أبوها:
مسلم بن عقيل بن أبي طالب(عليه السلام) من أعمدة الشرف والنور، الفدائي الأول في النهضة الحسينية المباركة، والرائد الفاتح فيها، والشخصية الفذة في دنيا الإسلام. أمها:
أم كلثوم [الصغرى السيدة رقية] بنت الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)،
إذ أنَّ مسلماً تزوّج من ابنة عمّه أمير المؤمنين(عليه السلام)، وولدت له السيدة (حميدة)،
وليس له منها عقب من الاولاد(1). وذكر السيد المقرم، أن أم كلثوم – أم السيدة حميدة – هي المكناة بـ (أم كلثوم الصغرى)(2). أما السيد الأمين، فيشير إلى أنها المكناة بـ (أم كلثوم الوسطى)(3). إذ أنَّ بنات أمير المؤمنين(عليه السلام) اللواتي اسمهن وكنيتهن بـ (أم كلثوم) أكثر من ثلاثة كما أورده أصحاب السير والتراجم، وهنَّ:
1- أم كلثوم، رقية بنت أمير المؤمنين(عليه السلام)
التي تزوجها مسلم بن عقيل(عليه السلام)، وقد ولدت له عبد الله وعليا(4)، واستشهد عبد الله مع الإمام الحسين(عليه السلام)، ولعلها المكناة بـ(الوسطى). 2- أم كلثوم الصغرى، رقية بنت أمير المؤمنين(عليه السلام)، أم السيدة حميدة وزوجة مسلم بن عقيل(عليه السلام)، وحيث لا يصح الجمع بين الأختين فلابد من فراق إحداهما أو موتها، والظاهر أنها الثانية، إذ أولدت له البنت الوحيدة (حميدة)(5).
مسلم بن عقيل سفير الحسين
وما أن دخل هاني القصر حتى وجد نفسه أمام محكمة ، والتهم موجهة إليه والجواسيس شاهدة عليه في أنه يوالي الإمام الحسين ( عليه السلام). حاول هاني الإنكار إلا أنه فوجئ بالهجوم عليه من قبل ابن زياد بقضيب كان بيده وراح يهشم به وجهه، وكان هاني يدافع عن نفسه بقوة فلم يستطع ، وأخيراً أصدر ابن زياد أوامره بحبس هاني في إحدى غرف القصر. شهادته ( رضوان الله عليه):
تسربت أخبار سجن هاني إلى أوساط الناس ، فتطور الصراع ، والأوضاع في الكوفة أخذت تنذر بانفجار خطير ، وأخذ أزلام ابن زياد وجواسيسه ببث الإشاعات في كل أنحاء الكوفة ، وأخذوا يُخَوِّفُون الناس بأن هناك جيش جرار قادم من الشام. كما بدأوا يُشيعون بين أوساط الناس روح التخاذل ، والدعوة إلى حفظ الأمن والاستقرار لغرض كسب الوقت ، وتفتيت قوى الثوار. استمرت الأوضاع هكذا في الكوفة ، والناس تنصرف شيئاً فشيئاً عن مسلم بن عقيل (عليه السلام) حتى لم يبق مع مسلم إلا عشرة رجال ، صلى بهم جماعة فلما انتهى التفت إلى خلفه فلم يجد أحداً منهم. وبعد مواجهة هذا المنظر المروع راح يسير في شوارع الكوفة حتى يهتدي إلى حل أو طريق للخروج من الكوفة قبل إلقاء القبض عليه من قبل سلطات ابن زياد كي يُبلغ الإمام الحسين ( عليه السلام) بانقلاب الأوضاع كي لا يقع في حبائل الغدر والخيانة.
زوجة مسلم بن عقيل
ثم أصدر ابن زياد أوامره بتحرّي بيوت الكوفة بيتاً بيتاً وتفتيشها ، بحثاً عن مسلم بن عقيل ( عليه السلام) ، الذي كان قد اختبأ في بيت إمرأة مجاهدة ومحبة لآل البيت ( عليهم السلام) اسمها ( طوعة). فلما علم ابن زياد بمكانه ، أرسل له جيشاً إلى تلك الدار ، فقاتلهم مسلم بن عقيل ( عليه السلام) أشد قتال ، إلا أن الأقدار شاءت فوقع بأيدي قوات بن زياد. ثم أرسلوه إلى القصر، فدارت بينه وبين ابن زياد مشادة كلامية غليظة،حتى انتهت بقول ابن زياد لمسلم(عليه السلام):
إنك مقتول ، ثم أمر ابن زياد جلاوزته أن يصعدوا به أعلى القصر ، ويضربوا عنقه ويلقوا بجسده من أعلى القصر. ثم انهال على مسلم ( عليه السلام) سيف الغدر ، وحال بين رأسه وجسده ، ليلتحق بالشهداء والصديقين والنبيين الصالحين. ثم جاء الجلادون بهاني بن عروة (رضوان الله عليه) ، واقتيد مكتوف اليدين إلى سوق الغنم في مدينة الكوفة فقتل هناك واقتطع رأسه. وقام ابن زياد بإرسال رأسيهما الشريفين إلى يزيد في(9 ذي الحجة) عام (60 هـ). وأما الجسدان الشريفان فقد شَدَّهُما الجلادون بالحبال وجُرّا في أزقة الكوفة وأسواقها. وهكذا انتهت المقاومة وخمدت الثورة في الكوفة لتبدأ ثورة جديدة ، ولتتحول هذه الدماء الثائرة إلى بركان غضب وثورة ، يصمت – البركان - برهة من الزمن ، ثم ينفجر بوجه الطغاة وأعداء الله.
مسلم بن عقيل ع
اعتقال مسلم بن عقيل (ع):
مشى مسلم بن عقيل في شوارع الكوفة وحيدا حتى وصل لبيت امرأة عجوز تدعى طوعة، فلما عرفت أنه مسلم بن عقيل استضافته في بيتها. كان لطوعة ابنٌ شرير بعكسها، فأخبر ابن زياد بمكان مسلم بن عقيل، فجاء له جنود ابن زياد و حاصروه ، فقاتلهم قتال الأبطال حتى تمكنوا من أسره ، و أخذوه إلى ابن زياد. استشهاد مسلم بن عقيل (ع):
أمر ابن زياد جنوده بقتل مسلم بن عقيل ، فصعدوا به إلى أعلى القصر و هو يذكر ربه عز وجل ، ثم قاموا بقتله ، و رموا جسمه من أعلى القصر إلى الأرض. ثم قاموا بسحب جسده و جسد هانئ بن عروة بعد قتلهما في شوارع الكوفة بكل قسوة. و هكذا مضى مسلم بن عقيل بعد حياة مليئة بالصبر و الإخلاص لآل البيت (عليهم السلام) ، وكان ذلك في اليوم الثامن/ذي الحجة/ سنة 60 للهجرة. فسلام عليه يوم ولد، و يوم استشهد، و يوم يبعث حياً
الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
اقتباس
المحاضرة
الأولى: مسلم بن عقيل سفير الحسين عليه السلام
الهدف:
التعرّف على شخصيّة مسلم
بن عقيل, وأهمّ ما تمتاز
به هذه الشخصيّة الفذّة
من صفات قياديّة رائدة. تصدير
الموضوع:
زيارته رضوان الله عليه:
"سلام الله وسلام
ملائكته المقرّبين
وأنبيائه المرسلين وعباده
الصالحين وجميع الشهداء
والصدّيقين، والزاكيات
الطيّبات فيما تغتدي
وتروح عليك يا مسلم بن
عقيل" 1. المقدّمة:
من الشخصيّات البارزة في
النهضة الحسينيّة والتي
احتلّت مكانة خاصّة عند
الإمام الحسين عليه
السلام مبعوثه وسفيره
لأهل الكوفة مسلم بن عقيل
بن أبي طالب رضوان الله
عليه. وإنّ التعرّف على
جوانب من حياة هذه
الشخصيّة وأهمّ ما كانت
تمتاز به من صفات وخصائص
له الدور الكبير في
استفادة الدروس والعبر
سواء على مستوى الفرد, أو
على مستوى الأمّة
ومستقبلها. محاور الموضوع
1- نشأة مسلم:
نشأ مسلم في بيت والده
عقيل بن أبي طالب رضوان
الله عليه, ذلك الرجل
الذي كان يحبّه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم,
وقاتل معه وشاركه في
حروبه ضدّ المشركين جنباً
إلى جنب أخيه عليّ بن أبي
طالب عليه السلام. وبعد وفاة النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم
كان
قد كُفَّ بصره ومع ذلك
كان صلباً في مواجهة
الأعداء فأرسل إلى أخيه
الإمام عليّ عليه السلام
يخبره باستعداده
لتوجيهاته في مواجهة
الأمويّين, فأجابه الإمام
عليه السلام برسالة يعذره
فيها ويطيّب خاطره.
فلعمري ما الإمام إلّا
الحكم بالكتاب، القائم
بالقسط، الدائن بدين الحقّ،
الحابس نفسه على ذات الله،
والسلام " 6. بهذه الكلمات الصغيرة في
حجمها, الكبيرة في معناها,
أوضح الإمام الحسين عليه
السلام مكانة مسلم عنده,
فهو أخوه وابن عمّه وثقته
من أهل بيته..
6- من أهمّ مميّزات
شخصيّته وموقفه:
أ- الجانب المعنويّ: جاء
في زيارته: "السلام
عليك أيها العبد الصالح". ب- الطاعة لله ورسوله
والأئمّة عليهم السلام:
في زيارته أيضاً: "المطيع
لله ولرسوله ولأمير
المؤمنين والحسن والحسين
عليهم السلام". ج- الشجاعة وتنفيذ
المهمّة مع بقائه وحيداً:
وهذه صفة اكتسبها من عمّه
السلام الذي روي عنه قوله:
"والله لو لقيتهم فرداً
وهم ملأ الأرض ما باليت
ولا استوحشت وإنّي من
ضلالتهم التي هم فيها
والهدى الذي نحن عليه
لعلى
ثقة وبيّنة ويقين
وبصيرة وإنّي إلى لقاء
ربّي لمشتاق ولحسن ثوابه
لمنتظر" 7. د- الصبر والثبات
والتحمّل: حتّى النهاية
والشهادة. هـ- محبّته وعشقه
ومواساته لسيّد الشهداء
عليه السلام: وهذا ما
أشارت إليه الرواية عن
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم مخاطباً لعقيل:
"وإنّ ولده لمقتول في
محبّة ولدك". وقد
تجسّد هذا العشق والحبّ
عندما دمعت عيناه وقد أخذ
أسيراً: فقيل له: إنّ من
يطلب مثل الذي تطلب، إذا
نزل به مثل الذي نزل بك
لم يبك.
موسى عليه السّلام هو موسى بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السّلام، أرسله الله -تعالى- برسالة الحقّ إلى بني إسرائيل؛ ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فتعالى فرعون وطغى في الأرض فساداً، فبلغ الكفر عنده مبلغاً كبيراً وأنكر وجود الله تعالى، وقد جاء في القرآن الكريم: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) ، فردّ عليه موسى عليه السّلام: (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ) ، فاستكبر فرعون وقال بأنّه هو الربّ الأعلى، فأهلكه الله -تعالى- ومن تبعه بالغرق، ونجى موسى -عليه السّلام- ومن تبعه من بني إسرائيل. المصدر:
كتب صحف إبراهيم وموسى - مكتبة نور
وقد ذكرها ربنا عز وجل في القرآن الكريم في عدة مواضع ، منها المجمل ، ومنها المبيَّن: أما المواضع المجملة ففي قوله تعالى: ( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة/136. وقوله عز وجل: ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) آل عمران/84. وأما المواضع الصريحة المبينة ففي سورة النجم ، حيث يقول الله تعالى: ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى. وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى. ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى. أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى. أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى. وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى. أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى.
كتب ما هي صحف إبراهيم وموسى - مكتبة نور
تاريخ النشر: الإثنين 16 رمضان 1424 هـ - 10-11-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 39965
51741
0
376
السؤال
ماذا أنزل الله سبحانه وتعالى على إبراهيم وموسى ؟ وما الدليل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي أنزل الله تعالى على موسى هو التوراة. وقد سماها الله تعالى: صحفا في قوله تعالى: إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى [الأعلى:18-19]. ومن أهل العلم من ذهب إلى أن الصحف غير التوراة. كما تبين الآية نزول صحف على إبراهيم. كتب ما هي صحف إبراهيم وموسى - مكتبة نور. وقد ذكر الإمام القرطبي المقصود بهذه الصحف عند تفسير هذه الآية حيث قال: صحف إبراهيم وموسى يعني الكتب المنزلة عليهما، ولم يرد أن هذه الألفاظ يعينهما في تلك الصحف، وإنما هو على المعنى، أي معنى هذا الكلام وارد في تلك الصحف. روى الآجري من حديث أبي ذر قال: قلت يا رسول الله: فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من فم كافر. إلى أن قال القرطبي أيضا: قال: قلت: يا رسول الله: فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عِبَرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.. إلى آخره.
وراجع الفتوى رقم: 31905. والله أعلم.