والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما. فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك. أرض بما قسم الله لك وكن قنوعا - منتديات قبائل شمران الرسمية. أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ،
وحسن به اتصاله. والمؤمن راض عن نفسه ، وراض عن ربه لأنه آمن بكماله وبحكمته ،
وأيقن بعدله ورحمته. ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن الله. وحسبه أن يتلو قول الله تعالى
( وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم)
والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل من تدبيره لنفسه ،
فيناجي ربه ويقول ( بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)
وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) رواه أحمد. فالله أعلم واحكم وهو علام الغيوب وهو من خلق الخلق ويعلم ماهو الأصلح لهم
أليس الله بأحكم الحاكمين
ارض بما قسم الله لك البنك الاهلي
بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ الـسَّلَـامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله.. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً.. أمْا بَعد... ارض بما قسم الله لك..!!! سئل يحيى بن معاذ رحمه الله: متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟ قال: « إذا أقام نفسه على أربعة أصول يعامل بها ربه.. الرضا بما قسم الله. يقول: إن أعطيتني قبلت ، و إن منعتني رضيت ، و إن تركتني عبدت ، و إن دعوتني أجبت ». نرضى بحكم الله وشرعه ، ونصبر على قضائه وقدره ، ننقاد إلى حكمه ونستسلم لأمره.. فالرضا مقام عظيم ومنزلة عالية وتدور عليه كثير من الأعمال الصالحة ، ولا يحصله إلا مؤمن صادق يعلم لذة النعيم وحلاوة اليقين... قـال ابن القيم رحمه الله سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقـول: « بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين » مدارج السالكين... فإذا اجتمع لديك الصبر على قضاء الله واليقين بحكمه وعدله والرضا بما قسمه الله لك بلغت درجة ومنزلة الإمامة في الدين... قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ السجدة 24.
ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس
[٢]
حقيقة الرضا
الرضا عن الله عبادةٌ قلبيّةٌ بحتةٌ، تتمثّل في الإذعانٍ الكامل والخشوع والتسليم لأوامر الله سبحانه كلّها، بكلّ الحبّ والإقبال عليه تعالى، ويتحقّق الرضا كما ذكر ابن القيّم بثلاثة أمورٍ: استواء الحالات عند العبد، وسقوط الخصومة مع الخَلق، والخلاص من المسألة والإلحاح؛ فالعبد الراضي حقّاً بما قسم له ربّه تستوي عنده النعمة والبلاء، ويرى في كليهما حسن اختيار الله تعالى له، [٣] ولقد ورد أنّ الرضا أقسامٌ؛ أدناها الرضا بما قسمه الله سبحانه، فهو رضا العوام عن ربّهم، ويلي ذلك رضا الخواصّ بقضاء الله وقدره ، ويفوق ذلك رضا خواصّ الخواصّ، ويكون بالرضا بالنازل دون أيّ بديلٍ سواه. [٤]
ثمرات الرضا
إنّ العبد إذا رضي في حياته عن ربّه نال كثيراً من خصال الخير ، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الخصال: [٥]
الرضا سببٌ في نيل السعادة وغنى النفس. الرضا يُنجي العبد من مخاصمة ربّه. الرضا يجلب سلامة القلب وسكينته. الرضا من ثمار الشكر وعلاماته. الرضا سببٌ لدفع الهمّ والغمّ. الرضا بأمر الله يطهّر القلب من كلّ هوى لا يُرضي الله. ارض بما قسم الله لك الاهلي. المراجع
↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2305، حسن.
إن العبد لن يبلغ درجة الشاكرين إلاَّ إذا قنع بما رزق، وقد دل على هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه: "يا أبا هريرة! كن ورعًا تكن أعبد الناس، وكن قنعًا تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنًا.. " الحديث. والقانع بما رزقه الله تعالى يكون هادئ النفس، قرير العين، مرتاح البال، فهو لا يتطلع إلى ما عند الآخرين، ولا يشتهي ما ليس تحت يديه، فيكون محبوبًا عند الله وعند الناس، ويصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس". والعبد القانع عفيف النفس لا يريق ماء وجهه طلبًا لحطام دنيا عمَّا قليل تفنى، وهؤلاء الذين مدحهم الله بقوله: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا
يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [البقرة:273]. ارض بما قسم الله لك البنك الاهلي. وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى التحلي بصفة القناعة حين قال: "ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس".
الصرف: (الدهان): اسم بمعنى الجلد الأحمر أو ما يدهن به وزنه فعال بكسر الفاء (وردة): واحدة الورد وهو اسم جمع جنسيّ، وزنه فعلة بفتح فسكون. تفسير قوله تعالى: وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام. البلاغة: التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ). حيث أراد بالوردة الغرس، والوردة تكون في الربيع أميل إلى الصفرة، فإذا اشتد البرد كانت وردة حمراء، فإذا كان بعد ذلك كانت وردة أميل إلى الغبراء، فشبه تلون السماء، حال انشقاقها، بالوردة وشبّهت الوردة في اختلاف ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه. والمشبه والمشبه به كلاهما حسي، أي من قبيل تشبيه المحسوس بالمحسوس.
تفسير قوله تعالى: وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام
5- هاء التأنيث، نحو: (رحمه) في الوقف. وهذا قول الكوفيين، والتحقيق ألا تعد لأنها جزء كلمة لا كلمة. أما (ها) فترد على ثلاثة أوجه: 1- اسم فعل، بمعنى (خذ)، ويجوز مدّ ألفها، ويستعملان بكاف الخطاب وبدونها، ويجوز في الممدودة أن يستغنى عن الكاف بتصريف همزتها تصاريف الكاف فيقال: (هاء) للمذكر، (هاء) للمؤنث بكسر الهمزة و(هاؤما) و(هاؤنّ) و(هاؤم) ومنه قوله تعالى: (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ). 2- أن تكون ضميرا للمؤنث فتستعمل مجرورة الموضع ومنصوبة كقوله تعالى: (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) ففي الأولى في محل نصب، وفي الأخريين في محل جر. 3- أن تكون للتنبيه، فتدخل على أربعة أشياء: 1- الإشارة غير المختصة بالبعيد، نحو: (هذا) أما (هنا) فالهاء أصلية وليست للتنبيه. 2- ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة، كقوله تعالى: (ها أَنْتُمْ أُولاءِ). 3- نعت (أي) في النداء، نحو: (يا أيها الرجل) ويجوز في لغة بني أسد أن تحذف ألفها، وأن تضم هاؤها اتباعا، وعليه قراءة ابن عامر (أيّه المؤمنون) (أيّه الثقلان). 4- اسم اللّه تعالى في القسم عند حذف الحرف، يقال: (ها اللّه) بقطع الهمزة ووصلها، وكلاهما مع إثبات ألف (ها) وحذفها.. إعراب الآيات (33- 34): {يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (34)}.
الإعراب: {خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ} كلام مستأنف مسوق للتوبيخ على إخلالهم بواجب شكر المنعم على إنعامه، و {خلق} فعل ماض وفاعله مستتر يعود على اللّه تعالى و {الإنسان} مفعول به و {من صلصال} متعلقان بخلق و {كالفخار} صفة لصلصال. {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ} عطف على ما تقدم و {من مارج} متعلقان بخلق ومن لابتداء الغاية و {من نار} صفة لمارج و {من} للبيان أو للتبعيض. {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ} تقدم إعرابها. {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} {رب المشرقين} خبر لمبتدأ محذوف أي هو رب المشرقين و {رب المغربين} عطف عليه والمراد مشرق الصيف ومشرق الشتاء ومغرب الصيف ومغرب الشتاء وقيل المراد بالمشرقين مشرق الشمس والقمر وبالمغربين مغرب الشمس والقمر، بيّن سبحانه قدرته على تصريف الشمس والقمر ومن قدر على ذلك قدر على كل شيء وقيل هو مبتدأ خبره جملة {مرج البحرين} والأول أولى. {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ} {مرج البحرين} فعل ماض وفاعل مستتر ومفعول به وجملة {يلتقيان} في محل نصب على الحال وهي قريبة من الحال المقدّرة ويجوز أن تكون مقارنة. {بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ} الظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم و {برزخ} مبتدأ مؤخر و {لا} نافية و {يبغيان} فعل مضارع مرفوع والجملة صفة لبرزخ والجملة كلها مستأنفة أو حال من الضمير في {يلتقيان} ومعنى {لا يبغيان} لا يتجاوز كلّ منهما حدوده فالعذب منفرد بعذوبته والملح منفرد بملوحته.