- مقتضى اسم الله الودود وأثره: اسم الله الودود يقتضي من العبد أن يتّبع ما يحبه الله ويرضاه، ويتجنب ما يبغضه ولا يرضاه، فالله تعالى يحب من العبد أن يمتثل الأوامر ويجتنب النواهي، فمودة الله لعبده مترتبة على إيمان العبد وعمله. فالله وَدودٌ يحب عباده الذين يحبونه، ومحبة العبد لربه لا تكون صادقة إلا باتباع منهج الله تعالى، قال عزّ وجل: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} [ آل عمران: ٣١] ، فالعبد ربما يحب خالقه لإنعامه عليه، وإسباغه فضله عليه، ولكن هذه المحبة لا تكفي إلا بالقيام بما أمر الله تعالى، والانتهاء عما نهى عنه. باسم عامر
أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة البحرين
8
0
415
اسم الله الودود للاطفال
والحبُّ لله يَقْوى بسبب قوة المعرفة؛ وسلامة الفطرة، ونقصها من نقص المعرفة، ومِنْ خُبث الفطرة بالأهواء الفاسدة. تجربتي مع اسم الله الودود. ولا ريب أنّ النفوس تحب اللذة بالأكل والشرب والنكاح، وقد تشتغل النفوس بأدنى المحبوبَيْن عن أعلاهما، لقوة حاجته العاجلة إليه، كالجائع الشديد الجوع، فإنّ ألمه بالجوع؛ قد يشغله عن لذة مناجاته لله في الصلاة. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" لا يُصَلِّين أحدُكم بحَضَرةِ طعامٍ، ولا هو يدافع الأخبثين". وإنْ كانت الصلاة قُرة عين العارفين، والإنسان إنما يشتاق؛ إلى ما يشعر به من المحبوبات، فأما ما لم يشعر به؛ فهو لا يشتاق إليه، وإنْ كان لو شعر به؛ لكان شوقه إليه أشد؛ من شوقه إلى غيره اهـ. من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي.
اسم الله الودود الشنقيطي
الوَدُود هو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، ورد في القرآن الكريم مرتين.. مقترنا بالرحمة والمغفرة؛ (.. إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)، (.. وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ). الوُدُّ لغة: هو شدة التعلُّق بحدوث الشيء. ويأتي أيضاً بمعنى الملازمة والمعيَّة والمصاحبة. وهو تقرُّب شخص من آخر بما يُحب. والتوادُد هو التواصل الجالب للمحبَّة. الودُّ في صفات الله سبحانه وتعالى معناه: الذي يودُّ عباده كافة. فمن عجائب ودّ الله سبحانه أنه يتودد إلى عباده بإنعامه عليهم؛ حتى العاصين منهم، فهو لا يرفع ودّه عن المذنبين وإن تكررت ذنوبهم.. فإنعام الله عليهم هو من تودده لهم.. يظل يتودد إليهم.. حتى يتوبوا ويعودوا إليه. ومن عاد إلى الله أصبح ممن يودّون الله وممن يتقرب له بالودّ في كل أفعاله.. فهو يتودد لله بالطاعات.. ويتودد له بالرضا بقضائه.. ويتودد له بعدم التذمر من أقدراه. عباد الله الصالحون يودُّون الله ويتوددون له بما يحبه؛ يحبون ما أحبه الله توددا له، ويبغضون ما أبغضه الله توددا له.. فكل أعمالهم توددا لله.. فهم يعرفون أن التودد لله هو طريق محبة الله لهم، والزهد في الدنيا وحالاتها أيضا من التودد إليه، قال عليه السلام: (ازهد في الدنيا يحبك الله.. اسم الله الودود للاطفال. ).. ومن أحبه الله فقد فاز في الدنيا والآخرة.
من أسماء الله الحسنى: الودود. تجليات ( الودود) في رمضان. ورد اسم الودود في قوله تعالى:
﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾
معنى الودود. الودود على وزن فعول، من صيغ مبالغة اسم الفاعل، واسم الفاعل وادّ والمصدر هو الودُّ، إذاً اسم الودود أصله من الودِّ، فماذا تعني كلمة ود؟
المعنى الأول:
الود هو الحب، والحب مأخوذ من حَبَب الأسنان، وحبب الأسنان صفاؤها وبياضها ونقاؤها، فالذي يُحب الله عزَّ وجل من خصائصه الصفاء والنقاء والطُهر والإخلاص، والحُب مِن أحبَّ البعيرُ؛ أي استناخ، فالمُحب خاضع لمحبوبه. وأما الفرق بين الحب والود أن الحب ما استقر في القلب، والود ما ظهر على السلوك، فإن كنت تُحب فلاناً فمشاعر الميل نحوه هي الحب، وابتسامتك في وجهه هي الود، وإذا قدمت له هديةً فهي ود أو أعنته في مشكلة فهي ود، أو عُدته إذا مرض فهي ود، فالمشاعر الداخلية هي الحب، والمسالك المادية هي الود، فكل ودود محب، وليسَ كلُ مُحب ودوداً. اسم الله الودود الشنقيطي. والله تعالى ودود، فكل هذا الكون تودد من الله إلى الإنسان، فالمجرات والشمس والقمر، والأمطار، ود من الله، والآلاف المؤلفة من أنواع الأزهار بِشتّى الأشكال والروائح ود، وأنواع الفواكه ود، وهذا الطفل الصغير الذي يملأ البيت حيوية ود، وهذه الزوجة التي خلقت تكريماً للإنسان، وهذا الزوج الذي خُلق تكريماً للمرأة ود، وهذا الصوف الذي خلقه الله لنا ليقينا برد الشتاء ود، وأيُّ شيٍء سُخرَ لهذا الإنسان هو في الأصل ود.
قوله تعالى: يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار
وقال الله تعالى: بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى وقال تعالى: أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل [ ص: 228] وقال الله تعالى عن مؤمن آل فرعون إنه قال لقومه: يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار والمتاع: هو ما يتمتع به صاحبه برهه ثم ينقطع ويفنى. فما عيبت الدنيا بأبلغ من ذكر فنائها وتقلب أحوالها، وهو أدل دليل على انقضائها وزوالها، فتتبدل صحتها بالسقم، ووجودها بالعدم، وشبيبتها بالهرم، ونعيمها بالبؤس، وحياتها بالموت، فتفارق الأجسام النفوس، وعمارتها بالخراب، واجتماعها بفرقة الأحباب، وكل ما فوق التراب تراب.
يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الأخرة هي دار القرار - Youtube
و«المتاع»: ما يتمتع به مما لا يبقى، وقال الشاعر:
تمتّع يا مشعث إن شيئًا... سبقت به الممات هو المتاع. اهـ. يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الأخرة هي دار القرار - YouTube. وقال سبحانه: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ {غافر:39}، جاء في تفسير أبي السعود: {يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع} أي: تمتع يسير؛ لسرعة زوالها، أجمل لهم أولًا، ثم فسر، فافتتح بذم الدنيا، وتصغير شأنها؛ لأن الإخلاد إليها رأس كل شر، ومنه تتشعب فنون ما يؤدي إلى سخط الله تعالى، ثم ثنى بتعظيم الآخرة، فقال: {وإن الآخرة هي دار القرار} لخلودها، ودوام ما فيها. اهـ. وقال تعالى: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ {القصص:60}، وقال سبحانه: فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {الشورى:36}، قال البغوي: {وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها} تتمتعون بها أيام حياتكم، ثم هي إلى فناء وانقضاء، {وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون} أن الباقي خير من الفاني.
تلاوة خاشعة للآية الكريمة {يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع} - YouTube
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة غافر - الآية 39
إبراهيم السيد العربي
إمام وخطيب جامع الشريشة سوق مطرح
{أَفَلا تَعْقِلُونَ} أي: أفلا يكون لكم عقول، بها تَزِنُون أيّ الأمور أولى بالإيثار! ، وأيّ الدارين أحق للعمل لها! ، فدل ذلك أنه بحسب عقل العبد، يؤثر الأخرى على الدنيا، وأنه ما آثر أحد الدنيا إلا لنقص في عقله. اهـ. وفي آيات أخرى تذكر أمثلة لأظهر أصناف متاع الدنيا، كما قال سبحانه: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ {آل عمران:14}. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة غافر - الآية 39. وبعد هذا؛ يتجلى أن معنى متاع الدنيا ظاهر، ليس فيه ما يشكل، ولا ندري ما الذي لم تقنعي به من ذلك؟! والله أعلم.
يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ الشيخ محمد صديق المنشاوي سورة غافر - Youtube
وكان فرعون أولا يدعو الناس إلى عبادة الأصنام، ثم دعاهم إلى عبادة البقر، فكانت تعبد ما كانت شابة، فإذا هرمت أمر بذبحها، ثم دعا بأخرى لتعبد، ثم لما طال عليه الزمان قال أنا ربكم الأعلى. { وأن المسرفين هم أصحاب النار} قال قتادة وابن سيرين يعني المشركين. وقال مجاهد والشعبي: هم السفهاء والسفاكون للدماء بغير حقها. وقال عكرمة: الجبارون والمتكبرون. وقيل: هم الذي تعدوا حدود الله. وهذا جامع لما ذكر. و { أن} في المواضع في موضع نصب بإسقاط حرف الجر. وعلى ما حكاه سيبويه عن الخليل من أن { لا جرم} رد لكلام يجوز أن يكون موضع { أن} رفعا على تقدير وجب أن ما تدعونني إليه، كأنه قال: وجب بطلان ما تدعونني إليه، والمرد إلى الله، وكون المسرفين هم أصحاب النار. قوله تعالى: { فستذكرون ما أقول لكم} تهديد ووعيد. يا قوم انما هذه الدنيا متاع. و { ما} يجوز أن تكون بمعنى الذي أي الذي أقوله لكم. ويجوز أن تكون مصدرية أي فستذكرون قولي لكم إذا حل بكم العذاب. { وأفوض أمري إلى الله} أي أتوكل عليه وأسلم أمري إليه. وقيل: هذا يدل على أنهم أرادوا قتله. وقال مقاتل: هرب هذا المؤمن إلى الجبل فلم يقدروا عليه. وقد قيل: القائل موسى. والأظهر أنه مؤمن آل فرعون؛ وهو قول ابن عباس.
قوله تعالى: { ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع} أي يتمتع بها قليلا ثم تنقطع وتزول. { وإن الآخرة هي دار القرار} أي الاستقرار والخلود. ومراده بالدار الآخرة الجنة والنار لأنهما لا يفنيان. بين ذلك بقوله: { من عمل سيئة} يعني الشرك { فلا يجزى إلا مثلها} وهو العذاب. { ومن عمل صالحا} قال ابن عباس: يعني لا إله إلا الله. { وهو مؤمن} مصدق بقلبه لله وللأنبياء. { فأولئك يدخلون الجنة} بضم الياء على ما لم يسم فاعله. وهي قراءة ابن كثير وابن محيصن وأبي عمرو ويعقوب وأبي بكر عن عاصم؛ يدل عليه { يرزقون فيها بغير حساب} الباقون { يدخلون} بفتح الياء. قوله تعالى: { وياقوم ما لي أدعوكم إلى النجاة} أي إلى طريق الإيمان الموصل إلى الجنان { وتدعونني إلى النار} بين أن ما قال فرعون من قوله: { وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} [غافر: 29] سبيل الغي عاقبته النار وكانوا دعوه إلى اتباعه؛ ولهذا قال: { تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم} وهو فرعون { وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار}. { لا جرم} تقدم الكلام فيه، ومعناه حقا. { أنما تدعونني إليه} { ما} بمعنى الذي { ليس له دعوة} قال الزجاج: ليس له استجابة دعوة تنفع؛ وقال غيره: ليس له دعوة توجب له الألوهية { في الدنيا ولا في الآخرة} وقال الكلبي: ليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة.