( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل). وقال طاوس: سادتنا: يعني الأشراف ، وكبراءنا: يعني العلماء. رواه ابن أبي حاتم. أي: اتبعنا السادة وهم الأمراء والكبراء من المشيخة ، وخالفنا الرسل واعتقدنا أن عندهم شيئا ، وأنهم على شيء فإذا هم ليسوا على شيء.
اعراب سورة الأحزاب الأية 67
والقراءة في ذلك عندنا بالثاء لإجماع الحجة من القراء عليها.
كانت الآيات السابقة تتحدّث عن مؤامرات المنافقين والأشرار، وقد اُشير في هذه الآيات التي نبحثها إلى واحدة اُخرى من خططهم الهدّامة، وأعمالهم المخرّبة، حيث كانوا يطرحون أحياناً هذا السؤال: متى تقوم القيامة التي يخبر بها محمّد ويذكر لها كلّ هذه الصفات؟ وذلك إمّا استهزاءً، أو لزرع الشكّ فيها في قلوب البسطاء، فتقول الآية: (يسألك الناس عن الساعة). ويحتمل أيضاً أن يكون بعض المؤمنين قد سأل النّبي (ص) هذا السؤال بدافع من حبّ الإستطلاع، أو للحصول على معلومات أكثر حول هذا الموضوع. غير أنّ ملاحظة الآيات التي تلي هذه الآية ترجّح التّفسير الأوّل، والشاهد الآخر لهذا الكلام ما ورد في الآيتين 17- 18 ( سورة الشورى في هذا الباب، حيث تقولان: (وما يدريك لعلّ الساعة قريب. اعراب سورة الأحزاب الأية 67. يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها). ثمّ تقول الآية - مورد البحث - في مقام جوابهم: (قل إنّما علمها عند الله) ولا يعلمها حتّى المرسلون والملائكة المقرّبون. ثمّ تضيف بعد ذلك: (وما يدريك لعلّ الساعة تكون قريباً). وبناءً على هذا يجب أن نكون مستعدّين دائماً لقيام القيامة، وهذه هي الحكمة من كونها خافية مجهولة لئلاّ يظنّ أحد أنّه في مأمن منها، ويتصوّر أنّ القيامة بعيدة فعلا، ويعتبر نفسه في معزل عن عذاب الله وعقابه.
وعلى قول القاضي أبي بكر ينبغي أن يعتبر في الإجماع في فن إجماع أهل سائر الفنون ، لأن أسوأ أحوالهم أن يكونوا كالعامة وهو يعتبر قولهم ، والله أعلم.
شرح مختصر الروضة للطوفي
قوله: " متضمن " هو مجرور صفة لكتاب ، أي في تأليف كتاب متضمن ، أي: في ضمنه ، أي باطنه ، " ما في الروضة القدامية ، الصادرة عن الصناعة المقدسية " يعني كتاب " الروضة " ، تأليف الشيخ الإمام العلامة موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ، فالقدامية نسبة إلى جده ، وبه يعرف نسبا ، لأنه أشهر آبائه وأعرفها لفظا ، فهو إذا نسب إلى الأب قيل: ابن قدامة ، وإذا نسب إلى البلد قيل: المقدسي ، فوقعت النسبة هاهنا إليهما. والصادرة: الناشئة ، ومصدر الشيء مبدؤه ومنشؤه. والصناعة: ملكة نفسانية يصدر عنها آثار علاجية لإفادة كمال في محل ، [ ص: 94] واستعمال الصناعة في العلوم مجاز عرفي ، وهو في الحقيقة باعتبار المبادرة الذهنية والاستعمال العام لما تضمن علاجا بدنيا كالنجارة والخياطة. شرح مختصر الروضة pdf. قوله: " غير خال من فوائد زوائد " غير منصوب على الحال من كتاب في قوله: تأليف كتاب ، وهو وإن كان نكرة إلا أنه وصف بصفات خصصته حتى قارب المعرفة جدا ، والعامل في الحال تأليف ، لأنه مصدر دل على فعله ، وأبين من هذا التقدير وأسلم أن تكون " غير " صفة لكتاب على المعنى ، لأن التأليف مصدر مقدر بأن والفعل. وكتاب حقه النصب على هذا التقدير: فيكون تقديره: أسألك التسديد في أن أؤلف كتابا غير خال ، ويجوز أن يكون " غير " مجرورة نعتا لكتاب على اللفظ ، والنصب المختار نعتا على المحل.
"الثاني السبب" يقول: " وهو لغةً: ما توصِل به إلى الغرض " {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} [الحج:15] يعني ما يُوصله إلى السماء، يُوصله إلى غرضه، الحبل والدلو الذي يُستخرج به الماء سبب. إسلام ويب - شرح مختصر الروضة - الأصول - المطلق والمقيد- الجزء رقم1. "واشتُهر استعماله في الحبل أو بالعكس" يعني ما توصِّل بالغرض إليه. طالب:........
ما معنى أو بالعكس؟
يقول: وهو أولى، العكس أولى، الأصل استعماله في الحبل، ثم طُرد في كل ما يُتوصل به إلى الغرض، وهنا التعليق يقول: وهو أولى؛ لأن تدرج استعمال الألفاظ يغلب فيه استعماله بالحسيات الجزئية، يعني أولاً في الجزئي يُطلق على الحبل: سبب، ثم يُعمم في كل ما يُتوصل به إلى الغرض، الحبل سبب أو السبب كل ما يُتوصل به إلى الغرض، ثم أُطلق على الحبل؛ لأنه يُتوصل به إلى الغرض. هنا التعليق يقول: أولى، بالعكس أولاً الإطلاق الجزئي، ثم تُؤخذ منه القاعدة الكلية. أين؟
لا، الكلام وضعي ما هو من حيث اللغة لغة العرب يعني هل هم يستعلمون الجزئيات قبل، ثم من مجموعها يتوصلوا إلى القواعد الكلية أو العكس؟
يعني مثل ما نقول بالنسبة للقواعد الفقهية مع مسائل الفقه، يعني هل القواعد الفقهية أُخِذت من مجموع مسائل جُمعت المسائل المشابهة لبعض الأشباه والنظائر، ثم استُنبط منها قواعد، أو القاعدة قبل ثم استُنبط منها مسائل فقهية فرعية؟
نظير هذا.