وحسب الكتاب أن يثير فى القارئ أعذب الذكريات وأن يولجه أبواب الحياة الإنسانية فى أخصب معاناتها وأنبل مشاعرها وحسبه أن يوقظ فى نفسه متعة التذوق الفنى وبهجة الإبداع القصصى. إخضاع الكلب
أحمد الفخرانى
2021
بعد تعرُّضه للخيانة، ينتقل المصور هارون عبدالرحيم إلى مدينة دهب فى جنوب سيناء، آمِلًا فى إقامة حصن من العزلة يحميه من الشر، من التجربة، إلا أن الراوى المُصاب بفوبيا من الكلاب، يجد نفسه مُضطرًّا لرعاية كلب، ليخوضا معًا صراعًا خفيًّا، يعمد فيه كلاهما إلى إخضاع الآخر، ليختبر مشاعر هى مزيج من الخوف والحنان والعنف، والبحث عن الحب المفقود، والشك فى وجوده.
- مسلسل ابواب الخوف الحلقة 9
مسلسل ابواب الخوف الحلقة 9
ومجدّداً يتجلى الأثر الأسوأ للحرب بحصر تفكير كتّاب الدراما ومخرجيها بسياسة "كسر العظم السوري"، وتسييس المسلسلات وتضييق الأفق الجمالي والفكري، بحيث يبدو العمل الدرامي أنه يحمل رسائل سياسية مباشرة ومملّة، تصلح لنشرات الأخبار أكثر مما تصلح لأي عمل فنّي يقدّم حلاً أو فكرة للخلاص. مسلسل ابواب الخوف الحلقة 8. تلك القصديّة الفنية المؤدلجة باتت أكثر رحابةً من أقفاصٍ تسجن النصوص الدرامية داخل الورق مؤتمرةً بنواهي الرقيب، ومتقرّبةً من رؤى السلطة لمسار الأحداث داخل البلاد. لذا أخفقت في أن تعكس مردوداً معرفيّاً على البنية الفكرية للمجتمع، وهذا بفعل تمكّن الأدوات القمعية الرقابية للسلطة تارّةً، وبفعل ميراثٍ طويلٍ من الخوف تارةً أخرى. لذا نجد أنَّ الدراما السورية، في أكثر من خمسة عقود، لم تكسر طوق ما يمكن تسميتها "الوطنيات الحماسية"، بعدما تخفّفت من أحمال الواقع المصوغ سياسياً، وغضّت النظر عن بلادٍ مُعْتلّة من كلّ جوانبها، فتقشّفت نصوصها عن تقديم الحياة بصورتها القاتمة، لتغدو الأزمة السياسية العميقة التي ما زالت تعيشها سورية مجرّد فقّاعة تطفو على سطح الواقع المقترح دراميّاً.
نستطيع أن نجزم باطمئنان أنّ صناعة الفن السوري لم تكن مصدراً موثوقاً لعرضِ السردية الواقعية الاجتماعية. رغم هذا، ومع الاستقلاليّة المحدودة، ولو على استحياء، وفي حقلٍ سياسي ملغّم باحتمالات العقاب، والاستلحاق، والتواطؤ، لم يتوانَ صنّاعه عن تطوير جمالية سوداوية الواقع السوري، وتوسيع دائرة النقاش العام، والاقتراب من حدود المحرّمات، في وقتٍ كانت تثبت فيه السلطة الحاكمة خواء اللغة الإصلاحية الطنّانة، واستمرار دولة البوليس القمعية. مسلسل ابواب الخوف الحلقة 5 الخامسة - عرب ليونز. وبالاعتماد على الأشكال الفنية النقدية لعقدي سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، والتي صوّرت حاضراً متدهوراً في وقتٍ لم تقترح فيه مستقبلاً خلاصياً، أهم ما ميّز تلك الحقبة نظرية "التنفيس جزئياً"، حيث نُسبت للنظام سيطرة شبه كاملة على إيجاد المعنى الفني المُراد إيصاله إلى الجمهور السوري، من خلال الضغط على الفنّانين البارزين من أجل دفعهم إلى ذمّ النظام، وهو ما تُطلق عليه عبارة "النقد بالتكليف". وتضمن الرقابة "الملتبسة" عدم معرفة الفنانين، وجماهيرهم، إن كانوا فعلاً يعارضون النظام أم يطبّقون تعليماته. في المقابل، ينبغي ألا ننسى أنّ المسرح يظلّ على حدّ تعبير الفرنسي جان فيلار أكثر الفنون المهدّدة بالتوقف أو الاضمحلال حين يفقد الحرية.