ويا لهُ من سُؤالٍ!!
وقفوهم انهم مسؤولون تفسير
( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ): عن زلاتهم وغدراتهم ، وعن أخطائهم وفجراتهم، وعن خلواتهم وجلواتهم ، وعن حركاتهم وسكناتهم ، وعن أقوالهم وأفعالهم ، وعن إيحاءاتهم وتعبيرات وجوههم وسماتهم. ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ): عن تجبرهم وطغيانهم، وعن بغيهم وفسادهم ، وعن ظلمهم لرعاياهم ، وعن عبثهم في بلدانهم.
وقفوهم انهم مسؤولون اسلام ويب
فهذا رجل من أسلاف الأمة وهو (هارون الرشيد) هذا الخليفة العظيم الذي كان يحج عاما ويغزو عاما، هذا الخليفة كان ممن جعل ذلك اليوم نصب عينيه.
وقفوهم انهم مسؤولون خطبة
القرطبى: قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون وحكى عيسى بن عمر " أنهم " بفتح الهمزة. قال الكسائي: أي: لأنهم وبأنهم ، يقال: وقفت الدابة أقفها وقفا فوقفت هي وقوفا ، يتعدى ولا يتعدى ، أي: احبسوهم. وهذا يكون قبل السوق إلى الجحيم ، وفيه تقديم وتأخير ، أي: قفوهم للحساب ثم سوقوهم إلى النار. وقيل: يساقون إلى النار أولا ثم يحشرون للسؤال إذا قربوا من النار. إنهم مسئولون عن أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم ، قاله القرظي والكلبي. الضحاك: عن خطاياهم. ابن عباس: عن لا إله إلا الله. وقفوهم انهم مسؤولون خطبة. وعنه أيضا: عن ظلم الخلق. وفي هذا كله دليل على أن الكافر يحاسب. وقد مضى في [ الحجر] الكلام فيه. وقيل: سؤالهم أن يقال لهم: ألم يأتكم رسل منكم إقامة للحجة. ويقال لهم: الطبرى: يقول - تعالى ذكره -: ( وقفوهم): احبسوهم: أي احبسوا أيها الملائكة هؤلاء المشركين الذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم ، وما كانوا يعبدون من دون الله من الآلهة ( إنهم مسئولون) فاختلف أهل التأويل في المعنى الذي يأمر الله - تعالى ذكره - بوقفهم لمسألتهم عنه ، فقال بعضهم: يسألهم هل يعجبهم ورود النار.
788 – حدثنا أبو عبد الرحمان السلمي إملاءا ، أخبرنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله ( الحسين بن محمد) ابن عفير ، حدثنا أحمد ، حدثنا عبد الحميد ، حدثنا قيس ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله ( تعالى): ( وقفوهم إنهم مسؤولون) قال: عن ولاية علي بن أبي طالب. 789 – حدثني أبو الحسن الفارسي حدثنا أبو الفوارس الفضل بن محمد الكاتب حدثنا محمد بن / 138 / أ / بحر الرهني بكرمان ، حدثنا أبو كعب الأنصاري حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان حدثنا إسماعيل بن موسى حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا عطاء بن السائب: عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة أوقف أنا وعلي على الصراط ، فما يمر بنا أحد إلا سألناه عن ولاية علي ، فمن كانت معه وإلا ألقيناه في النار ، وذلك قوله: ( وقفوهم إنهم مسؤولون). 790 – أخبرنا الحاكم أبو عبد الله جملة ( قال:) حدثنا أبو الحسين السبيعي من أصل كتابه ، ( قال:) حدثنا الحسين بن الحكم وأخبرنا أبو بكر محمد البغدادي قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد ( قال:) حدثنا علي بن عبد الرحمان بن مأتي الكوفي حدثنا الحسين بن الحكم الحبري حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم حدثنا القاسم بن عبد الغفار بن القاسم العجلي ، عن أبي الأحوص ، عن مغيرة: عن الشعبي عن ابن عباس في قوله تعالى: ( وقفوهم إنهم مسؤولون) قال: عن ولاية علي بن أبي طالب.
اللهم استُرْ عيوبنا، وتجاوَز عن زلَّاتنا، وألهمنا الإخلاص فهو الخلاص. ونسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. ونعوذ بك من المنكرات وذنوب الخلوات. ونعوذ بك من الرياء والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ - ناصحون
حيث إنَّ أساس التفاضلِ بين العباد عند الله - عز وجل -، هو ما وقرَ في القلب من سريرةٍ, صالحة، حشوها المحبة والتعظيم، والإخلاص لله - تعالى -. فعن عبد الله بن مسعود? يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ - ناصحون. قال: ((أنتم أطول صلاة، وأكثر اجتهادًا من أصحاب رسول الله ، وهم كانوا أفضل منكم، قيل له: بأي شيء؟ قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة منكم)) [6]. وعن القاسم بن محمد قال: كنَّا نُسافر مع ابن المبارك، فكثيرًا ما كان يخطرُ ببالي فأقول في نفسي: بأيِّ شيءٍ, فُضل هذا الرجل علينا، حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة، إن كان يصلي إنا لنصلي، ولئن كان يصوم إنا لنصوم، وإن كان يغزو فإنَّا لنغزو، وإن كان يحجَّ إنا لنحج. قال: فكنَّا في بعض مسيرنا في طريق الشام، ليلة نتعشى في بيتٍ, إذ طفئ السراج، فقام بعضنا فأخذ السراج وخرج يستصبح، فمكث هنيهةً ثم جاء بالسراج، فنظرتُ إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع، فقلت في نفسي: بهذه الخشية فُضل هذا الرجل علينا، ولعلهُ حين فقد السراج، فصار إلى الظلمة ذكر القيامة [7]. وأخبار السلف في حرصهم على أعمال القلوب، وإصلاح السرائر كثيرة ومتنوعة، وبخاصة فيما يتعلق بمحبة الله - عز وجل -، والخوف منه وإخلاص العمل له - سبحانه -، ومن ذلك:
* قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ((القوة في العمل أن لا تؤخر عمل اليوم للغد، والأمانة ألاَّ تخالف سريرةٌ علانية، واتقوا الله - عز وجل -، فإنما التقوى بالتوقي، ومن يتق الله يقه)) [8].
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الطارق - الآية 9
زمن القراءة ~ 5 دقيقة الحكم في الدنيا للظاهر والباطن تابع له. وفي الآخرة فالحكم للباطن والحقيقة والظاهر تبع له. فإصلاح السرائر هنا أنفع هناك وأظهر نورا وأكثر سرورا. مقدمة
آية عظيمة من كتاب الله عز وجل يذكِّر الله سبحانه عباده فيها بشأن القلوب وأعمالها وسرائرها مما لا يعلمه الناس وهو بها عالم. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الطارق - الآية 9. كما ينبه الله عز وجل من خلال هذه الآية إلى أن هذه السرائر ستبلى وتُختبر يوم القيامة، ويظهر ما فيها من الإخلاص والمحبة والصدق أو ما يضادها من النفاق والكذب والرياء؛ وذلك في يوم القيامة، يوم الجزاء والحساب؛ وهذا واضح من الآية وما قبلها وبعدها؛ حيث يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ﴾ (الطارق: 8-10). والقلب هو محط نظر الله عز وجل، وعليه يدور القبول والرد؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم». ( 1 رواه مسلم، ح/ 2564)
والسريرة إذا صلحت صلح شأن العبد كله وصلحت أعماله الظاهرة ولو كانت قليلة، والعكس من ذلك؛ فعندما تفسد السريرة فإنه يفسد بفسادها أقوال العبد وأعماله وتكون أقرب إلى النفاق والرياء عياذاً بالله تعالى، ويوضح هذا الأمر قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».
يوم تبلى السرائر | قارئ جرير
( 7 المصدر السابق، ص 4/ 145)
تنويه رسول الله بشأن السرائر والعناية بها
نذكر هنا بعض الأحاديث الواردة في أهمية السرائر والعناية بها:
1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم». ( 8 رواه مسلم: 6708)
2- وقال صلى الله عليه وسلم: «وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة». ( 9 رواه البخاري: (4202))
3- عن محمود بن لبيد قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر. يوم تبلى السرائر | قارئ جرير. قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر». ( 10 رواه ابن خزيمة في صحيحه: (937))
[للمزيد: أمراض القلوب.. أسباب وتجربة للمداواة]
عناية السلف بأعمال القلوب وإصلاح السرائر
وأخبار السلف في حرصهم على أعمال القلوب وإصلاح السرائر كثيرة ومتنوعة، وبخاصة فيما يتعلق بمحبة الله عز وجل والخوف منه وإخلاص العمل له سبحانه ومن ذلك:
* قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «القوة في العمل أن لا تؤخر عمل اليوم لغد، والأمانة ألا تخالف سريرةٌ علانيةً، واتقوا الله عز وجل؛ فإنما التقوى بالتوقي، ومن يتق الله يقِهِ».
وها هو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يُحذِّر الناسَ من شِرْكِ السَّرائر، فيقول: «أَيُّهَا النَّاسُ! إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا شِرْكُ السَّرَائِرِ؟ قَالَ: «يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ جَاهِدًا لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ» حسن - رواه ابن خزيمة. قال يحيى بن معاذ - رحمه الله -: (النُّسُك: هو العناية بالسرائر، وإخراجُ ما سوى اللهِ عز وجل من القلب). يوم تبلى السرائر. وقال سفيان ابن عيينة - رحمه الله: (إذا وافقت السريرةُ العلانيةَ فذلك العدل، وإذا كانت السريرةُ أفضل من العلانية فذلك الفضل، وإذا كانت العلانيةُ أفضل من السريرة فذلك الجَور).