وفي رواية لحديث ابن عمر: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " أخرجه مسلم ( 16)
فدل هذا على أن التوحيد هو حقيقة شهادة ( أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) وأن هذا هو الإسلام الذي بعث الله به نبيه إلى جميع الثقلين من الإنس والجن والذي لن يرضى الله من أحد دينا سواه. قال تعالى: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام) آل عمران/19
وقال جل شأنه: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) آل عمران/85. إذا علم هذا فليعلم أن التوحيد قد قسمه العلماء إلى ثلاثة أقسام وهي:
توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات. تعريف التوحيد وأقسامه وأنواعه وأهميته - موقع المرجع. فتوحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والإحياء و الإماتة ، ونحو ذلك. وأدلة هذا التوحيد كثيرة جدا في الكتاب والسنة ، ويراجع السؤال ( 13532) للتعرف على بعضها. فمن اعتقد أن هناك خالقا غير الله ، أو مالكا لهذا الكون متصرفا فيه غير الله فقد أخل بهذا النوع من التوحيد ، وكفر بالله.
- تعريف التوحيد وأقسامه وأنواعه وأهميته - موقع المرجع
- أقسام التوحيد
- أنواع التوحيد الثلاثة - عبد الكريم بن عبد الله الخضير - طريق الإسلام
- ما أقسام التوحيد، وهل لا بد للإنسان أن يعرفها؟
تعريف التوحيد وأقسامه وأنواعه وأهميته - موقع المرجع
ولهذا جرت سنة القرآن الكريم على سوق آيات الربوبية مقرونة بآيات الدعوة إلى توحيد الألوهية، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة البقرة: 21 ،22]. ما اقسام التوحيد. وأما توحيد الألوهية فهو متضمن لتوحيد الربوبية، لأن من عبد الله ولم يشرك به شيئًا فهذا يدل ضمنًا على أنه قد اعتقد بأن الله هو ربه ومالكه الذي لا رب غيره. وهذا أمر يشاهده الموحد من نفسه، فكونه قد أفرد الله بالعبادة ولم يصرف شيئًا منها لغير الله، ما هو إلا لإقراره بتوحيد الربوبية وأنه لا رب ولا مالك ولا متصرف إلا الله وحده. وأما توحيد الأسماء والصفات فهو شامل للنوعين معًا، وذلك لأنه يقوم على إفراد الله تعالى بكل ما له من الأسماء الحسنى والصفات العلى التي لا تنبغي إلا له سبحانه وتعالى، والتي من جملتها:
الرب - الخالق - الرازق - الملك، وهذا هو توحيد الربوبية.
أقسام التوحيد
عباد الله: أما القسم الثاني من أقسام التوحيد فهو توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ: وهو أن نُثبت للهِ - عزَّ وجلَّ - جميعَ أسمائه وصفاتِه التي أثبتها لنفسه في كتابهِ أو سُنَّة نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا نجعلُ لله مثيلاً في أسمائه وصفاته؛ كما قال سبحانه: { { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}} [الشورى: 11]، وقال جلَّ شأنُه: { { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}} [الأعراف: 180]. أيها المسلمون: أما القسمُ الثالثُ من أقسام التوحيد فهو توحيدُ الألوهية: وهو أن نفرِد الله تعالى بجميعِ أنواعِ العبادةِ، فلا يعبد غيرهُ ولا يدعى سواه، ولا يستغاثُ ولا يستعانُ إلا به، ولا ينذرُ ولا يذبحُ ولا ينحر إلا له؛ كما قال تعالى: { { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}} [الأنعام: 162]، وهذا القسمُ - عباد الله - كَفرَ به وجحدهُ أكثرُ الخلق، ومِن أجل ذلك أرسلَ اللهُ الرسلَ، وأنزلَ عليهمُ الكتبَ؛ قال تعالى: { { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}} [الأنبياء: 25].
أنواع التوحيد الثلاثة - عبد الكريم بن عبد الله الخضير - طريق الإسلام
ولا بد مع هذا التوحيد من الإيمان بالرسول ﷺ والشهادة بأنه رسول الله، وأنه خاتم الأنبياء.. لا بد من هذا، ولا بد أيضًا من الإيمان بجميع ما أخبر الله به ورسوله مما كان وما يكون، لا يتم التوحيد والإيمان إلا بهذا يعني: لا بد من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله في القرآن، أو في السنة الصحيحة من أمر الآخرة والجنة والنار، والحساب والجزاء، والصراط وغير ذلك، ولا بد من الإيمان بأن الله أرسل الرسل، وأنزل الكتب كما بيَّن في كتابه العظيم كالتوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم وموسى، كل هذا لا بد منه، يعني: بكل ما أخبر الله به ورسوله.
ما أقسام التوحيد، وهل لا بد للإنسان أن يعرفها؟
ومن الأسماء التي ثبتت لله -تعالى- في القرآن الكريم و السنة النبوية:
اسم الله القوي الذي يتضمن صفة القوة. واسم الله العزيز الذي يتضمن صفة العزة. واسم الله الكريم الذي يتضمن صفة الكرم ، قال تعالى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). [٦]
العلاقة بين أقسام التوحيد الثلاثة
وتُشكّل هذه الأقسام الثلاثة الإيمان بالله تعالى، والعلاقة بين هذه الأقسام تكامليّة، ولا يُجزئ الإيمان ببعضها عن الآخر، فلا يصح توحيد الربوبية من دون توحيد الأُلوهية، كما أنَّه لا يصح توحيد الأُلوهية من غير توحيد الربوبية. [٧]
فأي خلل في أي قسم من هذه الأقسام يؤدي إلى خلل في التوحيد كله، فمن آمن بتوحيد الربوبية، وأنَّ الله هو واحدٌ ومنزهٌ عن الشريك والولد، لَزمه من هذا الإيمان إفراد الله -تعالى- وحده بالعبادة، فما دام هو الإله فلا يَصح أن يُعبد غيره أبداً، [٧] قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
وقد يأتي زمان نحتاج فيه إلى تفصيل أكثر فيفصل العلماء ويقسموا ليسهلوا الفهم. وهذا بيان مختصر لمعنى أنواع التوحيد الثلاثة:
الإيمان بالربوبية: هو إفراد الله بأفعاله من خَلْق وإحياء وإماتة وغيرها. والإيمان بالألوهية: هو إفراد الله بأفعال العباد من قول أو فعل ظاهر أو باطن. فلا يُعبد إلا الله سبحانه وتعالى. والإيمان بالأسماء والصفات: هو إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه من غير تعطيل أو
تمثيل. رابعا:
تقسيم العلماء للتوحيد على هذا التقسيم ليس محدثاً بل هو معروف في القرن الثالث والرابع كما ذكر ذلك الشيخ العلامة بكر أبو زيد
عضو هيئة كبار العلماء في كتابه " الرد على المخالف " ، فنقل هذا التقسيم عن ابن جرير الطبري وغيره من العلماء. تنبيه: ما ذكره السائل من أن شيخ الإسلام ابن تيمية يقسم التوحيد إلى قسمين: توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ، ليس
بصحيح بل يقسمه إلى قسمين وهما توحيد المعرفة والإثبات وتوحيد القصد والطلب ، والأول منهما يتضمن توحيد الربوبية والأسماء والصفات
انظر مجموع الفتاوى ( 15/164) والفتاوى الكبرى ( 5/250)
والله أعلم.