الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك ويصرف عنك السوء ويهديك لأرشد أمرك، واعلم أن الوسوسة من الشيطان, وأن الشريعة ليس فيها مشقة على العباد, كما قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}. فهي مبنية كلها على اليسر ورفع الحرج على العباد، ومنها: الوضوء والصلاة، وقد بينا مرارا وتكرارا أن علاج الوساوس الذي لا علاج لها غيره ولا أنجع منه هو الإعراض عنها وعدم الاكتراث بها ولا الالتفات إلى شيء منها، وانظر الفتويين رقم: 51601 ورقم: 134196. وأما سؤالك عن الشعر الذي يكون أمام الأذن ـ والذي سميته بالزلف ـ فإن كنت تعني به ما يعرف عند الفقهاء بالعذار وهو الشعر النابت على العظمين الناتئين ـ أي البارزين، المسامت لصماخ الأذن ـ أي: ثقبها ـ فهذا الشعر من الوجه ويجب غسله عند غسل الوجه، قال ابن قدامة في المغني: وَيَدْخُلُ فِي الْوَجْهِ الْعِذَارُ، وَهُوَ الشَّعْرُ الَّذِي عَلَى الْعَظْمِ النَّاتِئِ الَّذِي هُوَ سَمْتُ صِمَاخِ الْأُذُنِ، وَمَا انْحَطَّ عَنْهُ إلَى وَتَدِ الْأُذُنِ. Books متى يجب الوضوء - Noor Library. انتهى. وجاء في الموسوعة الفقهية: قَال الْفُقَهَاءُ: الْعِذَارُ ـ وَهُوَ الشَّعْرُ النَّابِتُ عَلَى الْعَظْمِ النَّاتِئِ أَيِ: الْمُرْتَفِعِ الْمُسَامِتِ صِمَاخَ الأْذُنِ وَهُوَ خَرْقُهَا ـ مِنَ الْوَجْهِ فَيُغْسَل مَعَهُ.
Books متى يجب الوضوء - Noor Library
الحمد لله. هذه
هي حدود الوجه التي اتفق العلماء عليها ، وهي حدوده من جهة اللغة التي نزل القرآن
بها ، فيكون الوصف والحد بدليلين شرعيين:
-
من جهة إطباق العلماء وإجماعهم ، وإجماعهم حجة. ومن جهة اللغة التي نزل بها القرآن ، ونحن مخاطبون بها ، ولا مخالف لها من جهة
الشرع. قال
الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا
بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) المائدة/6
أهل اللغة:
"
والوَجْهُ مستقبَلُ كُلِّ شَيءٍ " انتهى. "المحيط في اللغة" (1/314) – "كتاب العين" (4/66)
وقال القرطبي:
الوجه في اللغة مأخوذ من المواجهة ، وهو عضو مشتمل على أعضاء وله طول وعرض ؛ فحده
في الطول من مبتدأ سطح الجبهة إلى منتهى اللحيين ، ومن الأذن إلى الأذن في العرض "
انتهى. "الجامع لأحكام القرآن" (6/83)
أيضا:
والعرب لا تسمي وجها إلا ما وقعت به المواجهة " انتهى. "الجامع لأحكام القرآن" (6/84)
وقال ابن كثير:
وحَدُّ الوجه عند الفقهاء: ما بين منابت شعر الرأس - ولا اعتبار بالصَّلع ولا
بالغَمَم - إلى منتهى اللحيين والذقن طولا ومن الأذن إلى الأذن عرضا " انتهى.
الإسرافْ في صبِّ الماء، كما يكرَهُ التّقتيرُ فيه إلى درجةِ دَهنِ الأعضاءِ بالماء دون تحقُّقِ البلل. التكلم أثناءَ الوضوءِ بغير ذكر حتَّى لا ينشغل عن التركيزِ فيه إلى شيءٍ منَ الدُّنيا. الاستعانةِ بالغير بِلا ضرورة. الوضوءِ في موضعٍ نجسٍ. مَسحُ الرَّقبةِ بالماء. المبالغة في المَضمضةِ والاستنشاقِ للصائم. الوضوءِ بالماءِ شديدِ السُّخونةِ أو شديدِ البرودة. الوضوءِ في المسجد، ما لم يوجد مكانٌ مخصصٌ لذلك.
127 - 401 - تفسير الآية ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر... ) - الشيخ ابن عثيمين
إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك
خطبة عيد الفطر 1443هـ 1/10/1443هـ
الحَمْدُ للهِ، الحَمْدُ للهِ كَثِيرَاً، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلَاً، وَاللهُ أَكْبَرُ كَبِيرَاً. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ (تِسْعَ تَكْبِيرَاتٍ) لَا إِلَهَ إِلَا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدِ. اللهُ أَكْبَرُ كُلَّ مَا صَامَ صَائِمٌ وَأَفْطَرَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا لَاحَ صَبَاحُ عِيْدٌ وَأَسْفَرَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا لَاحَ بَرْقٌ وَأَنْوَرَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا أَرْعَدَ سَحَابٌ وَأَمْطَرَ. الحَمْدُ للهِ الذِي سَهَّلَ لَنَا الصِّيَامَ وَالقِيَامَ وَيَسَّرَ، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ التِي لَا تُحْصَى وَلَا تُحْصَرُ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَفَرَّدَ بِالخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ وَكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُقَدَّرٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ مَنْ صَامَ وَقَامَ وَصَلَّى وَزَكَّى وَحَجَّ وَاِعْتَمَرَ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ الذَينَ أَذْهَبَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ مَا بَدَا فَجْرٌ وَأَنْوَرَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كثيراً.
إن الله لا يغفر أن يشرك به فارسی
تفسير القرآن الكريم
ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك
معنى قوله: ﴿ إِنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾:
قال ابن كثير في "تفسيره" (2/325): أخبر تعالى: أنه ﴿ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾؛ أي: لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ﴾؛ أي: من الذنوب ﴿لِمَنْ يَشَاءُ﴾ أي: من عباده؛ اهـ، وقال السعدي في "تفسيره" (ص181): يخبر تعالى: أنه لا يغفر لمن أشرك به أحدًا من المخلوقين، ويغفر ما دون الشرك من الذنوب صغائرها وكبائرها، وذلك عند مشيئته مغفرة ذلك، إذا اقتضت حكمتُه مغفرتَه. فالذنوب التي دون الشرك قد جعل الله لمغفرتها أسبابًا كثيرة، كالحسنات الماحية والمصائب المكفرة في الدنيا، والبرزخ ويوم القيامة، وكدعاء المؤمنين بعضهم لبعض، وبشفاعة الشافعين. ومن فوق ذلك كله: رحمته التي أحق بها أهل الإيمان والتوحيد. وهذا بخلاف الشرك، فإن المشرك قد سد على نفسه أبواب المغفرة، وأغلق دونه أبواب الرحمة، فلا تنفعه الطاعات من دون التوحيد، ولا تفيده المصائب شيئًا، وما لهم يوم القيامة ﴿ مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾ [الشعراء: 100ـ 101]، وهذه الآية الكريمة في حق غير التائب، وأما التائب فإنه يغفر له الشرك فما دونه.
إن الله لا يغفر أن يشرك به صفحه
يوم أمس, 10:17 AM
تفسير ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ قال المصَنِّفُ: وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]. أيهما أضر على المسلم البدعة أم المعصية؟:
قال العلامة ابن باز: والمعنى: أن البدعة أكبر من الكبائر؛ لأنها تَنَقُّصٌ للإسلام، وإحداث في الإسلام، واتهام للإسلام بالنقص، فلهذا يبتدع ويزيد. وأما المعاصي فهي اتباع للهوى، وطاعة للشيطان، فهي أسهل من البدعة، وصاحبها قد يتوب ويسارع ويتعظ، أما صاحب البدعة فيرى أنه مصيب وأنه مجتهد، فيستمر بالبدعة، نعوذ بالله، ويرى الدين ناقص فهو بحاجة إلى بدعته، ولهذا صار أمر البدعة أشد وأخطر من المعصية، قال تعالى في أهل المعاصي: ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]. فأهل المعاصي تحت المشيئة، وأما أهل البدع، فذنبهم عظيم وخطرهم شديد؛ لأن بدعتهم معناها التنقُّص للإسلام، وأنه محتاج لهذه البدعة، ويرى صاحبها أنه محق ويستمر عليها، ويبقى عليها ويجادل عنها، نسأل الله العافية؛ اهـ.
وَمِنْ مَسَائِلِ الأَخْلَاقِ مَا يَتَسَبَّبُ بِالرِّفْعَةِ فِي الدَّرَجَاتِ، أَوْ ضِدِّهَا، رَوَى أَبُو دَاوُوُد وَغَيْرُهُ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ أَبِي أُمَاَمَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الـمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الجَنَّةِ لـِمَن تَرَكَ الكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الجَنَّةِ لـِمَن حَسُنَ خُلُقُه). وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يَمْنَعُ الخَيْرَ عَنِ الإِنْسَانِ: التَقَاطُعُ وَالهُجْرَاَنُ، رَوَى البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَث). (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ): فَفِيهِ تَحْرِيمُ أَنْ تَهْجُرَ أَخَاكَ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. أَتَدْرِي أَنَّ الهَاجِرَ لِإِخْوَانِهِ لَا يُعْرَضُ عَمَلُهُ عَلَى اللهِ حَتَّى يَصْطَلِحَ مَعَ أَخِيهِ؟
بَلْ لَا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَتَصَالَحَ مَعَهُ، رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ اِثْنَيْنِ وَخَمْيسٍ، فَيَغْفِرُ اللهُ لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللهِ شَيْئًا، إِلَّا اَمْرَءًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيقُولُ: اتْرُكُوا هذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا).