المساهمة الفعالة: أي المساهمة في إيجاد شرائط الظهور ( التي ذكرناها سابقاً) والعمل لأجل خروج الإمام بالتمهيد لذلك قدر الاستطاعة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأعمال الصالحة. إصلاح الشخص نفسه: أي الالتزام الكامل بتطبيق الأحكام الشرعية في سائر العلاقات والمعاملات والعبادات. الصبر على المحن والبلاء: حيث أن عصر الغيبة الكبرى يتميز بتعاظم الجور والظلم والفساد بشكل ملحوظ. لذلك جاء الكثير من الأحاديث التي تؤكد على مبدأ الصبر وتحث عليه وخصوصاً في زمن الغيبة وتتحدث عن عظم أجر الصابرين كما في الأحاديث التالية. الصبر على البلاء وانتظار الفرج مكتوب. عن الرسول قال: ( إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم) (12). فالمؤمن المترقب لفرج إمامه المنتظر يلاقي صعوبات كثيرة لتكذيب الناس له بوجود هذا الإمام المغيب، كما يلاقي صعوبات كثيرة لقيامه بواجباته الرسالية بعكس ذلك الشخص الجالس في بيته يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه بشيء. ولذلك حينما سمع الإمام الصادق (عليه السلام) بعض أصحابه يتذاكرون جماعة منهم وقد ماتوا ولم يدركوا زمان القائم وهم يتحسرون على ذلك قال لهم: ( من مات منكم وهو منتظرا لهذا الأمر كان كمن هو مع القائم في فسطاطه، ثم قال: لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) بالسيف - وفي رواية أخرى كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله -
الصبر على البلاء وانتظار الفرج مكتوب
عباد الله إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90] فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
الصبر على البلاء وانتظار الفرج والرزق
ولما ذهب سيدنا إبراهيم وأخذ معه ابنه إسماعيل لينفذ ما أمره به الله عزوجل ووضعه على جبينه ليقتله ، نادى عليه الله عزوجل من فوق سبع سماوات في خضم هذا المشهد المهيب: { أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ} ، أي أنك صبرت علي البلاء ونفذت أمر الله ، ففداه الله بكبش عظيم كما ورد في قوله تعالى:{ وفديناه بذبح عظيم} سورة الصافات ، الآية رقم 107. صبر موسى على قومه:
وابتلى الله عزوجل سيدنا موسي عليه السلام كما ابتلى غيره من الأنبياء ، فحينما تكبر فرعون وبغى في الأرض واتهمه بالسحر والجنون وفعل الأفاعيل بطائفة بنو إسرائيل ، هرب سيدنا موسى مع قومه بعد أن عانوا الكثير من فرعون وظلمه ، ولما لحقهم فرعون وجنوده ضاقت عليهم الدنيا.
الصبر على البلاء وانتظار الفرج بعد الشدة
وبه – وبغيره – يفهم معنى اسمه اللطيف. والثالث: تهوين البلية بأمرين:
أحدهما:
أن يعدَّ نعم الله عليه وأياديه عنده. فإذا عجز عن عدها، وأيس من حصرها، هان عليه ما هو فيه من البلاء ورآه – بالنسبة إلى أيادي الله ونعمه – كقطرة من بحر. الثاني:
تذكر سوالف النعم التي أنعم الله بها عليه: فهذا يتعلق بالماضي، وتعداد أيادي المنن: يتعلق بالمستقبل. وأحدهما في الدنيا، والثاني يوم الجزاء. ويحكى عن امرأة من العابدات أنها عثرت، فانقطعت إصبعها، فضحكت، فقال لها بعض من معها: أتضحكين!! وقد انقطعت إصبعك؟ فقالت: أخاطبك على قدر عقلك. حلاوة أجرها أنستني مرارة ذكرها. إشارة إلى أن عقله لا يحتمل ما فوق هذا المقام. من ملاحظة المبتلي ومشاهدة حسن اختياره لها في ذلك البلاء، وتلذذها بالشكر له، والرضى عنه، ومقابلة ما جاء من قبله بالحمد والشكر. كما قيل:
لئن ساءني أن نلتني بمسـاءة *** فقد سرني أني خطـرت ببالــكا. من علامات الفرج الصبر على الابتلاء وانتظار الفرج - YouTube. [مدارج السالكين: الصبر]
وهكذا سلسلة من الآلام والأحزان والمصائب لا تنتهي لكن هل يستفيد الناس منها ويتفكروا فيها ويتدبروا فيما يزيلها، ولا يزيل هذه الآلام ويكشف تلك الكروب إلا علام الغيوب الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء وهكذا حال المسلم في البأساء الصبر والإنابة إلى الله يتوصل بالأسباب الموصلة إلى كشف الكروب وإزالة المكروه لا يستكين للحادثات ولا يضعف للملمات يحاول تجاوز المحنة أيا كانت والتخلص منها في حزم الأقوياء وعزيمة الأصفياء وصبر الأولياء قدوته في ذلك سيد المرسلين وإمام الصابرين فقد حل به وبأصحابه من البلايا والمحن ما تعجز عنه حمله الجبال الراسيات ولكنهم ما وهنوا وما ضعفوا بل قابلوا ذلك بالصبر والثبات.