هذا؛ وقد دلَّ الكتاب والسنة وإجماع العلماء على أن من تاب لله توبة نصوحًا، واجتمعت فيه شروط التوبة الصادقة- فإن يقبل توبته، تمامًا كما يقطع بقبول إسلام الكافر إذا أسلم إسلامًا صحيحًا، قال الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب، كمن لا ذنب له)؛ رواه ابن ماجه.
ماهو الذنب الذي لا توبة له هيكل خارجي دعامي
ثلاثة لابد منها في التوبة مع الإخلاص لله، وقصد وجهه الكريم بهذه التوبة، يكون تاب من أجل خوفه من الله، ورغبته فيما عنده -سبحانه وتعالى- ويضيف إلى ذلك رد الحقوق إلى أهلها، إن كان عنده مظالم، سرقات، أو نهب أموال؛ يردها إلى أهلها، أو يستبيحهم إذا سمحوا له، وأباحوه؛ فلا بأس، والله يغفر الذنوب جميعًا، الكفر وما دونه، قد سئل النبي ﷺ عن ذلك؛ فأخبر السائل أن التوبة تمحو ما قبلها، وأن الله -جل وعلا- يغفر له الذنوب جميعًا بتوبته الصادقة، نعم. ماهو الذنب الذي لا توبة له هيكل خارجي دعامي. المقدم: جزاكم الله خيرًا الطريقة المثلى لرد ما اغتصب من حقوق الناس، لو أخبرهم فضح نفسه، وربما أثار مشاكل كان غنيًا عنها، فكيف تنصحونه لو تكرمتم؟
الشيخ: عليه أن يوصل المال إلى أهله بالطرق التي تمكنه، ليس من اللازم أن يخبرهم، عليه أن يوصل المال إلى أهله بالطريقة التي تمكنه بواسطة من يبلغهم إياها ويقول: هذه باعثها إليكم إنسان يرى أن عليه حقوقًا لكم، فأمرني بتسليمها لكم، أو بالبريد، أو ما أشبه ذلك، أو من طريق الشيك يحول لهم بشيك ويقول: هذا حق لكم على إنسان يخاف الله فهي تصلكم، وما أشبه ذلك. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا.
ماهو الذنب الذي لا توبة له بجوائز “Aips” رئيس
الشرط الخامس: أن تكون قبل حضور الأجل، فإذا بقي الإنسان مصراً على المعصية حتى حضره الأجل، فتاب، فإنه لا يقبل منه ذلك؛ لقول الله تعالى: ﴿وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن﴾ وكذلك لا تصح التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها. فهذه الشروط الخمسة هي الشروط لكون التوبة نصوحاً مقبولة عند الله.
تاريخ النشر: الأحد 6 محرم 1424 هـ - 9-3-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 29785
167508
0
684
السؤال
هل هناك ذنب يغضب منه الله فلا يسامح الإنسان لمدة طويلة مهما فعل وربما لا يسامحه أبداً مهما فعل؟ كيف نعرف أن الله راضٍ عنا أو غاضبٌ علينا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى شرع لعباده التوبة من الذنوب، ووعدهم بمغفرتها، كما في قوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. والذنب الوحيد الذي لا يغفره الله عز وجل هو الشرك بالله إذا مات الإنسان عليه ولم يتب منه، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء:48]. أما الذنوب دون الشرك بالله فيغفرها الله تعالى لمن تاب منها برحمته وفضله مهما عظمت وكثرت، والحمد لله على منِّه وإحسانه: وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً [الفرقان:71].