صغيرة. وطبعا لم تكن هذه سوى محاولة أخرى لكتابة ماضيها بالطريقة التي تريدها وكانت تحلم بها، لا الطريقة التي عاشتها فعليا بعد أن أودعها والدها في الدير. في شبابها تبلور أسلوبها الشخصي المتميز بأسلوب صبياني. كوكو شانيل ، من حياة الملاجئ الى اشهر مصممة ازياء في العالم - مشاريع صغيرة. كان بداخلها تمرد على المتعارف عليه، وجانب رافض لأن تتشبه بباقي النساء، فبدأت ترتدي أزياء مستوحاة من ملابس الرجال لفتت إليها الأنظار وأثارت الإعجاب في الوقت ذاته.
كوكو شانيل ، من حياة الملاجئ الى اشهر مصممة ازياء في العالم - مشاريع صغيرة
القصة التي صاغها قسم المجوهرات مؤلفة من 11 فصلا، بطل كل فصل امرأة ربطتها بغابرييل شانيل علاقة خاصة وشخصية قبل عام 1920. من هؤلاء النساء نذكر زينا ومود وجين وأنطوانيت وسوزان ومارث وغيرهن، وكلهن نساء دعمنها في بدايتها بشكل أو بآخر. كوكو شانيل ، من حياة الفقر والملاجئ الى اشهر مصممة ازياء في العالم | فن المال. في أبسط الأحوال تطوعن كعارضات ومروجات لقبعاتها لدى حضورهن ميادين الفروسية والسباقات التي كان يؤمها النخبة والطبقات الأرستقراطية حينذاك. أما القصة التي تحكيها دار «شانيل» فتبدأ بكان يا ما كان، قبل قرن من الزمن، فتاة من أصول جد متواضعة جاءت إلى شارع غامبون لافتتاح بيت أزياء خاص بها. بعد عام من البحث حققت هدفها، ليُمحَى كل ما مضى فيُصبح مجرد مادة خصبة لقصص يتم حبكُها كل سنة لتُلهب الخيال وتُشعل فتيل الرغبة في منتجاتها. لكن لا يختلف اثنان على أن هذه المرأة حققت ثورة في عالم الموضة النسائية في العشرينات من القرن الماضي، بتفكيكها التفاصيل المبالغ فيها والتعقيدات الكثيرة التي كانت تكبل حركة المرأة، وكادت أن تحقق ثورة مماثلة في عالم المجوهرات في عام 1932، لولا تدخل صاغة «بلاس فاندوم» وتصديهم لها. لكنها في كل الأحوال نجحت في خلق هالة حولها، لا تستطيع أن تميز حقيقتها من صحتها.
افتتحت "كوكو" متجرها الأول عام 1916 وبعدها صالة عرض أزياء راقية بباريس، وكان التناقض في أشكال تصمياتمها هو السبب الرئيسي في سرعة انتشارها داخل الأوساط الراقية في أروربا، في تلك الفترة نالت عرض حصرى لها من شركة النسيج الفرنسية "رودبية" وهو قماش أثبت أنه أفضل مترجم لإبداعات شانيل بالنظر إلى النعومة على الجسم وقدرتها الفطرية على تحرير الشكل المادي للمرأة. وهكذا أصبحت التنورة الثلاثية والبلوزة والسترة أول نموذج مميز لأزياء شانيل، في عام 1920 تم افتتحت أول بوتيك لها في باريس، هذه هي اللحظة المحورية لنجاحها، كما أن هذا العام كان ولادة عطرها الأول والشهير شانيل رقم 5، والذي يمكن وصفه فقط بأنه عطر خالد يعتبر حتى اليوم أحد أفضل العطور التي تم تصورها على الإطلاق. كوكو شانيل داخل بيتها فى باريس
استخدمت كوكو شانيل ملاحظاتها على ملابس الموظفين والطلبات الباريسية، ففي منتصف عشرينيات القرن العشرين ، حولت تلك التصماميم من فستان طويل إلى رداء صغير نوير، أو الفستان الأسود الصغير مع أبسط الخطوط، ووفقًا لإيمانها المميز بأن "الموضة تمر، وتبقى الأناقة"، كان لها نجاح مطلق في تصميمها بدلة شانيل، المحببة من قبل النساء في جميع أنحاء العالم.