وبعد ثلاثة أيام أمر الأمير حسن بدق طبل الرحيل والاستعداد للسفر من تلك البلاد، فعند
ذلك مدت المضارب، وركبت الفرسان ظهور الجنايب واعتقلوا بالسيوف والنصول، وقد ملئوا
بكثرتهم تلك السلول، وركبت النساء والبنات في الهوادج قاصدين بلاد الغرب.
- يقول ابو زيد الهلالي سلامه لتامين
- يقول ابو زيد الهلالي سلامه المروريه
يقول ابو زيد الهلالي سلامه لتامين
وأختار أبو زيد معه للرحله: يونس ويحي ومرعي وهم من أبناء الأعيان.. ليكونوا له عونا على الطريق عند كل شدة وضيق.
يقول ابو زيد الهلالي سلامه المروريه
»
فكان يتسمى «بسياج الضمن، غفير البيض، حمى — أو حامي — المسكين. » ٥ كما اشتهر بخرجه العجيب وطرقه التي كلها مسالك. ويكاد يصعب للغاية، تصور الكم الكبير جدًّا من المأثورات والأشعار الشعبية والهجاء
والنكات، التي تدور في فلكه على طول البلدان والكيانات العربية، التي كانت يومًا مسرحًا
لتلك الهجرة الجماعية التي فاض بها الخزان البشري للجزيرة العربية وأعرابها. فمأثورات تغطي سوريا العليا، ووادي الرافدين بعامة، ومصر العليا «الصعيد»، ومدن الدلتا
— خاصة بلدة بلبيس — بالإضافة للمغرب العربي في ليبيا وقرى تونس والمغرب والجزائر حتى
الأندلس، وجبال البرانس. أبو زيد الهلالي - ويكيبيديا. فشخصيته عبارة عن وعاء كوني لكل المتناقضات: فهو شاعر عنيد، ونائحة وماجن ولوطي —
كما
وصفه دياب بن غانم — ومنقذ لكل حائر، كالخضر وغيره، وقديس أو أنه مسحة شعائرية تطغى على
مجمل ما ذكرنا من نقائص وفضائل. فكانت تصل به حيله وأحابيله إلى حد التنكر تحت جلود الحيوانات في هيئة مهرج لأميرات
بني
هلال عبر احتيالهن على حكام البلاد التي يجتازونها، ومنهم حاكم مصر الملقب بالفرمند،
وتَسمَّى بقشمر: «فعند ذلك تجهزت البنات في الحال وفعل أبو زيد كما أشار، وكانت هذه
البنات من المحصنات وكان في جملتهن وطفا بنت دياب، وجمال الطعن بنت أبي زيد، وبنت القاضي
بدير، والست ربا، النعام، وجوهر العقول وسعد الرجا.
من ذلك أنه سُئل ذات مرة من يهودي صاحب قلعة في فلسطين يُدعى أبا بشارة: «أخبرني
كم طير
نزل بالكتاب؟» ٣
فقال له: «تسعة: الذباب والنمل والنحل وطير الأبابيل والجراد وطير عبس وهو الخفاش
والغراب والهدهد. »
هي بالتحديد الطيور السامية — التابو — وهي كما يُلاحظ تخلط بين الطيور
والحشرات. كذلك كثيرًا ما تعرَّض أبو زيد لألف باء الأشجار العربية السامية، وأجروميتها الطوطمية
المقدسة، وكيف أن مَن دهن جسده العاري بزيت السندال لا تلمسه النار. بالإضافة إلى معرفته بالأقوام والقبائل المنقضية مثل: «الزهل والزهول والسبط والنبطان»،
والأخيرون يُرجح أنهم الأنباط الأردنيون. يقول ابو زيد الهلالي سلامه المروريه. فلا تنتهي مخاطره ومآزقه في أديرة اللاذقية، وربوع الشام وفلسطين وقبرص، وأراضي وحضارات
منقضية مثل أرض عيلام ٤ المتعاصرة مع عصر جمدة نصر في سومر ٢٩٠٠ق. م. كذلك يتبدى أبو زيد على طول سيرة بني هلال بالإضافة لمآثره المستقلة، على معرفة
بالكيمياء وكيفية منازلة «طباخين الكيمياء» وحجر المغناطيس، ومآثره التي لا تنتهي والتي
يغلب عليها الهجاء والمزاح، على طول معظم الكيانات العربية مرورًا بنجوع الجزيرة العربية
والشام، وقرى مصر بخاصة وكفورها، حتى إذا ما انتقلت مأثوراته إلى ليبيا وتونس ومراكش
اكتست مأثوراته ونوادره مسحة شعائرية، فأصبح يُدعى سيدي بو زيد «فيتبرك به الفقراء
والواجفون والمضطهدون المهانون بعامة.