قال ﷺ: ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء) متفق عليه. وقال ﷺ: ( فَاتَّقوا الدُّنْيَا واتَّقُوا النِّسَاءِ. فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنةِ بَنِي إسْرَائيلَ كَانَتْ في النسَاء) رواه مسلم. كل مافي هذه الدنيا فتنة يعني اختبار للانسان ليرى الله عز وجل هل يصبر الانسان على هذه الفتنة والابتلاء او لا. فالمال مثلا فتنة والاولاد فتنة قال تعالى: ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ). فهل معنى هذا محاربة المال والاولاد وطمسهم من الحياة!! حديث (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ). لا بالطبع لكن المقصود ان تتعامل معها وتتمتع بها لكن لا تجعلها تشغلك عن عبادة الله عز وجل. كذلك المرأة هي أم واخت وقريبة وأجنبية وزميلة فالتاجر يتعامل مع النساء والموظف يتعامل مع نساء والطبيب يتعامل مع نساء لكن احذر ان تنفتن بالنساء وتلهث خلفهن وتنسى ما خلته لأجله. إذن معنى الاحاديث الشريفة ان لا ننشغل بالنساء عن ما هو أهم وليس معناه محاربة المرأة وسلبها حقوقها وحبسها وطمسها كما يفهم البعض.
حديث (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )
جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أسامة بن زيد، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء». وقد اُتُخذ هذا الحديث حجر زاوية في كثير من الأحكام والفتاوى المتشددة التي تخص المرأة، والتي قد تحرم عليها حلالا بذريعة سد الذرائع، وكان سببا في توجس كثيرين عند تعاملهم مع النساء، وذلك بسبب فهم واحد انتشر لهذا الحديث، والذي يقضي بـ«التحذير من الافتتان بالمرأة لشدة ميل الرجل إليها، فقد يقع بسببها - إن كانت زوجة - في ترك ما أمره الله به من برّ والدين وواجبات وقيام بالحقوق، أو تُوقِعه فيما نهاه عنه الله من المحرمات، وإن كانت أجنبية عنه فقد توقعه كذلك في ترك واجب أو فعل محرم معها أو مع غيرها». هذا هو الفهم الشائع للحديث، رغم أننا يمكننا فهم متن الحديث بمنظور مختلف لا يتناقض والفهم السابق، ولا مع المنطق، وإن كان سيكون هذا الفهم مفتاحا للتيسير في أمر الدين بخصوص النساء، بعكس ما هو شائع. شرح حديث أسامة: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء". إن بني إسرائيل تشددوا وتنطعوا جدا فيما يخص المرأة من أحكام وتشريعات، وفرضوا عليها عقوبات جليلة، من قطع
أو تحريق أو تقتيل على الهفوات البسيطة، ووصفوها بالنجاسة ورموها بالدنس، وغيرها من الأمور التي لا يقبلها شرع سليم ولا فطرة قويمة أو خلق كريم، عدا ما رموها به من اتهام كونها سبب الخطيئة الأولى لآدم عليه السلام، وسبب خروجه ونسله من بعده من الجنة، ومصدر الإغواء والشر في الدنيا، وكان هذا التنطع والتشدد سببا في نفور كثير من الديانة اليهودية، بل وحتى من ديانة النصرانية - معلوم أن الديانة النصرانية أيضا كانت تخص بني إسرائيل - التي لم تختلف معها - في أساسها الفكري - في النظر إلى المرأة.
الدرر السنية
فإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يريد به الحذر من فِتنة النِّساء، وأن يكون الناس منها على حذَر؛ لأن الإنسان بشر، إذا عُرضت عليه الفتن فإنه يُخشى عليه منها. ويستفاد منه أيضا سدُّ كل طريق يوجب الفتنةَ بالمرأة؛ فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة ، فإنَّ الواجب على المسلمين سدُّه؛ ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب، فتغطي وجهها، وكذلك تغطي يديها ورجليها عند كثير من أهل العلم، ويجب عليها كذلك أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال؛ لأنَّ الاختلاط بالرجال فتنة وسبب للشرِّ من الجانبين؛ من جانب الرجال، ومن جانب النساء. فالواجب توقِّي فتنة النِّساء بكلِّ ما يستطاع، ولا ينبغي أن يغرنا ما يدعو إليه أهلُ الشرِّ والفساد من المقلِّدين للكفار من الدعوة إلى اختلاط المرأة بالرجال؛ فإن ذلك من وَحي الشيطان والعياذ بالله، فهو الذي يزيِّن ذلك في قلوبهم، وإلا فلا شك أن الأمم التي كانت تقدِّم النساء وتجعلهن مع الرجال مختلطات، لا شك أنها اليوم في ويلات عظيمة من هذا الأمر، يتمنَّون الخلاص منه فلا يستطيعون. الدرر السنية. أيها المسلمون
وفتنة النساء في هذا الزمن اتخذت صورا متعددة ، ومظاهرة متنوعة ، فمن مظاهر وصور فتنة النساء في زماننا الحاضر: أولا: سفور النساء وتبرجهن في كثير من المجتمعات الإسلامية، مما ترتب عليه إطلاق النظر إليهن ،وإثارة الغرائز ،وثوران الشهوة ،والوقوع فيما حرم الله والافتتان بهن.
شرح حديث أسامة: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء"
وكما قيل: نظرةٌ، فابتسامةٌ ، فسلامُ فكلامٌ ، فموعدٌ فلقاءُ ، ثانيا: لقد تفننت وسائل الإعلام بأنواعها من تلفاز وفضائيات وفيديو ومجلات وكتب ، وشبكة النت ، وغيرها ، في عرض صور النساء الخليعة ،وشبه العارية ،مما لم يوجد في عصر مضى، وأصبحت الفتنة بهن عظيمة، حيث تعلق كثير من الرجال بصورهن وافتتنوا بهن. ثالثا: كثر الاختلاط بين الجنسين في كثير من مجالات الأعمال، مما أدى إلى حصول الفتنة بالنساء التي حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا أصبحت فتنة النساء أمرا واقعا وملموسا في زماننا هذا، الذي ضعُف فيه الإيمان والخوف من ربِّ الأرض والسموات، وتفشَّت فيه المنكرات، وسقط شبابٌ ورجال محصنون وغير محصنين في فتنة النساء، واختلفت معايير الناس للحلال والحرام بسبب هذه الفتنة، فصارت فتنة الرجل وخَلْوته بامرأة أجنبية حبًّا ورومانسية، والاختلاطُ الفاحش بها صداقةً وزمالة، وما خفي كان أعظم.
(الرقاق)، باب أكثر أهل الجنة الفقراء.. ، رقم: 2740
(فتنة) سببا للفتنة، وذلك بتكليف الرجال من النفقة ما لا يطيق أحيانا، وبإغرائهن وإمالتهن عن الحق، إذا خرجن واختلطن بالرجال، لا سيما إذ كن سافرات متبرجات. (أضر) أكثر ضررا وأشد فسادا لدينهم ودنياهم]
- الفرق بين الحسد والعين: العين نظر باستحسان قد يشوبه شيء من الحسد، ويكون الناظر خبيث الطبع [5212] ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) لابن الجوزي (2/445). (يشتركان في الأثر، ويختلفان في الوسيلة والمنطلق. الفرق بين الحسد وبعض الصفات - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. فالحاسد: قد يحسد ما لم يره، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه، ومصدره تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له وهو غاية في حطة النفس. والعائن: لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل، ومصدره انقداح نظرة العين، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله) [5213] ((أضواء البيان)) للشنقيطي (9/165). قال ابن القيم: (العاين والحاسد يشتركان في شيء، ويفترقان في شيء؛ فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه؛ فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته، والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود وحضوره أيضًا، ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده من جماد، أو حيوان، أو زرع، أو مال) [5214] ((بدائع الفوائد)) (2/231). وقال أيضًا: ((العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد... وأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد، وليس كل حاسد عائنًا)) [5215] ((بدائع الفوائد)) (2/233).
حديث عن الحسد من القران الكريم
قوله صلى الله عليه وسلم: آناء الليل والنهار. أي ساعاته) [5233] ((شرح النووي على مسلم)) (6/97). قال ابن الجوزي: (وقد ذم الحسد على الإطلاق لما ينتجه ويوجبه... وأنَّ المراد بالحديث نفي الحسد فحسب، فقوله: لا حسد. كلام تام، وهو نفي في معنى النهي. وقوله: إلا في اثنتين. استثناء ليس من الجنس) [5234] ((كشف المشكل)) (1/289). انظر أيضا:
أولًا: ذم الحسد والنهي عنه في القرآن الكريم.
ذم الحسد في السنة
من الصفات الكريهة التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا هي الحسد، فعن أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ" ( صحيح البخاري 6065). في هذا الحديث الشريف يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة الألفة والمحبة بين المسلمين، فينهانا عن التباغض والأفعال التي تؤدي لزرع العداوة بينهم، ومن أهم هذه الصفات هو التحاسد وتمني الرجل زوال النعمة عن أخيه. كما نهانا الرسول عن القطيعة والهجرة بين المسلمين لمدة تزيد عن ثلاث أيام، سواء هذا الهجران كان حسيًا فلا يجلس الرجل مع أخاه ولا يتكلم معه، أو معنويًا فلا يعيره اهتمام ويتجنب الحديث معه. حديث عن الحسد من القران الكريم. الحسد المباح
المقصود بالحسد المباح هو الحسد الحميد عكس الذي ذكرناه سابقًا، فأن يرى الرجل أخاه سباق لفعل الخير فيتمنى أن يكون مثله وألا تزول هذه النعمة عن أخاه، وعن هذا الحسد الحميد قال رسول الله عنه حديث رواه عبد الله بن مسعود:
"لَا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، ورَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهو يَقْضِي بهَا ويُعَلِّمُهَا" (صحيح البخاري 37).