صنع الله الذي اتقن كل شي - YouTube
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة النمل - القول في تأويل قوله تعالى " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب "- الجزء رقم19
ومن خلال اطلاعي على هؤلاء المنحرفين فان رؤاهم تعود إلى أسباب فلسفية نابعة من التحليل المنطقي والاستنتاج العلمي على حسب قولهم، حيث يشير كثير من الملحدين الى بعض النقاط واردت في هذه المقالة تفنيد بعض منها مثل قولهم وجود ما يعتبرونه أخطاءً في تصميم جسم الانسان مثل الزائدة الدودية والاجنحة في الطيور التي لا تطير وغيرها. الزائدة الدودية
الزائدة الدودية عبارة عن قطعة صغيرة في نهاية المصران الأعور، اسطوانية الشكل، مسدودة النهاية، تقع في بداية الأمعاء الغليظة إذا حدث وأن التهبت الزائدة الدودية (مثلما يحدث لأي جزء من الجسم) فيجب حينئذ علاجه، ونظراً لخطورة الحالة وأهمية الوقت في علاجها ولمنع التهابها مرة أخرى يجب استئصالها بعملية جراحية، فالالتهاب له مضاعفات خطيرة قد تنفجر الزائدة الدودية وقد يسبب الوفاة في الحالات الشديدة. وهنا رد اهل العلم على ما يسمونه الملحدون أخطاءً في تصميم الانسان قولهم (العلماء) تغير الاعتقاد السائد بأن الزائدة الدودية ليس لها فوائد وإنه يمكن استئصالها، وذلك بعد أن قدم علماء المناعة دراسة تفيد أن الزائدة الدودية ماهي إلا مكان تعيش فيه أنواع من البكتيريا المفيدة في عملية الهضم، وإن لها وظيفة مرتبطة بمكانها وبتنظيم كم البكتيريا التي يجب أن تكون في جهاز هضم الإنسان، كونها تمد جهاز الهضم بهذه البكتيريا بعد الإصابة بالأمراض الطفيلية والكوليرا والزحار والإسهالات، بعد أن تكون هذه الإصابات ومعالجتها قد قلًصت أعداد البكتيريا في الأمعاء.
حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد: ( أتقن) أوثق. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة: ( إنه خبير بما تفعلون) يقول تعالى ذكره: إن الله ذو علم وخبرة بما يفعل عباده من خير وشر وطاعة له ومعصية ، وهو مجازي جميعهم على جميع ذلك على الخير الخير ، وعلى الشر الشر نظيره. [ ص: 507]
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: «قد يجعلُ الله سبحانه تطيُّر العبد وتشاؤمه سببًا لحلول المكروه به، كما يجعلُ الثِّقة به والتوكُّل عليه وإفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفعُ بها الشرَّ المتطيَّر به». فقل قولاً فيه تفاؤل وخير، وأبشر بالخير إن شاء الله. قال الماوردي رحمه الله: «وأما الفأل ففيه تقوية للعزم وباعث على الجد ومعونة على الظفر، فقد تفاءل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته وحروبه. إن البلاء موكل بالمنطق. وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته فقال: «أخذنا فألك من فيك». فينبغي للمرء أن يكون في نطقه التفاؤل وحسن الظن، ولا يتشاءم أو يتوقع الشر، بل ينتقي أجمل العبارات وأكثرها لطفاً وإيجابية. قال النخعي رحمه الله: «إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به». فليجتنب كل منَّا أيَّ لفظ فيه تشاؤم وتوقع للشر، وحصول الضر، فتفاءل بالخير دائماً، تفاءل بالتوفيق والربح والعافية وصلاح الحال والذريَّة، وأنت أيَّها المكروب تفاءل بالفرج قال الشاعر: كلُّ كربٍ أنت لاقٍ بعد بلواه انفراجاً وقال آخر: إذا تضايق أمرٌ فانتظر فرجاً فأصعب الأمر أدناه من الفرج وأنت أيها المدين تفاءل بقضاء دينك وسداده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله».
إن البلاء موكل بالمنطق – E3Arabi – إي عربي
الخطابة هي قول مبنيّ بشكل محكم على الحجاج، وتهدف إلى الانتصار بالحجة على الباطل، في سياق معلوم هو القضاء. هذا بالضبط ما يشهد به تاريخ نشأة البلاغة عند اليونانيين، إذ تقول القصّة إنّ أوّل نشأتها هناك كان في القرن الخامس قبل الميلاد في سرقوسة، ذلك أنّ الطّاغيتين هيرون وجيلون صادرا أملاك السرقوسيّين ورحلاهم عنها قسرا؛ فأراد السرقوسيّون استعادة أملاكهم وقدّموا دعاوى لاسترجاع ما غصب منهم، وتطلب الأمر أن يجدوا فصحاء مفوّهين لإقناع القضاة. إن البلاء موكل بالمنطق – e3arabi – إي عربي. وحين نجح هؤلاء في الإقناع واستردت الأملاك باتت البلاغة موضوع تدريس وتعليم، وراجت بين التجّار وغيرهم في سرقوسة وفي أثينا. فالخطابة هي قول مبنيّ بشكل محكم على الحجاج، وتهدف إلى الانتصار بالحجة على الباطل، في سياق معلوم هو القضاء. ويقال إنّ بعض المفوّهين من الفلاسفة السّفسطائيّين من أمثال كوراكس السرقوسي وتلميذه تيزياس كانوا من مؤلفي مختصرات الفصاحة في الغرض، وراجت هذه المؤلفات وصارت علما يدرس وتجارة مربحة؛ حتّى إنّ غورغياس السّفسطائي (ت375 ق. م) الذي يقال إنّه أثرى بالبلاغة ثراء فاحشا قال لسقراط في محاورتهما الشهيرة في غورغياس أفلاطون: «آه لو كنتَ يا سقراط على الأقلّ تعرف كلّ شيء [عن البلاغة] ولا سيّما لو كنت تعرف أنّها تستوعب كلّ القدْرات البشريّة وتحكم عليها قبضتهاǃ إليك هذه الحجّة اللافتة: لقد تعوّدت أنْ أزورَ مع شقيقي وأطبّاء آخرين المرضى الذين كانوا لا يقبلون أن يتجرّعوا أدواءهم، ولا أن يسمحوا للطبيب بأن يشقّ أجسادهم أو يكويَهم.
هل للكلماتِ السلبية من تأثيرٍ سلبيٍ على مستقبل الإنسان وحالتهِ الصحيةِ والنفسية والمادية؟
وهل لتفسيراتِ الأحلامِ السيئةِ من أثرٍ سلبيٍ على مستقبلِ الإنسان؟
ولماذا أمرَ النبي عليه السلام بأن تعبرَ الأحلامُ على الخير لا على الشر؟
وهل تقعُ الرؤيا على ما تعبرُ به من تفسيراتٍ سيئة؟
أبادر بذكر بعض الأثار المتعلقة بهذا الموضوع الخطير جدا
فيقول ابن مسعود رضي الله عنه:
«لا تستشرفوا البلية، فإنها مولعة بمن يشرف لها، إن البلاء مولع بالكلم»
ويقول إبراهيم النخعي
«إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافةَ أن أبتلى به». ومن الأحاديث الضعيفة: « البلاء موكول بالمنطق »، وفي رواية أخرى: « البلاء موكول بالقول »، وفي رواية ثالثة أخرى: « البلاء موكول بالكلام »،
هذا كله من الأمثلة السائرة، وهو صحيح المعنى، لكنه بالنسبة لرفعه وسنده ضعيف جدًّا، وحكم عليه بعضُ نقاد الحديثِ بالوضع؛ ومن ثم فلا يجوز نسبته للرسول الكريم ﷺ، وفي معناه حديث آخر لا أصل له: «ألسنةُ الخلقِ أقلامُ الحق». على أن هذه الآثارَ قد جرت على ألسنةِ علماءِ الإسلام مقرين صحةَ معناها واستقامةَ فحواها،
ومن أمثلة ذلك ماذكره كثير من المفسرين في قوله تعالى على لسان يعقوب ( وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ) وكأنه لقن أبناءَه الحجة، فابتُلي من ناحية هذا القول، حيث قالوا: أكله الذئب،
كما قال لأولاده عندما أخذوا بنيامين أخي يوسف: ﴿ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ﴾ [يوسف: 66] إلا أن تُغْلبوا عليه فلا تستطيعوا تخليصه فابتلى أيضا بذلك وأحيط بهم ولم يرجع بنيامينُ إليه.