۞ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) قوله تعالى: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون فيه تسع مسائل: الأولى: قوله تعالى: أتأمرون الناس بالبر هذا استفهام التوبيخ ، والمراد في قول أهل التأويل علماء اليهود. قال ابن عباس ( كان يهود المدينة يقول الرجل منهم لصهره ولذي قرابته ولمن بينه وبينه رضاع من المسلمين: اثبت على الذي أنت عليه ، وما يأمرك به هذا الرجل يريدون محمدا صلى الله عليه وسلم فإن أمره حق فكانوا يأمرون الناس بذلك ، ولا يفعلونه) وعن ابن عباس أيضا ( كان الأحبار يأمرون مقلديهم وأتباعهم باتباع التوراة ، وكانوا يخالفونها في جحدهم صفة محمد صلى الله عليه وسلم) وقال ابن جريج كان الأحبار يحضون على طاعة الله ، وكانوا هم يواقعون المعاصي ، وقالت فرقة كانوا يحضون على الصدقة ويبخلون ، والمعنى متقارب. قصة أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم | المرسال. وقال بعض أهل الإشارات المعنى أتطالبون الناس بحقائق المعاني وأنتم تخالفون عن ظواهر رسومها!. الثانية: في شدة عذاب من هذه صفته روى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي مررت على ناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت يا جبريل من هؤلاء ؟ قال هؤلاء الخطباء من أهل الدنيا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون وروى أبو أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم يجرون قصبهم في نار جهنم فيقال لهم من أنتم ؟ فيقولون نحن الذين كنا نأمر الناس بالخير وننسى أنفسنا.
قصة أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم | المرسال
الاحد 14 ذي القعدة 1425 هـ - 26 ديسمبر 2004 م - العدد 13334
اخرج الإمام احمد في مسنده وأبو يعلي والبيهقي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت من هؤلاء؟ قالوا: خطباء من أهل الدنيا كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون). وفي حديث آخر عند احمد وابي داود عن انس قوله صلى الله عليه وسلم لما عرج به: مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم). في هذين الحديثين - لمن تأملهما - إشارة واضحة الى معنى عظيم ومهم الا وهو (الإقبال على النفس) هذا الإقبال كما يشير وبحث الحديث له دلالتان.. إقبال على النفس بمعنى مراجعة احوالها وتقويمها وقمع اهوائها.. قصة أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم - مخزن. وحثها على اتباع الحق والالتزام به.. وان يكون هذا المعنى اكثر حضوراً واشد ظهوراً من الحرص على التصدر لاصلاح الآخرين ودعوتهم والذي جاء التعبير عنهم في الحديث بالخطباء! فالخطيب يظهر امام الناس ليعلمهم ويوجههم ويقدم لهم النصح وكلمة الحق! كل هذا عظيم.. لكن ان ينسى نفسه!
جريدة الرياض | عبد السلام الهليل
ومهما يكن فإن هذه الآية: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم). وإن كان الاستنكار فيها موجهاً إلى اليهود كما ذكرنا, إلا أن لها مفهوماً واسعاً يشمل الآخرين أيضاً، فالله تعالى يستنكر هذا العمل من أي كان، فكل من امر الآخرين بطاعة أو بخير أو بإحسان أو بعدل أو باستقامة ثم نسي نفسه ولم يعمل بما أمر الناس به فهو ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وكل إنسان ينهى الآخرين عن معصية أو شر أو إرهاب أو عدوان أو سلب حقوق، ثم يفعل ذلك ولا تنتهي نفسه عن هذه الأمور، فهو ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم. جريدة الرياض | عبد السلام الهليل. علي (ع) كان يقول: "أيها الناس إني والله ما أحُثُكم على طاعة إلا وأسبقُكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها. إن المصير الذي ينتظر أولئك الذين لا ينسجم قولهم مع عملهم, فيأمرون بالعدل بين الناس ثم يتركونه ويرتكبون الظلم والعدوان, إن المصير الذي سيواجه هؤلاء هو ما تحدث عنه الإمام الصادق عندما قال: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من وصف عدلاً وعمل بغيره". وفي حديث آخر عنه أيضاً (ع) يقول لخيثمة وهو أحد أصحابه: "ابلغ شيعتنا إن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
يأمرون الناس بالمعروف وينسون انفسهم؟ ياعيب الشوم - المعرفة سؤال و جواب | دليل المعرفة
يعني لا يعرفون الله الا عند الاختبارات وقت الشدة ؟
اية قابلوني اذا نجح او وفقة الله!
قصة أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم - مخزن
و{ البر} بكسر الباء: الخير في الأعمال في أمور الدنيا وأمور الآخرة؛ ومن المأثور قولهم: البر ثلاثة، بر في عبادة الله، وبر في مراعاة الأقارب، وبر في معاملة الأجانب. ثم إن التوبيخ في الآية بسبب ترك فعل البر، لا بسبب الأمر بالبر؛ ولهذا ذم الله تعالى في كتابه قومًا كانوا يأمرون بأعمال البر، ولا يعملون بها، ووبَّخهم به توبيخًا يتلى إلى يوم الناس هذا؛ إذ إن الأمر بالمعروف واجب على العالِم، والأولى بالعالِم أن يفعله مع من أمرهم به، ولا يتخلف عنهم، كما قال شعيب عليه السلام لقومه: { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} (هود:88) فكلٌّ من الأمر بالمعروف وفعله واجب، لا يسقط أحدهما بترك الآخر، على أصح قولي العلماء من السلف والخلف. و(النسيان) في قوله جلَّ وعلا: { وتنسون أنفسكم} هو الترك، أي: تتركون أنفسكم بإلزامها ما أمرتم به غيركم؛ والنسيان ( بكسر النون) يكون بمعنى الترك، وهو المراد هنا، ومثله قوله تعالى: { نسوا الله فنسيهم} (التوبة:67) وقوله أيضًا: { فلما نسوا ما ذكروا به} (الأنعام:44) وما أشبه ذلك من الآيات؛ ويكون خلاف الذكر والحفظ. وقوله سبحانه: { أفلا تعقلون} استفهام عن انتفاء تعقُّلهم، وهو استفهام على سبيل الإنكار والتوبيخ، نزلوا منـزلة من انتفى تعقله، فأنكر عليهم ذلك، إذ إن من يستمر به التغفل عن نفسه، وإهمال التفكر في صلاحها، مع مصاحبة شيئين يذكِّرانه، قارب أن يكون منفيًا عنه التعقل، وكون هذا الأمر أمرًا قبيحًا لا يشك فيه عاقل.
قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ. 2- قول الله تعالى حكاية عن شعيب -عليه السلام-: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ.
والمقصود الأهم من هذا الخطاب القرآني تنبيه المؤمنين عامة، والدعاة منهم خاصة، على ضرورة التوافق والالتزام بين القول والعمل، لا أن يكون قولهم في واد وفعلهم في واد آخر؛ فإن خير العلم ما صدَّقه العمل، والاقتداء بالأفعال أبلغ من الإقتداء بالأقوال؛ وإن مَن أَمَرَ بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة؛ وفي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم ( كان خلقه القرآن) أي: إن سلوكه صلى الله عليه وأفعاله كانت على وَفْقِ ما جاء به القرآن وأمر به؛ إذ إن العمل ثمرة العلم، ولا خير بعلم من غير عمل. وأخيرًا: نختم حديثنا حول هذه الآية، بقول إبراهيم النخعي: إني لأكره القصص لثلاث آيات، قوله تعالى: { أتأمرون الناس بالبر} وقوله: { لِمَ تقولون ما لا تفعلون} (الصف:2) وقوله: { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} (هود:88) نسأل الله أن يجعلنا من الذين يفعلون ما يؤمرون { وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} (هود:88).
أتمنى أن تنآل إعجآبكم
هل تعلم عن الرسول والصحابة … معلومات نادرة
ويضيف شيخ الإسلام ابن تيمية إلى كل هذه الأدلة، ما ثبت عن كل واحد من أصحاب ابن مسعود وابن عباس أنه نقل عنهما من التفسير ما لا يحصيه إلا الله فقال ابن مسعود: (لو أعلم أحدًا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته).
معلومات عن بعض الصحابة
للمزيد يمكنك قراءة: هل تعلم عن المسجد الحرام
هل تعلم عن الصحابة:
هل تعلم بأن الصحابي الجليل مصعب بن عمير قد عين بوظيفة لأول مرة بالإسلام ، وكانت تلك الوظيفة سفير ، وأطلق عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم مصعب الخير. معلومات عن الصحابة. هل تعلم بأن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قد تقدم لخطبة السيدة فاطمة رضي الله تعالى عنها ولم يكن معه أي شيء إلا درع يستعمله بالحرب ، إلا أنه أحسن معاملتها ولم يجمع بينها وبين أي امرأة أخرى وهي على قيد الحياة ، إلا أنها وبعد وفاتها قد تزوج علي رضي الله عنه مرة أخرى. هل تعلم بأن العشر المبشرين بالجنة هم: (أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، وأبو عبيدة بن الجراح) رضي الله تعالى عنهم جميعاً وعلى بقية صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هل تعلم بأن الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه قد تزوج من أسماء بنت أبي بكر الصديق ، وقد دخل الإسلام وهو في سن الثاني عشر من عمره. هل تعلم بان الصحابي الجليل الزبير بن العوام هو ابن عمت النبي محمد صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب.
وبهذه الطريقة وضعوا الأسس السليمة للمنهج الصحيح في معرفة أصول الدين وفروعه، فمن أراد إذن معرفة شيء من الدين والكلام فيه، نظر فيما قاله الله والرسول - صلى الله عليه وسلم -. فمنه يتعلم وبه يتكلم وفيه ينظر ويتفكر وبه يستدل. فهذا أصل منهج أهل السنة. أما المخالفون لهذا المنهج، فلم يراعوا قاعدته ولم يلتزموا بخطواته إذ أنهم بدلًا من البدء بالنظر فيما قاله الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، بدأوا بما رأوه بعقولهم كما فعل المتكلمون، أوذاقوه بوجدانهم - كما فعل الصوفية - فإذا وجدوا السنة توافقه وإلا لم يبالوا بذلك، فإذا وجدوها تخالفه، أعرضوا عنها تفويضًا أو حرفوها تاويلًا [9]. هل تعلم عن الرسول والصحابة … معلومات نادرة. وهذه الصورة المخالفة للمنهج الإسلامي الصحيح كثيرا ما نراها في عصرنا أيضًا. فبسبب ضغوط ثقافة الغرب وحضارته، وعلى إثر انتصاره العسكري والسياسي وتفوقه العلمي ونفوذه الثقافي، وتأثيره الساحر على العقول والنفوس في مقابل ضآلة المعرفة بالإسلام وأصوله وفروعه، نجم عنه أن أصبح الكثيرون يتبنون الأفكار والفلسفات الغربية ويعطونها شكلًا إسلاميًا، ظانين بذلك أنهم يدافعون عنه ويقدمونه إلى الأجيال الشابة في ثوب عصري [10]. [1] ابن تيمية: "الفتاوى الكبرى" ج 5 ص 157 و 151 ط الرياض.