بكاء وعويل، وصرخات أمهات ثكالى وزوجات فقدت أحباءها، وأبناء فقدوا آباءهم، لحظات مر عليها 13 عامًا ولم تنس حتى الآن من ذاكرة المصريين، وهي لحظات غرق عبارة السلام 98. بدأ الحادث الكارثي باختفاء عبارة السلام 98 – العائدة لشركة السلام للنقل البحري والتي غرقت وهي في طريقها من ضبا المدينة السعودية العائدة من منطقة تبوك إلى سفاجا - على بُعد 57 ميلًا من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر، وعلى متنها ١٣١٢مسافرًا و٩٨ من طاقم السفينة. غرفة عمليات الإنقاذ في أسكتلندا التقطت أول إشارات الاستغاثة من السفينة، وقامت بنقلها عبر فرنسا إلى السلطات المصرية وعرضت المساعدة، ولكن السلطات المصرية قالت إنه لم يصلها خبر عن وجود مشكلة بالعبارة، حسبما ورد في تقارير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشعب للتحقيق في غرق العبارة. غرق عبارة السلام. وقبل لحظات من غرق العبارة أجري قبطان السفينة "صلاح عمر" اتصالا بإدارة الشركة يبلغها باندلاع الحريق، اقترح أن يعود مرة أخري إلي ميناء "ضبا" فالمسافة قليلة قياسًا بالمسافة بين موقع السفينة وميناء سفاجا، ولكن رفضت الشركة خشية أن يؤخذ ذلك كأداة ضدها، كما حدث في حادثة غرق عبارة السلام "95" في قناة السويس.
- فيديو نادر جداً من داخل السفينه السلام 98 قبل الغرق بدقيقتين - YouTube
فيديو نادر جداً من داخل السفينه السلام 98 قبل الغرق بدقيقتين - Youtube
عدد الركاب
كانت السفينة تحمل 1312 مسافراً و98 من طاقم السفينة وكانت هناك آراء متضاربة عن العدد الإجمالي للأشخاص الذين كانوا على متن السفينة فاستناداً إلى تلفزيون "النيل"، عن محافظ البحر الأحمر، فإن العبارة كانت تقل 1415 شخصاً بينهم 1310 من الرعايا المصريين بالإضافة إلى طاقم الملاحة المؤلف من 104 فرداً وذكرت قناة النيل المصرية الرسمية أن 115 أجنبيّاً على الأقل كانوا على متن العبارة، بينهم 99 سعوديّاً، وكان معظم المسافرين مواطنين مصريين كانوا يعملون في السعودية وبعض العائدين من أداء مناسك الحج وكانت السفينة تحمل أيضاً 220 سيارة على متنها. الصندوق الأسود
بعد الحادث تمكّنت فرق البحث والإنقاذ من العثور على الصندوق الأسود للعبارة سلام 98 وتمكنوا من الاستماع إلى حديث طاقم السفينة قبل غرق السفينة بلحظات قليلة والتي أوضحت حيرة القبطان ومساعده في عملية إنقاذ السفينة من الغرق وتبين أن السفينة كانت تميل إلى اليمين وأن القبطان كان يأمر الركاب بالاتجاه إلى اليسار في محاولة منه لإعادة التوازن للعبارة. وتبين أيضاً أن العبارة كانت تميل 20 درجة ثم زاد الميل إلى 25 درجة وهو مؤشر خطير مما جعل المساعد يتأكد أن العبارة في طريقها إلى الغرق وأوضح التسجيل أن الركاب كانوا يرددون الشهادتين وعبارة لا حول ولا قوة إلا بالله التي كانت آخر عبارة قبل انقطاع الصوت.
وعرضت المساعدة. السلطات المصرية من جهتها قالت أنها لم يصلها خبر وجود مشكلة بالعبارة (من الشركة المالكة) إلا بعد 6 ساعات من استغاثة العبارة. مصير القبطان [ تحرير | عدل المصدر]
قال العديد من الركاب أن القبطان كان أول من غادر العبارة وأنهم شاهدوه يغادر العبارة على متن قارب صغير مع بعض معاونيه [1]. إلا أن الأخبار الواردة من مصر في البداية لم تشر للقبطان في البداية، ثم ما لبثت أن أشارت إلى أن بعض طاقم السفينة أفاد بوجود القبطان في غرفة القيادة مع كبير المهندسين حتى اللحظة الأخيرة و أوامره لهم بالخروج و النجاة بأنفسهم. عمليات البحث والإنقاذ [ تحرير | عدل المصدر]
في الساعة 23:58 UTC من 2 فبراير 2006 التقطت غرفة الإنقاذ الجوية-البحرية التابعة لسلاح الجو البريطاني في مدينة كِنْلوس Kinloss في أسكتلندا اشارات استغاثة اوتوماتيكية ساتلية من السفينة وقامت الغرفة بنقل الأشارات إلى السلطات المصرية عن طريق فرنسا [2]. وفي 3 فبراير نقلت وكالة رويتر تقارير عن عشرات الجثث الطافية على سطح البحر الأحمر وقامت 4 فرقاطات مصرية بعمليات البحث و الأنقاذ وقامت السفينة الحربية البريطانية HMS Bulwark بالإنحراف عن مسارها المعتاد للمساعدة في عمليات الأنقاذ ورفضت السلطات المصرية عرضا من القوات البحرية الاسرائيلية بالمساعدة في عمليات الأغاثة [3].