ويشير د. عبدالمقصود إلى أنه بصلة الرحم تقوى المودة وتزيد المحبة وتتوثق عرى القرابة وتزول العداوة والشحناء ويحن ذو الرحم أهله، موضحاً أن صلة الرحم والإحسان إلى الأقربين ذات مجالات واسعة ودروب شتى، فمن بشاشة عند اللقاء ولين المعاملة إلى طيب القول وطلاقة في الوجه إنها زيارات وصلات تفقد مراسلة إحسان إلى المحتاج وبذل للمعروف وتبادل للهدايا، ينضم إلى ذلك غض عن الهفوات وعفو عن الزلات وإقالة للعثرات، عدل وإنصاف واجتهاد في الدعاء بالتوفيق والصلاح وأصدق من ذلك وأعظم مداومة الصلة ولو قطعوا والمبادرة بالمغفرة إذا أخطأوا والإحسان إليهم ولو أساءوا, وقال ان مقابلة الإحسان بالإحسان مكافرة ومجاوزة. ويشدد على أهمية صلة الرحم وطاعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها»، حيث جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئوا إلى وأحلم إليهم ويجهلون علي، فقال سورة المؤمنون مشيراً إلى أنه مع هذه الآيات والأحاديث. فإن في الناس من تمـوت عواطفه ويزيغ عن الرشد فؤاده فلا يلتفت إلى أهله ولا يسأل عن قريب أن العار فيمن منحه الله جاهاً وأحسن له رزقاً، ثم يتنكر لأقاربه أو يتعالى عليهم، بل قد يرتفع أنه سبب إليهم فضلاً عن أن يشلهم بمعروفه ويمد لهم يد الإحسان.
قاطع صلة الرحم بعد الرقية
فضل صلة الرحم
لصلة الرحم فضائل عظيمة، نذكر منها [٣]:
علامة على الإيمان، فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر لا يقطع رحمه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه... ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. البركة والبسط في الرزق والعمر، فالواصل لرحمه يزيد الله في عمره ويؤخر أجله، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. صلة الله تعالى بواصل الرحم وإكرامه بالخير والإحسان، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. الفوز بالجنة ونعيمها، فعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أنّه جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَ: دُلَّنِي علَى عَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْنِينِي مِنَ الجَنَّةِ، ويُباعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قالَ: (تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتي الزَّكاةَ، وتَصِلُ ذا رَحِمِكَ).
2- صلة الرحم سبب في البركة في المنزل
يعتبر صلة الرحم من الأمور التي تعم الخبر والبركة في المنزل، كما تعتبر سبب أساسي لاتساع رزق المسلم، حيث قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه "
لذلك يجب أن يقوم المسلم بصلة الرحم للتقرب إلى الله والرغبة في الرزق الواسع والخير الوفير. 3- من أسباب دخول الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك:
" يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام "
حيث جاء في ذلك الحديث الشريف أن هناك عدة أمور إن قام المسلم بها وداوم عليها دخل الجنة. تلك الأمور هي إطعام المساكين والمحتاجين وصلاة قيام الليل وصلة الأرحام وبذلك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر صلة الرحم بقدر صيام الليل وإنفاق الصدقات لما لها من مكانة عظيمة عن الله سبحانه وتعالى ومن يداوم على صلة الرحم ويحافظ عليها يدخل الجنة. 4- صلة الرحم بمثابة صلة الله سبحانه وتعالى
قالت السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله "
وفي ذلك الحديث الشريف يؤكد رسول الله على ضرورة صلة الرحم وأن من يرغب بترابط الصلة بينه وبين ربه يقوم بالحفاظ على صلة الرحم، أما من يقوم يقطع صلى الرحم فهو يقطع الصلة بينه وبين الله.