قال: وكانوا يرون أن ذلك هو الرين ، ثم قرأ: [ ص: 223] كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. ومثله عن حذيفة - رضي الله عنه - سواء. وقال بكر بن عبد الله: إن العبد إذا أذنب صار في قلبه كوخزة الإبرة ، ثم صار إذا أذنب ثانيا صار كذلك ، ثم إذا كثرت الذنوب صار القلب كالمنخل ، أو كالغربال ، لا يعي خيرا ، ولا يثبت فيه صلاح. وقد بينا في ( البقرة) القول في هذا المعنى بالأخبار الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلا معنى لإعادتها. وقد روى عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ، وعن موسى عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس شيئا الله أعلم بصحته; قال: هو الران الذي يكون على الفخذين والساق والقدم ، وهو الذي يلبس في الحرب. قال: وقال آخرون: الران: الخاطر الذي يخطر بقلب الرجل. وهذا مما لا يضمن عهدة صحته. فالله أعلم. فأما عامة أهل التفسير فعلى ما قد مضى ذكره قبل هذا. وكذلك أهل اللغة عليه; يقال: ران على قلبه ذنبه يرين رينا وريونا أي غلب. قال أبو عبيدة في قوله: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون أي غلب; وقال أبو عبيد: كل ما غلبك وعلاك فقد ران بك ، ورانك ، وران عليك; وقال الشاعر: وكم ران من ذنب على قلب فاجر فتاب من الذنب الذي ران وانجلى ورانت الخمر على عقله: أي غلبته ، وران عليه النعاس: إذا غطاه; ومنه قول عمر في الأسيفع - أسيفع جهينة -: فأصبح قد رين به.
آية و تفسير “كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون” – على باب مصر
قال: هذا حديث حسن صحيح. قال المفسرون: هو الذنب على الذنب حتى يسودَّ القلب. وبذا قال مجاهد: هي مثل الآية التي في سورة البقرة: بلى من كسب سيئة الآية. ونحوه عن الفراء ؛قال: يقول كثرت المعاصي منهم والذنوب ، فأحاطت بقلوبهم ، فذلك الرين عليها. وروي عن مجاهد أيضا قال: القلب مثل الكهف ورفع كفه ، فإذا أذنب العبد الذنب انقبض ، وضم إصبعه ، فإذا أذنب الذنب انقبض ، وضم أخرى ، حتى ضم أصابعه كلها ، حتى يطبع على قلبه. قال: وكانوا يرون أن ذلك هو الرين ، ثم قرأ: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. ولم يرد عند مجاهد ولا عند الفراء ولا غيرهما من المفسرين لفظ الران على أنه الاسم. بل ذكروا المصدر الرين. ثم أتوا بالآية. وهذا ما جاء به اللغويون. ولا يمكن أن يختلفا ، فالقرآن مرآة اللغة الفصيحة ، واللغة العربية سبيل المفسرين لفهم كلام الله – عزَّ وجلَّ – وقد أجمع أهل اللغة على أنه يقال: ران على قلبه ذنبُه يرينُ ريْنًا وريونًا أي غلب. قال أبو عبيدة في قوله: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون أي غلب. وقال أبو عبيد: كل ما غلبك وعلاك فقد ران بك ، ورانك ، وران عليك. وقال الشاعر: وكم ران من ذنب على قلب فاجر فتاب من الذنب الذي ران وانجلى ورانَت الخمر على عقله: أي غلبته ، وران عليه النعاس: إذا غطاه.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة المطففين - قوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون - الجزء رقم16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السائل الكريم، وردت الآية الكريمة في القرآن الكريم في سورة المطففين، وهي تتحدث عن الران الذي يتكون على القلب، والران هو الذنوب والمعاصي التي يفعلها الإنسان فتطبع على قلبه ، وكلما أكثر الإنسان من الذنوب يمتلئ قلبه بهذا الران فيصد عن سبيل الله -عز وجل-. ومما يدل على ذلك ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ المؤمنَ إذا أذنبَ كانت نكتةٌ سوداءُ في قلبِه فإن تاب ونزع واستغفرَ صقلَ قلبُه فإن زاد زادت فذلك الرَّانُ الذي ذكرَه اللهُ في كتابِه "كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوْا يَكْسِبُونَ"). "صحيح ابن ماجه، حسن"
أي غلبته الديون ، وكان يدان; ومنه قول أبي زبيد يصف رجلا شرب حتى غلبه الشراب سكرا ، فقال: ثم لما رآه رانت به الخم ر وأن لا ترينه باتقاء فقوله: رانت به الخمر ، أي غلبت على عقله وقلبه. وقال الأموي: قد أران القوم فهم مرينون: إذا هلكت مواشيهم وهزلت. وهذا من الأمر الذي أتاهم مما يغلبهم ، فلا يستطيعون احتماله. قال أبو زيد يقال: قد رين بالرجل رينا: إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ، ولا قبل له وقال أبو معاذ النحوي: الرين: أن يسود القلب من الذنوب ، والطبع أن يطبع على القلب ، وهذا أشد من الرين ، والإقفال أشد من الطبع. الزجاج: الرين: هو كالصدأ يغشي القلب كالغيم الرقيق ، ومثله الغين ، يقال: غين على قلبه: غطي. والغين: شجر ملتف ، الواحدة غيناء ، أي خضراء ، كثيرة الورق ، ملتفة الأغصان. وقد تقدم قول الفراء: إنه إحاطة الذنب بالقلوب. وذكر الثعلبي عن ابن عباس: ران على قلوبهم: أي غطى عليها. وهذا هو الصحيح عنه إن شاء الله. وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وأبو بكر والمفضل ( ران) بالإمالة; لأن فاء الفعل الراء ، وعينه الألف منقلبة من ياء ، فحسنت الإمالة لذلك. ومن فتح فعلى [ ص: 224] الأصل; لأن باب فاء الفعل في ( فعل) الفتح ، مثل كال وباع ونحوه.
[3]
تشكلت جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الشعبية في عام 1946 وأصبحت تحكمها حكومةٌ شيوعيةٌ، والجمهوريات الست المكونة التي شكلت هذا الاتحاد كانت: البوسنة والهرسك، وكرواتيا، ومقدونيا، والجبل الأسود، وصربيا، وسلوفينيا، وقد ضمت صربيا مقاطعتين تتمتعان بالحكم الذاتي هما: كوسوفو وفويفودينا، وشهد الاتحاد اضطرابًا سياسيًا واجتماعيًا خلال الثمانينيات، وفي النهاية تفككت الجمهوريات التي شكلت الاتحاد، حيث انضمت صربيا والجبل الأسود معًا لتشكيل جمهورية يوغوسلافيا الفيدرالية في عام 1992، وفي نهاية المطاف، تفكك هذا الاتحاد أيضًا في عام 2006 وأعلنت كوسوفو استقلالها في عام 2008. [3]
شاهد أيضًا: ما هي دول البلقان
دول الاتحاد اليوغسلافي
تتكون جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية من ست جمهوريات هي: صربيا وكرواتيا وسلوفينيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك ومقدونيا، وأكبرها هي صربيا، بينما الجبل الأسود هي الأصغر. [4]
صربيا
بدأت صربيا مؤخرًا فقط في التعافي من الجروح التي سببتها الحروب اليوغوسلافية في العقد الأخير من القرن الماضي، وبصفتها المقر السابق للحكومة، كانت صربيا تتمتع بأكبر سلطة اتحادية، وقد بلغ عدد سكان صربيا في عام 2012 حوالي 7.
أين تقيم في سراييفو؟ أسعار الإيجار - أوروبا
وتعرفنا أكثر على مناخها وكيف يبدوا في كل منطقة منها، كذلك تعرفنا على المساحة والعدد السكاني لكلًا من الدول المتواجدة بهذه المنطقة، وبذلك تعرفنا عن كل شيء خاص بها وليس الموقع فقط.
حجم الخط
صفير
متوسط
كبير
كبير جداً
سراييفو هي عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك، وسوف نتعرف في هذا المقال عن اللغة التي يتحدث بها سكانها، والدين الرسمي، واقتصاد المدينة، ومناخها، وموقعها، وبعض من المعالم السياحية الموجودة بها. نبذة عن مدينة سراييفو
مدينة سراييفو هي إحدي أكبر مدن جمهورية البوسنة والهرسك، وهي العاصمة الرسمية للبوسنة والهرسك. وبالإضافة لكونها أكبر مدينة موجودة بها، فهي تعد المركز الرئيسي للحضارة والثقافة البوسنية. كما يوجد بها كافة الوزارات التي تعمل على تمثيل الحكومة وجميع السفارات الدبلوماسية لكافة الدول التي تعترف بوجودة جمهورية البوسنة والهرسك. كانت مدينة سراييفو قبل أن تصبح عاصمة لدولة البوسنة والهرسك، كانت عبارة عن مقاطعة تتبع النمسا، وذلك في أوائل القرن العشرين الميلادي. ولكن بعد انفصال العديد من المدن عن مملكة النمسا انفصلت كذلك مدينة سراييفو وأصبحت تابعة لدولة البوسنة والهرسك. وفي عام 1992م انضمت سراييفو إلى الاتحاد اليوغسلافي، وذلك عندما تم إعلان استقلال دولة البوسنة والهرسك باعتبارها جمهورية مستقلة بذاتها. وتم التأكيد منذ ذلك الحين أن مدينة سراييفو أصبحت العاصمة الرسمية لجمهورية البوسنة والهرسك.