ومن حقوقه أيضا: أن يستر ما يظهر له من عيوبه ، ويحفظ عينه من النظر في عوراته ، ويتواصل معه بالهدايا بين الحين والآخر ؛ فإن ذلك يزيد الألفة ، ويقوي المحبة ، مهما كانت الهدية قليلة القدْر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تحقرن جارة جارتها ، ولو فرسن شاة) رواه البخاري و مسلم ، والفرسن: هو عظم قليل اللحم. إن الإحسان إلى الجار ، والكرم مع الضيف ، يعدان من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه الإسلام ، هذا وقد ذكر الحديث شعبة أخرى من شعب الإيمان ، وهي المتمثلة في قوله صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت) ففيه دعوة إلى الكلمة الطيبة من ناحية ، ومن ناحية أخرى تحذير من إطلاق اللسان فيما لا يرضي الله تبارك وتعالى. 113- من حديث: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره..). وقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة على بيان خطر هذه الجارحة ، فكم من كلمة أودت بصاحبها في نار جهنم ، وكم من كلمة كانت سببا لدخول الجنة ، وقد ثبت في البخاري و مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب). وهكذا أيها القارئ الكريم ، يتبين لنا مما سبق بعضا من الجوانب المشرقة والأخلاق الرفيعة ، التي يدعو إليها الإسلام ، ويحث على التمسك بها ، فما أجمل أن نتخلق بها ، ونتخذها نبراسا ينير لنا الطريق.
113- من حديث: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره..)
- مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ. قَالَ: وما جَائِزَتُهُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَوْمٌ ولَيْلَةٌ، والضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ، فَما كانَ ورَاءَ ذلكَ فَهو صَدَقَةٌ عليه، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ. الراوي:
أبو شريح العدوي خويلد بن عمرو
| المحدث:
البخاري
| المصدر:
صحيح البخاري
| الصفحة أو الرقم:
6019
| خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
| التخريج:
أخرجه البخاري (6019)، ومسلم (48)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَهتَمُّ بأمْرِ المُسلِمينَ ويُرشِدُهم إلى التَّحَلِّي بمَكارِمِ الأخْلاقِ ومَحاسِنِ الآدابِ، ويجعَلُ ذلك ثمرةً لصِدقِ الإيمانِ بالله عزَّ وجَلَّ. وفي هذا الحديثِ أَوْصَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإكرامِ الجارِ والضَّيفِ، فيقولُ: «مَن كانَ يُؤمِنُ بِاللهِ» تعالَى إيمانًا كامِلًا، ويُؤمِنُ بحَقيقةِ «اليومِ الآخِرِ» الذي إليهِ مَعادُه، وفيه الحِسابُ، وفيه مُجازاتُه بعَمَلِه؛ «فلْيُكرِمْ جارَه»، وإنَّما ذَكَر اليومَ الآخِرَ؛ للتَّرغيبِ في تَحصيلِ الثَّوابِ والنَّجاةِ فيه مِن العِقابِ.
والجارُ هو القريبُ مِن الدَّارِ، سَواءٌ كان مِن الأقاربِ أو الغُرباءِ الأباعدِ، وسَواءٌ كان مُسلِمًا أو كافرًا. «ومَن كان يؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فلْيُكرِمْ ضَيفَه جِائزتَه»، وإكرامُ الضَّيفِ يكونُ بطَلاقةِ الوَجْهِ، وطِيبِ الكَلامِ، وإظهارِ الفَرحِ بمَجيئِه، والإطعامِ، ونَحوِ ذلِك، ومِن الضُّيوفِ مَن يكونُ حقُّه أَولى، كالضَّيفِ المُسافِرِ، وهو القادمُ مِن بَلدٍ آخَرَ، ومِثلُه الذي يَأتي مِن مَكانٍ بَعيدٍ، فحَقُّه وإكرامُه أَولى مِن الزَّائرِ مِن البَلدِ نفْسِه، وليسَ قادمًا مِن السَّفرِ. وقد سأل الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن جائزةِ الضَّيفِ، ففَسَّرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِأنَّها يَومٌ ولَيْلةٌ، يعني: أنَّه يَنْبغي على المسلِم أنْ يُكرِمَ ضَيفَه زَمانَ جائزتِه، وهي يَومٌ ولَيْلةٌ. ثُمَّ بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ حقَّ الضَّيفِ هو ثَلاثةُ أيَّامٍ يَتكلَّفُ فيها المُضِيفُ لِضيافتِه، فيتكَلَّفُ له في اليومِ الأوَّلِ ممَّا اتَّسع له من بِرٍّ وإلطافٍ، ويُقَدِّمُ له في اليومِ الثَّاني والثَّالِثِ ما حضره، ولا يزيدُ على عادتِه.
اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين سعادتي و توفيقي و اطمئناني و هُداي وكل أمر يسرني
أدعية
أذكار
See more posts like this on Tumblr
#أدعية
#أذكار
More you might like
أدعية و أذكار
اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وعافني ، وارزقني ، اللهم إني أسأَلك الهدى ، والتقى ، والعفاف ، والغنى
اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني؛ إنك أنت الغفور الرحيم #دعاء
أدعية و أذكار
اللهم ياجامع الناس ليوم لاريب فيه على
مقالات متنوعة
3 زيارة
فهو مروى هنا مرفوعا الى النبى صلى الله عليه و سلم كذا بصيغة التمريض و هي تستخدم غالبا فيما لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من الاحاديث. اجمع بينى وبين. يا جامع الناس ليوم لا ريب به اجمع بينى و بين ما لى انك على جميع شيء قدير.
قضت محكمة بريطانية بتوقيع عقوبة السجن لمدة 30عاما في حق رجل بريطاني ( 36عاما) قتل شريك حياته وطهى قطعة من فخذه وأكلها. وأقر القاضي المختص اليوم الاثنين في مدينة ليدز العقوبة في حق الرجل بعد أن رأت هيئة المحلفين في القضية أن المدعى عليه مذنب. وكان المدعى عليه ويعمل طباخا قد قال أثناء المحاكمة أنه خشي أن يتعرض للاغتصاب على يد الضحية ( 33عاما). دعاء للزوج في العشر من ذي الحجة مستجاب - موقع محتويات. ووصف القاضي جيمس ستيوارت هذه القضية بأنها "أبشع قضية" قابلها في حياته. وأضاف القاضي بالقول: "كانت ترتبط مسألة أكل لحوم البشر لدي قبل هذه القضية بقصص من التاريخ القديم أو بحكايات روبنسون كروز". ووفقا لملف القضية فقد دعا الطاهي صديقه على العشاء. وعندما بدأ الضيف يتحرش جنسياً بالطاهي، سارع الاخير بقطع رقبته ثم طعنه أكثر من مرة قبل أن يقطع بعض الأجزاء من جثته ويطبخها.