كان الشامخ - رحمه الله - طوال معرفتي به صادقًا مع نفسه ومع الناس، أمينًا على كل ما يوكل إليه من أعمال، قوي العارضة، لا تأخذه في الحق لومة لائم؛ فهو يُصرِّح برأيه ويدافع عنه بقوة، ولكن بأدب جمّ، وعبارة منتقاة. د محمد بن عبدالرحمن الشامخ - مكتبة نور. عرفت هذا منه في مناقشاته في مجلس قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وقد تأكد لي هذا بعد ذلك عندما عملتُ رئيسًا لقسم اللغة العربية خلال الفترة من 1403 - 1405، وكان الدكتور الشامخ رئيسَ لجنة الدراسات العليا في القسم، وكنا نتناقش كثيرًا في الأمور التي تتعلق بإقرار برنامج الدكتوراه من قبل كلية الدراسات العليا، والمعوقات التي كانت تعترض طريق إقراره. وقد قرأت مؤخرًا في جريدة الجزيرة (الأحد 19 ذي الحجة 1438، العدد 16418) أن الشامخ - رحمه الله - كان كثير البذل والإنفاق الذي لم يعرفه أقرب الناس إليه؛ فقد بنى مسجدًا بعنيزة، وجعل له وقفًا بجواره يُدر عليه، وبنى جامعًا كبيرًا خارج المملكة، يحوي مرافق، منها مركز لتحفيظ القرآن، وعيادة طبية للفقراء، وجعل لذلك وقفًا يدر عليه، وجهّز مركزًا صغيرًا لتدريب الشباب على الحاسب الآلي للتأهيل الوظيفي من سنة 1433، تخرج منه أعداد من الشباب. رحم الله الزميل والصديق العزيز الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشامخ، وأسكنه فسيح جناته.
موجز عن تاريخ الصحافة في المملكة العربية السعودية
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
للمؤلف بضعة كتب أصدر ستة منها منذ حوالي ثلاثين عاما ، وطبع أحدثها قبل ثلاثة عشر عاما. وقد ا نقضت الأعوام الخمسة الأولى التي حددتها دار النشر الكريمة حقا محفوظا لها ، فصارت حقوق الطبع بعد هذه العقود محفوظة للمؤلف. ولم يقم المؤلف منذ ذلك الحين بطبع شيء من هذه الكتب. موجز عن تاريخ الصحافة في المملكة العربية السعودية. ولك ن وجد في آلة النشر الإلكترونية التي تبعث الكتاب من مرقد ه في مخازن الكتب ، وتبثّه في آفاق المعرفة وسيلة قد تصله بقارىء كريم ي ص ّوب له رأي ا ، أو يرشده إ لى مصدر معرفي لم يعلم به. و في الأسطر التالية قائمة به ذه الم ؤلفات:
1- ال بحث عن أدب حديث يصلح الأرض العربي ة ولايفسد فيها 1421 هـ - 2000 م
2- إ عداد البحث الأدبي 1405 هـ - 1985 م
3- النثر الأدبي في الم ملكة العربية السعودية 1403 ه ـ - 1983 م
4- نشأة الصحافة في المملكة العربي ة السعودية 1402 هـ - 1981 م
5- التعليم في مكة والمدينة آخر العهد الع ثماني 1402 هـ - 1982 م
6- كاتب الحي 1403هـ - 1983 م
7- The Rise Of Mod er n Prose In Saudi Arabia - 1404 A. H
1984 A. D
وسوف ينسخ المؤلف إن شاء الله صور اً نصية م تتابعة لهذه الأبحاث
نشأة الصحافة في المملكة العربية السعودية
هذا الكتاب
دراسة تاريخية توثيقية لهذه الصحافة منذ نشأتها حتى منتصف القرن الماضي.
د محمد بن عبدالرحمن الشامخ - مكتبة نور
ربما لأنني كنت غريبًا ولا أحد سيصدقني إذا تفوهت بأي شيء، أو ربما لأن محفوظ ارتاح لي. بعد مدة اكتشفت أن الرأس وراء نجاحات تجارة آل الشامخ تعود لمحفوظ. أنا لم أقابل في حياتي رجلًا أذكى منه. أما حواء فقد كانت أقل حيلة لكنها أكثر لطفًا، كانت عفوية كالفتيات الجميلات اللاتي أراقب لعبهن في الحديقة من نافذة مكتبي. أكذب إذا قلت إنني لم أفكر بجسد حواء أول مرة رأيتها، كانت بيضاء ونضرة مثل جورجينا رزق، كانت تشبه أمي. "يُعجبك جسد حواء؟ أليس كذلك يا نور الدين؟" سألني محفوظ ذات مرة. "لا تكذب عليّ، لا بأس، حواء معجبة بك أيضًا. " عندما بدأنا ممارسة الحب، قال لي محفوظ إن والده إذا علم سيقتلني، أما باسل فلا خوف منه، فهو كلب تحت قدميه. اعتقدت خلال تلك الفترة أنه ربما، أعني ربما، يمكنني العيش بشكل طبيعي معهما إذا أمكننا الخروج من البلد. لكنني كنت أعلم أن ذلك مستحيل. كان عليّ أن أعرف أن مسألة اكتشاف باسل لعلاقتنا هي مسألة وقت. عندما حدث ذلك، أرسل باسل عدة رجال إلى منزلي. أخبروني أنني إذا تجرأت على العودة لمنزل آل الشامخ مجددًا، سيقتلونني. أستطيع تذوق طعم معدن رأس المسدس في فمي إلى اليوم، لسبب لا أفهمه. قضيت تلك الليلة ألعق جروحي في المستشفى المركزي.
ووقفنا وقفة مطولة عند مدرسة المهجر إيليا أبو ماضي وغيره، وكان للشعر السعوديّ بعد ذلك نصيب من الدرس بما يلائم المنجزات العتيدة، لم يمل علينا مذكرة ولا قرّر كتابًا بل هي جملة من الوقفات المنهجية على الظواهر والأعمال وكان علينا أن نلهث بعد ذلك في توسيع ما زواه في محاضرته بمراجعة الكتب والدواوين والدراسات، كان يحثنا على كثرة القراءة، قال لنا «اقرؤوا قبل أن يأتي يوم لا تستطيعون فيه القراءة». كانت من أعمال السنة التي نكلفها بعض البحوث التي نعدها متعلقة بالدرس الذي ندرسه، وتخيرت أن أكتب عن مسرحيات شوقي، وكان من حسن حظنا أن عددنا قليل فكان هذا يتيح أن نعرض ما كتبناه على الزملاء لمناقشته والاستفادة من الجهد المبذول فيه، ولا أنسى أنه غضب عليّ يوم عرضي موضوعي؛ وذلك أني عبرت تعبيرًا كنت استفدته من غيري وتابعته فيه من غير تأمل ولا تبصر، فقد قلت إن من حسنات حملة نابليون أن أدخلت المطبعة إلى مصر فأسهم ذلك في نهضتها وانتشار الكتب، لم يرض أن تحسب للمستعمر أي حسنة؛ ولكن غضبه هذا لم يغير ما فيه إنصاف؛ إذ وجدته يثني علي ثناءًا معجبًا عند الحديث عن الجانب التحليلي للمسرحيات.