ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون [ ص: 223] فيه ثمان مسائل:
الأولى: قوله تعالى: ليس البر اختلف من المراد بهذا الخطاب فقال قتادة: ذكر لنا أن رجلا سأل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن البر ، فأنزل الله هذه الآية. قال: وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، ثم مات على ذلك وجبت له الجنة ، فأنزل الله هذه الآية ، وقال الربيع وقتادة أيضا: الخطاب لليهود والنصارى لأنهم اختلفوا في التوجه والتولي ، فاليهود إلى المغرب قبل بيت المقدس ، والنصارى إلى المشرق مطلع الشمس ، وتكلموا في تحويل القبلة وفضلت كل فرقة توليتها ، فقيل لهم: ليس البر ما أنتم فيه ، ولكن البر من آمن بالله. الثانية: قرأ حمزة وحفص " البر " بالنصب; لأن ليس من أخوات كان ، يقع بعدها المعرفتان فتجعل أيهما شئت الاسم أو الخبر ، فلما وقع بعد ليس: البر نصبه ، وجعل أن تولوا الاسم ، وكان المصدر أولى بأن يكون اسما لأنه لا يتنكر ، والبر قد يتنكر والفعل أقوى في التعريف.
- ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
- ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل
- ليس البر ان تولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام
- ليس البر أن تولوا وجوهكم english
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
وجملة: (اختلفوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). الصرف:
(بعيد)، صفة مشبّهة من بعد يبعد باب كرم وباب فرح، وزنه فعيل جمعه بعداء بضمّ الباء وفتح العين، وبعد بضمّتين، وبعدان بضمّ الباء وسكون العين. الإعراب:
(ليس) فعل ماض ناقص جامد (البرّ) خبر ليس مقدّم منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (تولّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تولّوا) في محلّ رفع اسم ليس مؤخّر.
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل
(إِنَّما) كافة ومكفوفة. (حَرَّمَ) فعل ماض والفاعل هو. (عَلَيْكُمُ) متعلقان بحرم. (الْمَيْتَةَ) مفعول به. (وَالدَّمَ وَلَحْمَ) اسمان معطوفان. (الْخِنْزِيرِ) مضاف إليه. (وَما) الواو حرف عطف ما اسم موصول معطوف على الميتة. (أُهِلَّ) فعل ماض مبني للمجهول. (بِهِ) متعلقان بمحذوف نائب فاعل. (لِغَيْرِ) متعلقان بأهل. (اللَّهِ) لفظ الجلالة مضاف إليه وجملة: (أهل) صلة الموصول لا محل لها. (فَمَنِ) الفاء الفصيحة من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. (اضْطُرَّ) فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى اضطر، وهو فعل الشرط. (غَيْرَ) حال منصوبة بالفتحة. (باغٍ) مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة. (وَلا عادٍ) الواو عاطفة لا زائدة عاد معطوف على باغ. (فَلا) الفاء واقعة في جواب الشرط لا نافية للجنس. (إِثْمَ) اسمها مبني على الفتح. (عَلَيْهِ) متعلقان بمحذوف خبر لا والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ فعل الشرط وجوابه على الأرجح (إِنَّ اللَّهَ) إن ولفظ الجلالة اسمها (غَفُورٌ) خبرها. (رَحِيمٌ) خبر ثان والجملة تعليلية لا محل لها.. إعراب الآية (174): {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (174)}.
ليس البر ان تولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام
(لا يَعْقِلُونَ) الجملة خبر المبتدأ.. إعراب الآيات (172- 173): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ) ينظر في إعرابها الآية (168). (آمَنُوا) فعل ماض وفاعل والجملة صلة. (كُلُوا) فعل أمر والواو فاعل والجملة لا محل لها ابتدائية. (مِنْ طَيِّباتِ) متعلقان بمحذوف صفة للمفعول المحذوف. (ما رَزَقْناكُمْ) ما اسم موصول في محل جر بالإضافة. رزقناكم فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول. (وَاشْكُرُوا) معطوف على كلوا. (لِلَّهِ) لفظ الجلالة مجرور باللام وهما متعلقان بالفعل قبلهما. (إِنْ كُنْتُمْ) إن حرف شرط جازم كنتم فعل ماض ناقص والتاء اسمها وهو فعل الشرط. (إِيَّاهُ) ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. (تَعْبُدُونَ) فعل مضارع وفاعل والجملة خبر كنتم، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
ليس البر أن تولوا وجوهكم English
انتهى
ثم ذكر الأخلاق بقوله تعالى: { وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة:177]، فهذه هي حقيقة البر. قال أهل التفسير: هذه الآية أجمع آية لخصال البر في القرآن. 9
0
15, 409