و كان أمر الله واضحا، و ميزانه عدلا للناس كافة، حين جعل ميزان التفاضل: الإيمان و العمل الصالح. و ليس ثمة محاباة أو استثناءات و لا حتى للأنبياء و المرسلين. فأنت ترى حين أدركت مشاعر الأبوة نوح عليه السلام و هو يسأل الله ابنه بعد الطوفان، و قد أبى الولد أن يركب السفينة مع أبيه فكان من المغرقين ( رب إن ابني من أهلي) فهو من آل بيت النبوة، لكن الرد كان حاسما حازما ضافيا ( إنه ليس من أهلك) هذا الذي عصى، و سار في منهج غير المنهج الذي ارسلك الله به؛ ليس من أهلك، و دون مراعاة او محاباة - استغفر الله - جاء القول الفصل:( إنه عمل غير صالح)، تلك هي الحقيقة و العدل، و أردفت الآية القرآنية بكل قوة و صرامة و وضوح( فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين). و يا لجلال ذلك القول الجليل، و التوجيه الفصل الكريم، و الرسول صلى الله عليه و سلم يودّع معاذ بن جبل رضي الله عنه حين أرسله إلى اليمن، حين وقف يقول: ( إن أولى الناس بي المتقون من كانوا و حيث كانوا). ذلك هو الميزان الفصل: التقوى، فما ينبغي لأحد - بعد رحمة الله - أن يتكل على شيئ غير التقوى و العمل ، فلا قيمة لحسب و لا نسب في ميزان الله الذي ( لا ينال عهدي الظالمين) و إنما المقام هنا مقام: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
- إعراب لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ - إسلام ويب - مركز الفتوى
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١ - الصفحة ٢٧٦
- شرح حديث إنما الأعمال بالنيات
- حديث إنما الأعمال بالنيات - موقع مقالات إسلام ويب
إعراب لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ - إسلام ويب - مركز الفتوى
معنى قوله تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين)
سماحة الشيخ محمد صنقور - عدد القراءات: 8771 - نشر في: 03-اغسطس-2010م
السؤال:
﴿واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين﴾ فهل كانت عبارة ابراهيم (ع) ﴿ومن ذريتي﴾ بصيغة الطلب أم الأستفهام؟ وما هو تفسير ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾ ؟
الجواب:
هو طلب وليس استفهاماً، فمعنى قوله تعالى: ﴿وَمِن ذُرِّيَّتِي﴾ ( 1) هو (اجعل من ذريتي من يؤتم به) أفاد ذلك الشيخ الطوسي في التبيان وذكر أنه قول أكثر المفسرين ( 2). ويمكن تأييد ذلك بالعديد من الروايات الواردة عن الرسول (ص) وأهل بيته (ع):
منها: ما رواه الشيخ الطوسي في الأمالي بسنده عن عبدالله بن مسعود قال: "قال رسول الله (ص): أنا دعوة أبي إبراهيم. فقلنا: يا رسول الله، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال: أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم أني جاعلك للناس إماما، فاستخفَّ إبراهيم الفرح، فقال: يا رب، ومن ذريتي أئمة مثلي، فأوحى الله عز وجل إليه: أن يا إبراهيم، إني لا أُعطيك عهدا لا أفي لك به. قال: يا رب، ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال: لا أُعطيك لظالمٍ من ذريتك. قال: يا رب، ومَن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟ قال: من سجد لصنمٍ من دوني لا أجعله إماما أبداً، ولا يصح أن يكون إماما.
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١ - الصفحة ٢٧٦
ثالثا:
جهل النصارى الفاضح وراء كل مصيبة يوقعون أنفسهم فيها. فالجهلة لا يفهمون من كلمة { ينال} إلا معنى{ يأخذ} فقط! وسأضرب أمثلة على عدة معان أخرى لكلمة ينال حتى يتضح الكلام. حينما نقول: خالد ناله التعبُ الإجهادُ. فالمعنى المتبادر هو: خالد أصابه التعبُ والإجهادُ. ولن نقول طبعا خالد أخذ التعب والإجهاد. كذلك لا نقول: خالد نَالَ التعب والإجهاد. وعليه نقول أن قوله تعالى { لا ينال عهدي الظالمين} معناه لا يصيب عهدي الظالمين. ويكون الإعراب كالتالي:
1. ينال: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. 2. عهدي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بياء المتكلم، والياء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه. 3. الظالمين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. ومعلوم أن المعنى فرع الإعراب. أي أنك لا تستطيع فهم المعنى الصحيح إلا إذا أعربت الآية إعرابا صحيحا. وهذا المعنى مثل قوله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}. فما معنى قوله { سينالهم} هنا ؟ معناه سيصيبهم
ويكون المعنى: { إن الذين عبدوا العجل سيصيبهم غضب….
والحق أنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة تعيين تلك الكلمات، لذلك قال بعضهم: لا يجوز الجزم بشيء منها. وقال بعضهم: هي مبيَّنة في نفس الآية وغيرها، كقوله تعالى:
﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾
وما بعدها من الآيات. أما ما رُويَ عن ابن عباس وغيره من تعيين تلك الكلمات فلا تقوم به حجة، لأنك لو تتبعت تلك الروايات لوجدتها مختلفة، بل لوجدت الرواية عن واحد منهم مختلفة. وفي تفسير ابن كثير (1/165) ما ورد عن ابن عباس وحده روايات مختلفة، منها: أن الكلمات مناسك الحج، ومنها: أنها خصال الفطرة كالمضمضة والاستنشاق وغيرهما، ومنها: أنها ثلاثون بعضها مذكور في سورة كذا وبعضها في سورة كذا. نعم إنَّ خصال الفطرة وردت في صحيح مسلم، ولكن ذلك لا يدل على أنها هي الكلمات التي كلف الله بها إبراهيم. من كتاب «رسالة في التفسير» للمؤلف الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان التكريتي
إدارة البحوث- دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي
أهداف المحتوى:
أن يتعرَّف على بعض أحكام النية. أن يستثمر هذا الحديث في تحسين نيته. أن يصمِّم نموذجًا موضحًا أقسام النية. الأحاديث:
أحاديث نبوية عن شرح حديث إنما الأعمال بالنيات
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما-، قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غَزَاةٍ، فقال: «إن بالمدينة لَرِجَالًا ما سِرْتُم مَسِيرًا، ولا قَطَعْتُم وَادِيًا، إلا كانوا مَعَكُم حَبَسَهم المرضُ». وفي رواية: «إلا شَرَكُوكُم في الأَجْرِ». حديث إنما الأعمال بالنيات - موقع مقالات إسلام ويب. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: رجعنا من غزوة تبوك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «إن أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شِعْبَا، ولا واديا، إلا وهم معنا؛ حبسهم العذر». شرح وترجمة الحديث
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَن كانت الدنيا همَّه، فرَّق الله عليه أمرَه، وجعل فقرَه بين عينيهِ، ولم يأتِه منَ الدنيا إلا ما كُتب له، ومَن كانت الآخرةُ نيَّته، جمع اللهُ له أمرَه، وجعل غناه في قلبِه، وأتتْه الدنيا وهي راغمةٌ ». عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
حديث «إنما الأعمال بالنيات » أصل من أصول الإسلام، يدل على أن النية يبنى عليها صحة العمل وكماله.
شرح حديث إنما الأعمال بالنيات
وعن مطرف بن عبد الله قال: صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية. وعن ابن المبارك، قال: رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية. وأصل الهجرة: هجران بلد الشرك، والانتقال منه إلى دار الإسلام، فمن هاجر إلى دار الإسلام حبا لله ورسوله، ورغبة في إظهار دينه فهذا هو المهاجر إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لطلب دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها في دار الإسلام، فهجرته إلى ما هاجر إليه. وقوله: «إلى ما هاجر إليه» تحقير لما طلبه من أمر الدنيا، واستهانة به، حيث لم يذكر بلفظه. وسائر الأعمال كالهجرة في هذا المعنى، فصلاحها وفسادها بحسب النية الباعثة عليها، كالجهاد والحج وغيرهما، ففي " الصحيحين " «أن أعرابيا قال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله». شرح حديث انما الاعمال بالنيات. يقول ابن رجب: واعلم أن العمل لغير الله أقسام: فتارة يكون رياء محضا، لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام، وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة.
حديث إنما الأعمال بالنيات - موقع مقالات إسلام ويب
[٤]
ماذا نستفيد من هذا الحديث الشريف
يُستفاد من الحديث الشريف العديد من الفوائد والعبر، منها: [٦]
الأعمال لا تصحّ إلا بنية خالصة لله -سبحانه وتعالى-. من نوى عمل خير ولم يستطع القيام به لأمر خارج عن طاقته؛ أثابه الله -سبحانه وتعالى- على ذلك. ضرورة الإخلاص لله -سبحانه وتعالى-، وإلا لا فائدة من العمل. ما يميّز العبادات عن العادات وما يميّز العبادات عن بعضها هي النية. شرح حديث إنما الأعمال بالنيات. على المعلّم أن يستخدم الأمثلة لتفهيم الطلاب. أهمية هذا الحديث الشريف
هناك كثير من كلام وأفعال العلماء تدل على أهمية هذا الحديث الشريف، ونذكر بعض تلك الأقوال والأفعال فيما يأتي: [٤]
إن الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- جعله أول حديث في كتابه "صحيح البخاري"، إشارة منه إلى أنّ أي عمل لا يقصد به وجه الله -سبحانه وتعالى- ليس مقبولا، ولن يثمر في الدنيا والآخرة، علما أنه أورده في بداية كتاب بدء الخلق، مع أن الحديث لا علاقة له بعنوان الباب. جاء عن الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- أنه قال في حق هذا الحديث الشريف: "هذا الحديث ثلث العلم، ويدخل في سبعين بابا من الفقه". جاء عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- أنه بين أن أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث، أحدها هذا الحديث، وعلى حديث: (مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ) ، [٧] وحديث: (الحَلالُ بَيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ).
وللنية فائدتان: أولاً: تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ، وصيام النافلة عن صيام الفريضة ، ثانياً: تمييز العبادات عن العادات ، فمثلاً: قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ، فيكون هذا الغسل عبادةً يُثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحرّ ، فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يُثاب عليه ، ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي قولهم: " الأمور بمقاصدها " ، وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه. وفي صدر هذا الحديث ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( إنما الأعمال بالنيات) ، أي: أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة ، ومن خلال ما سبق يمكننا أن نرد على أولئك الذين ابتلاهم الله بالوسواس فيكررون العمل عدة مرات ويوهمهم الشيطان أنهم لم ينووا شيئا ، فنطمئنهم أنه لا يمكن أن يقع منهم عمل باختيارهم من غير نيّة ، ما داموا مكلفين غير مجبرين على فعلهم. ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم: ( وإنما لكل امريء ما نوى) وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال ؛ لأنه أخبر أنه لا يخلُصُ للعبد من عمله إلا ما نوى ، فإن نوى في عمله اللهَ والدار الآخرة ، كتب الله له ثواب عمله ، وأجزل له العطاء ، وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما يقول الله عزوجل في محكم كتابه: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ( الكهف: 110).