ويكبرُ الأردنيُّ بوطنه عزيزا ولا يكسرُ "نفسه" إلا أنَّ السارقَ يَنامُ، على سبيل العقاب بالحَبْس، في قصر بـ "سلحوب"! والتونسيُّ لم يكن يملكُ من كلِّ خضرة بلده إلا راتبا شهريا لا يكفي تردُّد زوجته مرَّةً في الشهر إلى محل "مُصَفَِّفَةِ شعر"، ليست فيه واحدة تزوجت "الزين" أكلت وعائلتها حتى الحيز القليل اليابس من "الخضراء"! وكلُّ سوريٍّ كان شاعراً حين لا يخجلُ الياسمينُ من الإزهار، يصدح بتعالي "قاسيون": "هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ، إنّي أحبُّ…" و"بعض الحُبِّ ذبَّاحُ"، ففي عام بعيد نشأ الظلم من "التصحيح"، فذهب الناس لـ "التنفيس" وراءَ "قزم" صعَدَ المسرح باسمه الحركيِّ الساذج و"غوار الطوشة"، وبكى مع "نايف" لما ضَرَبَهُ "الكرباج" المحليُّ الصنع، وقال بتمثيل مكشوف:"يا ابني يا نايف لما يِضْربك الغريبْ شِكِلْ، ولما يضربكْ ابنْ بلدكْ شِكلْ تاني". والآن لمَّا صار الشارعُ مسرحا تراجيديا خرج "القزمُ" على التلفزيون مُهرِّجا، يمدحُ "السيد الرئيس" الذي يصحو في السادسة صباحا! (.. كاسك يا وطن المسرحية كاملة. وهُنا يَصْعَدُ بكاءُ المغنِّي إلى آخر وخْزَةٍٍ في الألم)؛ فقد ضاع الوطن وبقيَ كاسه في اليد.. مُرًّا!
كاسك يا وطن المسرحية كاملة
هكذا يُنظر إليه الآن بعد سقوط الأقنعة وخيبة الأمل التي لم تكن متوقعة من النخب الدرامية والتي كانت يوماً من الأيام إحدى رموز القوة في الطرح الدرامي السياسي والاجتماعي! هل مازلنا نكتشف حقائق البعض ويظهر لنا من الشّبه الكثير من الشخصيات الدُمى ؟! ربما هناك في جراب الحاوي ما يخبئه الدهر من مفاجآت! عندما أخذتني نشوة الحماسة العربية مثل غيري حين رأيناه ينتقد الدكتاتور ونظامه الدكتاتوري دون خوف أو وجل ويبكي على حال المساكين من أبناء جلدته وعلى الأرض الجميلة التي تنتظر من يحرثها خيراً لتنتج أرقى بلد! كاسك يا وطن دريد لحام كاملة. ضحكنا كثيراً بضحكات ممزوجة بالإعجاب والفخر أن هناك من يستطيع أن يزأر في وجه الأسد رغم القيود والخوف ورغم التهديد والوعيد!. خيبات الأمل تتوالى بمواعيد وصدف، فالأزمات تخرج من أرحامها حقائق الأصدقاء والأعداء وأدوار الدراما إن لم يكن الممثل يعيش الدور في حياته الخاصة والعملية فالكومبارس وغيره لهما الحق في تقاسم الشهرة والأضواء والمال! كان دريد الممثل الوحيد على الشاشة ذاك الوقت الذي لا أُخطئ في وطنيته وحبه لوطنه وأهل بلده ليس لبلاد الشام فحسب وإنما للعروبة بشكل عام ولست وحدي بل اعتقد أن كل العرب كذلك من الكويت حتى تطوان!
كاسك يا وطن دريد لحام
وهي مهمة تنطوي على "رجولة" متناهية، باعتبار إعمال أقوى ترسانة اسلحة في العالم على "علبة ساردين" لا تزيد أبعادها طولاً وعرضاً عن بضعة أميال فقط. اليوم تذكر العرب التضامن القومي وسيفعلونه بياناً بلا معنى، ألفاظاً وشعارات لا تشبع من جوع، بعد أن يجتمع وزراؤهم في القاهرة لتناول ما حباه النيل من طيب اللحوم والخضار، ليقرروا إصدار بيان للجياع والموتى والمظلومين من "أشقائنا في غزة". وهكذا ستغفو غزة على الآلام بينما يغفوالمجتمعون العرب في الفنادق الفاخرة متيقنين من أن العالم سيشعر بالحرج، وربما بالخجل لما يحدث من أعمال إبادة لشعب حبيس خانق، لا مخرج له: فـيا "كأسك ياوطن".
واظبْنا على الانتماءِ وفي كلِّ خطر داخليٍّ أو خارجيٍّ كان هناك رجالٌ عُودُهْم صلبٌ يُصرَّونَ على الموتِ، واستبدالِ أسمائهم بصفة "الشهيد" (غير القابلة للمحو)، وشعراءٌ غاوون يحثونَ المواطنين على التمرُّدِ؛ لكنَّنا لم نستجب نحنُ الذين أوغلنا في اليُتْم، صفَّقْنا لصفعَةِ المُحقِّقِ "الوطنيِّ"، وغنَّيْنا بإباءٍ: "ضرب الخناجر ولا حُكْم النذل فيَّ"! وطنٌ يُهيئ لنا مكانا مغلقاً للنَّوْمِ والتزواج هو أقصى ما حلمْنا به، (وكان ذلك مُبَرِّرا بسيطا يدفعنا للموت قبل أنْ يأتي يوم ضياعه)، وأخَذْنا على محمل الجدِّ نشيجَ المُغنِّي مُحذِّراً:"إذا ضاعَ العراقُ فلا حياةٌ ولا شمسٌ ولا قمرٌ هناك".. ، ويضيعُ الآن لما يغدو البيت، المسكون من عريسين وحيدين، غير قابل للتكاثر! «كاسك يا وطن» - صحيفة الاتحاد. أعطى المصريُّ بلادَه حبَّه وفؤادَه، وحفظَ عن ظهر قلبٍ تاريخَها المُرْهِقِ للذاكرة، وصدَّقَ أنَّ سرَّ بقائه بأنَّ له من دون سائر الأمم، حزبا حاكما واحدا؛ وكادَ يُصدِّقُ أكثر، لولا أنَّ رجُلَ مباحثِ أمن الدولة أقنَعَهُ بعنف شديد في قبو بعيد عن الحياة، أنْ لا متَّسع في أزقَّة القاهرة إلا لواحد من اثنَيْن: الشرطة أو الشعب! يحبُّ اليمنيُّ شطريْه لأنَّ الله جعل له "عينين ولساناً وشفتين"، وهداهُ من بعد "النَّجْدَيْن"، ويموتُ بترحاب بعد ذلك كله؛ فلا يُعقلُ أنْ يحكمه "علي" واحِدٌ تخلى عن الشطر "الصالح" من اسمه!
السؤال
هل صحيح القول بأن من الخطأ ان نستعمل كلمة "يا" في الدعاء ( يا الله, يا رب, يا أرحم الراحمين) ؛ لأن الكبير ينادي على الصغير باستعمال ال-"يا" ولا يصح العكس ؟: ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" (13), كما أن الخالق الكبير العزيز العلي العظيم الجبار فاطر السماوات والأرض, يخاطب عباده ورسله باستعمال كلمة "يا" على سبيل المثال: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ... " ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا... ". ورد في القرآن الكريم فقط مرتين كلمة " يا رب" وكلتاهما ليستا لدعاء: 1) " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا " الفرقان /30 ، وكلمة "يا" هنا دالة على الشكوى فالرسول صلى الله عليه وسلم يشكو بحزن شديد وألم كبير لله, بأننا هجرنا كتاب الله وأصبحنا نقرأ الكتاب كما الببغاء! للأسف تفرقنا إلى 73 فرقة. شرح المنادى في النحو. 2) " وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ " الزخرف/88 ، وأيضا ها هنا نرى أن الرسول يشكو لله عدم تصديق الناس له وكفرهم فهم لا يؤمنون. إذا كيف نتوجه بدعائنا للرحمن ؟ أ) نستعمل أدعية قرآنية كما دعا الأنبياء والصالحون عليهم السلام.
شرح المنادى في النحو
ما هو اسلوب النداء
مثل: (هيا مسلمةً، هيا طالـبين، هيا غلمان) وقول رجل أعمى: يا رجلًا خذ بيدي. ثانيًا: المنادى الـمبني:
1- المنادى العـلـم مـفــرد: المراد بالإفراد في هذا النوع هو ما ليس جملة ولا شبه جملة، ويكون في أسماء الأشخاص المكونة من كلمة واحدة، وفي أسماء العواصم والبلدان والمدن، وفي لفظ الجلالة، مثل: (يا محمدُ، يا صنعاوات، يا أحمدون)، ويبنى على ما يرفع به. 2- الـمنــادى النكــرة الـمقـصـــودة: في هذا النوع من المنادى يكون لفظ المنادى نكرة أي غير معرفة، ولكنه يقصد به شخصًا أو شيئًا محددًا أو معينًا، مثــــل: (يا عامل، يا معلمان، يا طبيبون).
وَذَهَبَ الْفَرَّاءُ وَالْكُوفِيُّونَ إِلَى أَنَّ الْأَصْلَ فِي اللَّهُمَّ: يَا أَللَّهُ أُمَّنَا بِخَيْرٍ ، فَحَذَفَ وَخَلَطَ الْكَلِمَتَيْنِ، وَإِنَّ الضَّمَّةَ الَّتِي فِي الْهَاءِ هِيَ الضَّمَّةُ الَّتِي كَانَتْ فِي أُمّنَا ، لَمَّا حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ انْتَقَلَتِ الْحَرَكَةُ. قَالَ النَّحَّاسُ: هَذَا عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ مِنَ الْخَطَأِ الْعَظِيمِ ، وَالْقَوْلُ فِي هَذَا مَا قَالَ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ " انتهى. والأكثر في الدعاء ، مع لفظ الجلالة خاصة: استعمال ( اللهم) ، من غير أن يذكر معها "الياء" ، قال ابن مالك في ألفيته:
والأكثر اللهم بالتعويض... وشذ يا اللهم في قريض
جاء في " توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك " (2 / 1068): " وجه شذوذه أن فيه جمعا بين العِوَض والمعوَّض ، ومنه قوله: إني إذا ما حَدَثٌ ألمـَّا... أقول يا اللهم يا اللهمّا ". انتهى. والحاصل:
أنه لا حرج في الدعاء بلفظ النداء ، مع أسماء الله الحسنى كلها ، وأما لفظ الجلالة "الله" ، فله خصوصية نحوية ، كما سبق بيانه. والله أعلم.