∆ اعتدال الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة إذ رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ). ∆ النقاء والصفاء فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ).
- اذا احبك الله عليه وسلم
اذا احبك الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم: (إن عِظمَ الجزاءِ معَ عظمِ البلاءِ و إنّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم فمن رضِيَ فله الرِّضا و من سخِطَ فلَهُ السُّخطُ) إسناده حسن. وهذا من عظيم رحمة الله بعبده، فإنَّ في ذلك تمحيصًا لهم من الذنوب، وتفريغًا لقلوبهم من الشغل بالدنيا، غيرة منه عليهم أن يقعوا فيما يضرهم في الآخرة، فجميع ما يبتليهم به إنما هو رفعة لهم في درجات الجنان..
فأحبكم الله، وإذا أحب الله عبدًا اصطنعه لنفسه، واجتباه لمحبته، ورزقه حب الناس له، ومن أَحَبَهُ الناس فقد أوتي خيرا كثيرا، اللهم ونحن نشهد لك بأنا نحبهم، يحملون هموم الناس، لا يفرقون بين هذا وذاك، كل الخلق أخوانهم، يحبون للناس ما يحبون لأنفسهم، قلوبهم نقية لا يحملون الحقد حتى على أعدائهم، عدوهم عدو الله فقط، رزقكم العلم والقيادة، وتغربتم وصبرتم، وجرحتكم ألسنة الناس، فزددتم حبا لهم، أنتم معنى الأنسانية، ورزقكم بعد ذلك الشهادة، واحدا تلو الآخر، وساما لتتويج حياتكم الشريفة.