وأما صلاة الألفية فهي صلاة البراءة عند من ابتدعها ، وصفتها عندهم أنها مائة ركعة ، في كل ركعة يقرأ الفاتحة مرة ، وبعدها سورة الإخلاص عشر مرات ، وتصلى عندهم ليلة النصف من شعبان ، وسميت بالألفية لأنها يقرأ فيها بقل هو الله أحد ألف مرة. ولم يثبت فيها حديث ؛ فهي من البدع المحدثة. وليلة النصف من شعبان ليست ليلة القدر ؛ بل ليلة القدر هي التي تكون في رمضان في العشر الأواخر منه ، وعلى ذلك جماهير العلماء حكى ذلك القرطبي في تفسيره (4/569) والنسفي في تفسيره (4/186). وعُرف القول بأنها ليلة القدر عن عكرمة رحمه الله. وأما الحكمة من كثرة صيامه صلى الله عليه وسلم في شعبان فقد ذُكِرتْ في حديث أسامة آنف الذكر ، وهي حكمتان:
الأولى: أنه شهر يغفل الناس عنه ، ويستحب لمحل الغفلة أن يكون موضعاً للعبادة ، وأعظم ذكر الله تعالى العمل الصالح. ولهذا ثبت في حديث معقل بن يسار في "المعجم الكبير" للطبراني مرفوعاً: "عبادة في الهرج والفتنة كهجرة إلي". وهو في مسلم دون ذكر الفتنة ؛ فأيام الفتنة محل للغفلة فناسب إحياء العبادة لطردها. شعبان وما يتعلق به من أحكام | موقع المسلم. وقال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" ص 250 عن حكمة صيام شعبان: (.. لمَّا اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام ، اشتغل الناس بهما عنه ؛ فصار مغفولاً عنه.. ) أهـ.
حكم إفراد السبت بالصوم
(4) أخرجه البخاري في الاعتكاف برقم 2039، ومسلم في كتاب السلام برقم 2175، وأبو داود في كتاب الصوم برقم 2470، وابن ماجه في الصيام برقم 1779، ويراجع شرحه في شرح مشكل الآثار للطحاوي 1/101، والجملة الأخيرة (فضيفوا مسالكه بالجوع) من إدراج الرواة، وليست من لفظ الحديث كما قال المحدثون. (5) أحكام القرآن 1/75. (6) مقاصد الصوم ص16. (7) تفسير القرطبي، م5 ج9 ص191. (8) أخرجه الشيخان البخاري كتاب الإيمان، باب تطوع قيام رمضان 1/22، ومسلم باب الترغيب في قيام رمضان 1/523. الحكمة من صيام أيام البيض. (9) أخرجه أحمد في المسند 6/365، والدارمي في سننه في كتاب الصوم برقم 1738. (10) أخرجه البخاري في الصوم برقم 1896، ومسلم في الصيام باب فضل الصيام.
الحكمة من صيام أيام البيض
4 – ليلة القدر:
ومن توفير الطاعات وتكثير المثوبات جعل ليلة من ليالي رمضان خيراً من ألف شهر، فمن قام هذه الليلة كمن قام ألف شهر، ومن ذكر الله في هذه الليلة كمن ذكره ألف شهر، وأي أجر يكون أكثر من هذا وأي مثوبة تُرجى أكثر منه!! حكم إفراد السبت بالصوم. وقد قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر]. 5 – تلاوة القرآن:
فإن الصائم الموفق يجد نفسه في رمضان مرتبطاً بكتاب الله يتلوه حقّ تلاوته، وأكثر ما يجد نفسه تالياً في رمضان، لأنه شهر القرآن، وكل أهل العلم كانوا إذا دخل رمضان تفرّغوا لتلاوة القرآن ومدارسته والوقوف على معانيه وفي هذا الأجر العظيم والمثوبة العظيمة والطاعة الظاهرة. وكل ذلك ليوصل العبد الطائع الصائم إلى الجنان من باب الريان كما وردت الأحاديث: "إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أُغلق، فلم يدخل منه أحد"(10).
شعبان وما يتعلق به من أحكام | موقع المسلم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا مقال مستل من كتاب سؤالات للصائمين للمؤلف حفظه الله وقد أذن لنا مشكوراً بنشره. وجاء فيه:
إن ربط الأحكام الشرعية بمقاصدها من كمال الفقه وتمام النظر، وكثيراً ما يُحكم على الأفعال والتصرفات دون التفات إلى مقاصدها وأهدافها التي قصد الشارع الحكيم تحقيقها من التكليف، فيسيء الحكم والفُتيا أكثر من إحسانهما، ويفسدان أكثر من إصلاحهما، وكم من المفتين مَن أفتى في قضايا بنظر جزئي فتاهت الأمة سنوات، وانقطع قادتها عن مسالك الخير والحق أزماناً، وتوقّفت الدعوة أعواماً وأحقاباً، والفُتيا تقدير وتصوّر، والحكم على الشيء فرع عن تصوّره كما يقول أهل أصول الفقه رحمهم الله. لهذا: كان من حسن الابتداء والمدخل إلى فتاوى الصيام أن نقدّم لها بمقاصد الصيام، والتي ما غفل عنها أهل التحقيق في الفقه رحمهم الله. وبعد النظر في أقوال العلماء وجدت أن أهم مقاصد الصوم أربعة، هي:
- تحصيل التقوى لتزكية النفس. - سدّ مسالك الشيطان لكسر الشهوات. - توفير الطاعات ومضاعفة المثوبات للدخول من باب الريّان. - تبيين مظاهر التيسير وأوجه التخفيف لشكر الرؤوف الرحيم.
حكم إفراد يوم السبت بصوم
هنا عندنا مقامان: المقام الأول: هل صح نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن إفراد السبت بالصيام؟ فإذا صح فكيف نوجه ما إذا كان هناك صيام مثل عرفة وما أشبه ذلك؟
بالنسبة للمقام الأول: حديث صلة بنت بسر في النهي عن الصيام يوم السبت لا يصح، وقد حكم الأئمة المتقدمون وجماعة من المتأخرين بأن الحديث فيه اضطراب وأنه لا يصح من حيث الإسناد. وأما من حيث المعنى وحيث النظر إلى متن الحديث، فمتن الحديث فيه نكارة، إذ إن معنى الحديث: النهي عن صيام السبت مطلقاً سواء كان معه غيره أو لم يكن معه غيره، سواء كان معه ما يصومه الإنسان يتقدم يوم أو يتأخر يوم أو أفرده بالصيام، وبالتالي فالإجماع منعقد على أنه لا يصح، وأن هذا المعنى غير ثابت لثبوت صيام يوم قبله في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: « لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تقدموه بيوم أو تصوموا بعده يوم » كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة، وكذاك من حديث جويرية، ومن طرق عديدة عن الصحابة رضي الله عنهم. فالمقصود أن صيام السبت مقروناً بغيره لا نهيَ عنه، بل الأحاديث واضحةٌ وجليَّةٌ في صحة أن يُصام السبت مع غيره، في حين أنَّ الحديث يفيد أنه لا يُصام مطلقاً، حتى لو كان مع غيره في غير الفريضة.