[2]
وبهذا نكون قد أجبنا على سؤال هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة، فالأصل في الزكاة أنها تنفق على فقراء البلد التي صام بها المقيم، وإن دعت حاجة إلى نقلها، كأن يكون فقراء البلد التي ينقلها إليه أشد حاجة، جاز له نقلها. المراجع
^
الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث: موفق الدين ابن قدامة | المصدر: المغني الصفحة أو الرقم: 4/284 | خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن, 202114
^, زكاة الفطر, 202114
^, حكم إرسال المسافر زكاة الفطر إلى فقراء بلده, 202114
الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 985 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح], 202114
- هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج البلد وقيادته
- هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج البلد للاطفال
- ماهو معنى الصمد - منبع الحلول
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الإخلاص - الآية 2
هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج البلد وقيادته
المسألة الثانية: هل يجوز نقل الزكاة لفقراء بلد آخر غير بلد المزكي؟ النيابة في الزكاة إذا كانت في نفس بلد المزكي لا حرج فيها كما سبق؛ ولكن إذا كان المزكي في بلد والنائب عنه في بلد آخر، فهذا يخرج مخرج نقل الزكاة، وقد اختلف فيه العلماء؛ والأصل في اختلافهم حديثان كلاهما لمعاذ بن جبل: الحديث الأول: قول النبيﷺ لمعاذ رضي الله عنه حين بعثه لليمن: «تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم…» (7)؛ فهذا يدل على أن نقل الزكاة إلى فقراء غيرهم لا يجوز. الحديث الثاني: ما روى البخاري تعليقا عن معاذ بن جبل أيضا أنه قال لأهل اليمن: «ائْتُونِي بِعَرْضٍ: ثيابٍ خَميصٍ، أَو لَبيسٍ في الصدقة، مكان الشعير والذُّرَة، أَهوَنُ عليكم، وَخَيْرٌ لأصحاب رسولِ اللهﷺ بالمدينة» (8)؛ فهذا يدل على جواز نقل الزكاة من بلد المزكي إلى بلد آخر. وقد اختلف العلماء في ذلك داخل المذهب وخارجه. • أما داخل المذهب؛ فقد لخصه القرطبي(ت671هـ) في تفسيره فقال: اختلفت العلماء في نقل الزكاة عن موضعها على ثلاثة أقوال: القول الأول: لا تنقل؛ قاله سحنون وابن القاسم وهو الصحيح…، قال ابن القاسم أيضا: وإن نقل بعضها لضرورة رأيته صواباً، ورُوي عن سحنون أنه قال: ولو بلغ الإمام أن ببعض البلاد حاجةً شديدةً جاز له نقل بعض الصدقة المستحقة لغيره إليه؛ فإن الحاجة إذا نزلت وجب تقديمها على من ليس بمحتاج والمسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه.
هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج البلد للاطفال
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه. سائل يسأل: هل تَقْبَل زكاة الفطر أو زكاة المال النيابةَ في الأداء؟ وهل يجوز إخراجها بالنيابة عمن كان خارج البلاد في أوربا؟ وهل تُخرَج عنه بقيمة مكان إخراجها في المغرب، أو بقيمة مكان وجوده في أوربا وهي (50 درهما)؟ الجواب والله الموفق للصواب: هذه الأسئلة تشمل على ثلاث مسائل: المسألة الأولى: هل الزكاة تقبل النيابة؟ الزكاة عبادة مالية تقبل النيابة باتفاق العلماء؛ قال المازري(ت536هـ): "وأما الزكاة فإنها تصح النيابة فيها؛ من مال من ينوب، ومن مال من وجبت عليه الزكاة، وإن كانت من القربات فإنّها عبادة مالية؛ وقد استناب النبيﷺ عليًّا في نحر البدن، ونحرُها قربةٌ(1)"(2). بيد أن المالكية قالوا: "تكره النيابة في الزكاة لأن مباشرة القُرَب أفضل(3)، ولا حرج في ذلك لأن المكروه من قبيل الجائز، والشافعية قالوا: تجوز النيابة بشرط الإذن؛ لأن "كل ما يحتاج للنية عندهم لا يُفْعَلُ عن الغير إلا بإذنه كإخراج زكاة الفطرِ وغيرها فاحفظ ذلك فإنه مهم"(4)، والحنفية اشترطوا نية الموكِّل؛ إذ العبرة عندهم "لنية الموكِّل لا لنية الوكيل؛ وسواء نوى الموكِّل وقت الدفع إلى الوكيل أو وقت دفع الوكيل إلى الفقراء أو فيما بينهما"(5)، واختلف قول الحنابلة في ذلك: فقيل: أجزأت من غير نية، وقيل: لاتجزئ إلا بالنية(6).
(11) اللباب في شرح الكتاب لعبد الغني الغنيمي(ت1298هـ): (1/ 157). (12) الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي: (3/ 1977). (13) تفسير القرطبي: سورة التوبة: (الآية: 60): (8/ 175). (13) فتوى اللجنة الدائمة بإدارات البحوث العلمية والإفتاء برقم (12572) انظر: مجموع فتاوى اللجنة الدائمة: (ـ9/371).
اللَّهُ الصَّمَدُ (2) وقوله: ( الله الصمد) قال عكرمة ، عن ابن عباس: يعني الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم. قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه ، هذه صفته لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهار. وقال الأعمش ، عن شقيق عن أبي وائل: ( الصمد) السيد الذي قد انتهى سؤدده ورواه عاصم ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود مثله. وقال مالك عن زيد بن أسلم: ( الصمد) السيد. وقال الحسن وقتادة: هو الباقي بعد خلقه. وقال الحسن أيضا: ( الصمد) الحي القيوم الذي لا زوال له. وقال عكرمة: ( الصمد) الذي لم يخرج منه شيء ولا يطعم. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الإخلاص - الآية 2. وقال الربيع بن أنس: هو الذي لم يلد ولم يولد. كأنه جعل ما بعده تفسيرا له ، وهو قوله: ( لم يلد ولم يولد) وهو تفسير جيد. وقد تقدم الحديث من رواية ابن جرير ، عن أبي بن كعب في ذلك ، وهو صريح فيه. وقال ابن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، ومجاهد ، وعبد الله بن بريدة ، وعكرمة أيضا ، وسعيد بن جبير ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطية العوفي ، والضحاك ، والسدي: ( الصمد) الذي لا جوف له.
ماهو معنى الصمد - منبع الحلول
وقال آخرون: قد انتهى سُؤدده. * ذكر من قال ذلك: حدثني أبو السائب, قال: ثني أبو معاوية, عن الأعمش, عن شقيق, قال: الصمد: هو السيد الذي قد انتهى سؤدده. حدثنا أبو كُرَيب وابن بشار وابن عبد الأعلى, قالوا: ثنا وكيع, عن الأعمش, عن أبي وائل, قال: ( الصَّمَد): السيد الذي قد انتهى سؤدده; ولم يقل أبو كُرَيب وابن عبد الأعلى سؤدده. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن الأعمش, عن أبي وائل مثله. حدثنا علي, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, في قوله: ( الصَّمَدُ) يقول: السيد الذي قد كمُل في سُؤدَده, والشريف الذي قد كمل في شرفه, والعظيم الذي قد عظم في عظمته, والحليم الذي قد كمل في حلمه, والغني الذي قد كمل في غناه, والجبَّار الذي قد كمل في جبروته, والعالم الذي قد كمل في علمه, والحكيم الذي قد كمل في حكمته, وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد, وهو الله سبحانه هذه صفته, لا تنبغي إلا له. ماهو معنى الصمد - منبع الحلول. وقال آخرون: بل هو الباقي الذي لا يفنَى. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, في قوله: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) قال: كان الحسن وقتادة يقولان: الباقي بعد خلقه, قال: هذه سورة خالصة, ليس فيها ذكر شيء من أمر الدنيا والآخرة.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الإخلاص - الآية 2
[ ص: 168]
السؤال الثاني: ما الفائدة في تكرير لفظة الله في قوله: ( الله أحد الله الصمد) ؟. الجواب: لو لم تكرر هذه اللفظة لوجب في لفظ ( أحد وصمد) أن يردا إما نكرتين أو معرفتين ، وقد بينا أن ذلك غير جائز ، فلا جرم كررت هذه اللفظة حتى يذكر لفظ أحد منكرا ولفظ الصمد معرفا.
الآية تهدف إلى إنهاء الجدل عن أحدية الله وأنّه الخالق الأوحد المفصول عن كثرة الخلق، وهو، لم يلد ولم يولد أي البعيد كلّ البعد عن العملية الجنسية، فهو الحارث/ المحراث / الباذِر / المُنْبِت، دون أيّ دلالة على الفعل الجنسي. وعليه تعني الصّمد ؛ المحراث/ الخالق / الباذِر والعصا اليابسة المصمتة التي لن تخرج منها فروعٌ/ أغصان، أبداً؛ لكنّها تحرث الأرض وناتج الحراثة أي الخلق، لا علاقة له بها بالنسب أو بالرحم أو الدّم ؛ إنْ كان فرعاً يقوم على الأصل أو بذاراً ينثر في الأرض، فينبت؛ وبذلك لايوجد نسبة ما أو صلة ما، ففعل الخلق الإلهي يأتي من مختلفٍ بالمطلق عن المخلوق، فلا يمكن أنْ يقاس المخلوق إلى الخالق ومن هنا نفهم معنى كلمة " المصمت " الذي ليس بأجوف ولا يخرج منه شيء وكل النفي الذي يقع على الله كي لا يتشابه مع المخلوق وأفعاله. بريبةٍ إيجابية نستطيع القول: إنّ معنى كلمة " الصّمد" قد أتضح قليلاً مع الأخذ بالاعتبار أنّ معنى الكلمة يجب أن يظلّ مفتوحاً للبحث حيث أن الاكتشافات الأركيولوجية والإناسية واللغوية تقدم لنا دوماً الجديد الذي يجعلنا نقف مطولاً مع النتائج التي توصلنا إليها وإعادة السؤال من جديد وبشكل أبدي.