ثم قال: والذي نفسي بيده لو جيء بالسماوات والأرضين وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ، فوضعن في كفة الميزان ، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى، لرجحت بهن". حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج، عن مجاهد "تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا" ذكر لنا أن كعباً كان يقول: غضبت الملائكة ، واستعرت جهنم ، حين قالوا ما قالوا. وقوله "وتنشق الأرض" يقول: وتكاد الأرض تنشق ، فتنصدع من ذلك "وتخر الجبال هدا"، يقول: وتكاد الجبال يسقط بعضها على بعض سقوطاً، والهد: السقوط ، وهو مصدر هددت ، فأنا أهد هداً. حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله "وتخر الجبال هدا" يقول: هدماً. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال: قال ابن عباس: "وتخر الجبال هدا" قال: الهد؟ الانقضاض. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد، في قوله "وتخر الجبال هدا" قال: غضباً لله ، قال: ولقد دعا هؤلاء الذين جعلوا لله هذا الذي غضبت السماوات والأرض والجبال من قولهم: لقد استتابهم ودعاهم إلى التوبة، فقال "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" [المائدة: 73] قالوا: هو وصاحبته وابنه ، جعلوهما إلهين "وما من إله إلا إله واحد" [المائدة: 73]... إلى قوله "ويستغفرونه والله غفور رحيم" [المائدة: 73].
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة مريم - القول في تأويل قوله تعالى "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا "- الجزء رقم18
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة مريم - القول في تأويل قوله تعالى "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا "- الجزء رقم18
حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد في قوله ( لقد جئتم شيئا إدا) قال: جئتم شيئا كبيرا من الأمر حين دعوا للرحمن ولدا. وفي الإد لغات ثلاث ، يقال: لقد جئت شيئا إدا ، بكسر الألف ، وأدا بفتح الألف ، وآدا بفتح الألف ومدها ، على مثال ماد فاعل. وقرأ قراء الأمصار ، وبها نقرأ ، [ ص: 258] وقد ذكر عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ذلك بفتح الألف ، ولا أرى قراءته كذلك لخلافها قراءة قراء الأمصار ، والعرب تقول لكل أمر عظيم: إد ، وإمر ، ونكر; ومنه قول الراجز: قد لقي الأعداء مني نكرا داهية دهياء إدا إمرا
ومنه قول الآخر: في لهث منه وحثل إدا
وقوله ( تكاد السماوات يتفطرن منه) يقول تعالى ذكره:
تكاد السماوات يتشققن قطعا من قيلهم ( اتخذ الرحمن ولدا) ومنه قيل: فطرنا به: إذا انشق. حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا) قال: إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال ، وجميع الخلائق إلا الثقلين ، وكادت أن تزول منه لعظمة الله ، وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك ، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين.
تفسير و معنى الآية 90 من سورة مريم عدة تفاسير - سورة مريم: عدد الآيات 98 - - الصفحة 311 - الجزء 16. ﴿ التفسير الميسر ﴾
تكاد السموات يتشقَّقْنَ مِن فظاعة ذلكم القول، وتتصدع الأرض، وتسقط الجبال سقوطًا شديدًا غضبًا لله لِنِسْبَتِهم له الولد. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«تكاد» بالتاء والياء «السماوات يتفطرن» بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق وفي قراءة بالنون «منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا» أي تنطبق عليهم من أجل. ﴿ تفسير السعدي ﴾
من عظيم أمره أنه تَكَادُ السَّمَاوَاتُ على عظمتها وصلابتها يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ أي: من هذا القول وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ منه، أي: تتصدع وتنفطر وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أي: تندك الجبال. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( تكاد السماوات) قرأ نافع " يكاد " بالياء هاهنا وفي " حم عسق " لتقدم الفعل وقرأ الباقون بالتاء لتأنيث السموات ( يتفطرن منه) هاهنا وفي " حم عسق " بالنون من الانفطار أبو عمرو وأبو بكر ويعقوب وافق ابن عامر وحمزة هاهنا لقوله تعالى: " إذا السماء انفطرت " ( الانفطار: 1) و " السماء منفطر " ( المزمل: 18) وقرأ الباقون بالتاء من التفطر ومعناهما واحد يقال: انفطر الشيء وتفطر أي: تشقق.