وباء ( بطغواها) للسببية ، أي: كانت طغواها سبب تكذيبهم رسول الله إليهم. والطغوى: اسم مصدر ، يقال: طغا طغوا وطغيانا ، والطغيان: فرط الكبر ، وقد تقدم عند قوله تعالى: ( ويمدهم في طغيانهم يعمهون) في سورة البقرة ، وفيه تعريض بتنظير مشركي قريش في تكذيبهم بثمود في أن سبب تكذيبهم هو [ ص: 373] الطغيان والتكبر عن اتباع من لا يرون له فضلا عليهم ( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم). التحذير والإغراء - ديوان العرب. و ( إذ) ظرف للزمن الماضي يتعلق بـ ( طغواها) لأن وقت انبعاث أشقاها لعقر الناقة هو الوقت الذي بدت فيه شدة طغواها فبعثوا أشقاهم لعقر الناقة التي جعلت لهم آية ، وذلك منتهى الجرأة. و ( انبعث): مطاوع بعث ، فالمعنى: إذ بعثوا أشقاهم فانبعث وانتدب لذلك. و ( إذ) مضاف إلى جملة ( انبعث) أشقاها. وقدم ذكر هذا الظرف عن موقعه بعد قوله: ( فقال لهم رسول الله ناقة الله) لأن انبعاث أشقاها لعقر الناقة جزئي من جزئيات طغواهم ، فهو أشد تعلقا بالتكذيب المسبب عن الطغوى ، ففي تقديمه قضاء لحق هذا الاتصال ، ولإفادة أن انبعاث أشقاهم لعقر الناقة كان عن إغراء منهم إياه ، ولا يفوت مع ذلك أنه وقع بعد أن قال لهم رسول الله: ناقة الله ، ويستفاد أيضا من قوله: ( فعقروها).
تفسير قوله تعالى: فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها
المسألة الثانية: ( ناقة الله) نصب على التحذير ، كقولك: الأسد الأسد ، والصبي الصبي بإضمار ذروا عقرها واحذروا سقياها ، فلا تمنعوها عنها ، ولا تستأثروا بها عليها. فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها. ثم بين تعالى أن القوم لم يمتنعوا عن تكذيب صالح ، وعن عقر الناقة بسبب العذاب الذي أنذرهم الله تعالى به وهو المراد بقوله: ( فكذبوه فعقروها) ثم يجوز أن يكون المباشر للعقر واحدا وهو قدار ، فيضاف الفعل إليه بالمباشرة ، كما قال: ( فتعاطى فعقر) [ القمر: 29] ويضاف الفعل إلى الجماعة لرضاهم بما فعل ذلك الواحد. قال قتادة: ذكر لنا أنه أبى أن يعقرها حتى بايعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم ، وهو قول أكثر المفسرين ، وقال الفراء: قيل إنهما كانا اثنين. أما قوله تعالى: ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها) فاعلم أن في الدمدمة وجوها:
أحدها: قال الزجاج: معنى دمدم أطبق عليهم العذاب ، يقال: دمدمت على الشيء إذا أطبقت عليه ، ويقال: ناقة مدمومة ، [ ص: 178] أي قد ألبسها الشحم ، فإذا كررت الإطباق قلت: دمدمت عليه. قال الواحدي: الدم في اللغة اللطخ ، ويقال للشيء السمين: كأنما دم بالشحم دما ، فجعل الزجاج " دمدم " من هذا الحرف على التضعيف نحو كبكبوا وبابه ، فعلى هذا معنى " دمدم عليهم " أطبق عليهم العذاب وعمهم كالشيء الذي يلطخ به من جميع الجوانب.
التحذير والإغراء - ديوان العرب
والعقر: جرح البعير في يديه ليبرك على الأرض من الألم فينحر في لبته ، فالعقر كناية مشهورة عن النحر لتلازمهما.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الشمس - قوله تعالى فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها- الجزء رقم17
و ( أشقاها): أشدها شقوة ، وعني به رجل منهم سماه المفسرون قدار ( بضم القاف وتخفيف الدال المهملة) بن سالف ، وزيادته عليهم في الشقاوة بأنه الذي باشر الجريمة وإن كان عن ملأ منهم وإغراء. والفاء من قوله: ( فقال لهم رسول الله) عاطفة على ( كذبت) فتفيد الترتيب والتعقيب كما هو الغالب فيها. تفسير قوله تعالى: فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها. ويكون معنى الكلام: كذبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحداهم بآية الناقة وحذرهم من التعرض لها بسوء ومن منعها شربها في نوبتها من السقيا ، وعطف على ( فكذبوه) أي: فيما أنذرهم به فعقروها بالتكذيب المذكور أول مرة غير التكذيب المذكور ثانيا ، وهذا يقتضي أن آية الناقة أرسلت لهم بعد أن كذبوا ، وهو الشأن في آيات الرسل ، وهو ظاهر ما جاء في سورة هود. ويجوز أن تكون الفاء للترتيب الذكري المجرد وهي تفيد عطف مفصل على مجمل ، مثل قوله تعالى: ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه) فإن إزلالهما إبعادهما وهو يحصل بعد الإخراج لا قبله. وقوله: ( وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا) [ ص: 374] فيكون المعنى: ( كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها). ثم فصل ذلك بقوله: ( فقال لهم رسول الله) إلى قوله: ( فعقروها) والعقر عند انبعاث أشقاها ، وعليه فلا ضرورة إلى اعتبار الظرف وهو ( إذ انبعث أشقاها) مقدما من تأخير.
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه) وهذا عزم من فرعون - لعنه الله - على قتل موسى - عليه السلام - أي: قال لقومه: دعوني حتى أقتل لكم هذا ، ( وليدع ربه) أي: لا أبالي منه. وهذا في غاية الجحد والتجهرم والعناد. وقوله - قبحه الله -: ( إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) يعني: موسى ، يخشى فرعون أن يضل موسى الناس ويغير رسومهم وعاداتهم. وقال فرعون ذروني اقتل موسى كلمات - طموحاتي. وهذا كما يقال في المثل: " صار فرعون مذكرا " يعني: واعظا ، يشفق على الناس من موسى - عليه السلام -. وقرأ الأكثرون: " أن يبدل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد " وقرأ آخرون: ( أو أن يظهر في الأرض الفساد) وقرأ بعضهم: " يظهر في الأرض الفساد " بالضم.
وقال فرعون ذروني اقتل موسى سورة
وقال فرعون ذروني - YouTube
وقال فرعون ذروني أقتل موسي وليدع ربه
وقال فرعون ذروني اقتل موسى كلمات، أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على رسوله المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم) وجعله من الأنبياء الذين أرسلوا برسالة شاملة وموحدة وهي رسالة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والإبتعاد عن المعاصي والذنوب التي يمكن للمسلم أن يبتعد عن رحمة الله بها، حيث أن محركات البحث إشتعلت في الفترة الأخيرة في البحث عن كلمات بعض الأآيات والسور القرآنية التي جاءت بها القصص الدينية التي تحدثت الشريعة الإسلامية عن التفاصيل المهمة التي تخصها والأمور المهمة التي يجب على المسلمين التعرف عليها.
وقال فرعون ذروني منصور السالمي
وقد اختلف أهل التأويل في معنى الإسراف الذي ذكره المؤمن في هذا الموضع, فقال بعضهم: عني به الشرك, وأراد: إن الله لا يهدي من هو مشرك به مفتر عليه. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال. ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ): مشرك أسرف على نفسه بالشرك. وقال آخرون: عنى به من هو قتَّال سفَّاك للدماء بغير حق. * ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) قال: المسرف: هو صاحب الدم, ويقال: هم المشركون. وقال فرعون ذروني اقتل موسى خالد الجليل mp3 - موسيقى مجانية mp3. والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أخبر عن هذا المؤمن أنه عمّ بقوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) والشرك من الإسراف, وسفك الدم بغير حقّ من الإسراف, وقد كان مجتمعا في فرعون الأمران كلاهما, فالحقّ أن يعم ذلك كما أخبر جلّ ثناؤه عن قائله, أنه عم القول بذلك.
وقال فرعون ذروني اقتل
ولام الأمر في وليدع ربه مستعملة في التسوية وعدم الاكتراث. وجملة إني أخاف أن يبدل دينكم تعليل للعزم على قتل موسى. والخوف مستعمل في الإشفاق ، أي أظن ظنا قويا أن يبدل دينكم. وحذفت ( من) التي يتعدى بها فعل ( أخاف) لأنها وقعت بينه وبين أن. والتبديل: تعويض الشيء بغيره. وتوسم فرعون ذلك من إنكار موسى على فرعون زعمه أنه إله لقومه فإن تبديل الأصول يقتضي تبديل فروع الشريعة كلها. والإضافة في قوله ( دينكم) تعريض بأنهم أولى بالذب عن الدين وإن كان هو دينه أيضا لكنه تجرد في مشاورتهم عن أن يكون فيه مراعاة لحظ نفسه كما قالوا هم أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك وذلك كله إلهاب وتحضيض. والأرض: هي المعهودة عندهم وهي مملكة فرعون. ومعنى إظهار موسى الفساد عندهم أنه يتسبب في ظهوره بدعوته إلى تغيير ما هم عليه من الديانة والعوائد. وأطلق الإظهار على الفشو والانتشار على سبيل الاستعارة. وقد حمله غروره وقلة تدبره في الأمور على ظن أن ما خالف دينهم يعد فسادا إذ ليست لهم حجة لدينهم غير الإلف والانتفاع العاجل. وقال فرعون ذروني اقتل موسى. [ ص: 126] وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمر وأبو جعفر " وأن " بواو العطف. وقرأ غيرهم ( أو أن) ب ( أو) التي للترديد ، أي لا يخلو سعي موسى عن حصول أحد هذين.
وقال فرعون ذروني اقتل موسى
والدليل الثاني: مقالة المؤمن وما صدع به، وأن مكاشفته لفرعون أكثر من مسايرته، وحكمه بنبوة موسى أظهر من توريته في أمره. اهـ. وقال البيضاوي في تفسيره: كانوا يكفونه عن قتله، ويقولون إنه ليس الذي تخافه بل هو ساحر، ولو قتلته ظن أنك عجزت عن معارضته بالحجة. وتعلله بذلك مع كونه سفاكاً في أهون شيء، دليل على أنه تيقن أنه نبي فخاف من قتله، أو ظن أنه لو حاوله لم يتيسر له، ويؤيده قوله: {وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} فإنه تجلد وعدم مبالاة بدعائه. اهـ. وقال الماوردي في تفسيره: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه أشيروا عليّ بقتل موسى؛ لأنهم قد كانوا أشاروا عليه بأن لا يقتله؛ لأنه لو قتله منعوه، قاله ابن زياد. الثاني: ذروني أتولى قتله؛ لأنهم قالوا: إن موسى ساحر إن قتلته هلكت، لأنه لو أمر بقتله خالفوه. وقال فرعون ذروني أقتل موسي وليدع ربه. الثالث: أنه كان في قومه مؤمنون يمنعونه من قتله، فسألهم تمكينه من قتله. اهـ. والله أعلم.
وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) وقوله: ( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) اختلف أهل العلم في هذا الرجل المؤمن, فقال بعضهم: كان من قوم فرعون, غير أنه كان قد آمن بموسى, وكان يُسِرّ إيمانه من فرعون وقومه خوفا على نفسه. * ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ ( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) قال: هو ابن عم فرعون. وقال فرعون ذروني منصور السالمي. ويقال: هو الذي نجا مع موسى, فمن قال هذا القول, وتأوّل هذا التأويل, كان صوابا الوقف إذا أراد القارئ الوقف على قوله: ( مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ), لأن ذلك خبر متناه قد تمّ. وقال آخرون: بل كان الرجل إسرائيليا, ولكنه كان يكتم إيمانه من آل فرعون. والصواب على هذا القول لمن أراد الوقف أن يجعل وقفه على قوله: ( يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) لأن قوله: ( مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) صلة لقوله: ( يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) فتمامه قوله: يكتم إيمانه, وقد ذكر أن اسم هذا الرجل المؤمن من آل فرعون: جبريل, كذلك حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق.