في صحبة الحبيب
ذكرنا أن الرحمة النبوية اتسعت لتشمل الكافر فضلا عن المسلم الموحد، ونزيد هنا أن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم تجاوزت الجنس البشري حتى شملت الحيوان والجماد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر، فملأ خفه ماء، ثم امسكه بكفيه حتى رقى، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له» قالوا: يا رسول الله وان لنا في هذه البهائم لاجرا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «في كل كبد رطبة أجر» (متفق عليه). بهذه القاعدة العامة «في كل كبد رطبة أجر» سبق النبي صلى الله عليه وسلم جميع المنظمات والهيئات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الحيوان والرفق به، سبقها النبي صلى الله عليه وسلم بمئات السنين يوم قال: «عذبت امرأة في هرة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي اطعمتها وسقتها اذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض» (متفق عليه). والنبي صلى الله عليه وسلم يقصد بهذا تعليم اصحابه الرفق بالحيوان والاحسان اليه، ويبين لهم ان قتل الحيوان غير المأذون في قتله، او التسبب في قتله يمكن ان يكون سببا في دخول النار والعياذ بالله، وهذا امر لا تعرفه القوانين الوضعية التي يحكم بها الناس اليوم.
- رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان | عرب نت 5
- قدوتنا - حديث النبي عن الرحمة بالحيوان - YouTube
- رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان والجماد
- رحمة النبي "صلى الله عليه وسلم" بالحيوان
رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان | عرب نت 5
أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين، فهو الذي قال فيه ربنا عزو وجل: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، بل هو الرحمة المهداة للكون بأسره وليس بني آدم فقط، يقول تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وهو ما يشمل الإنس والجن والحيوان والمخلوقات أجمعين. وقد تجلت رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحيوانات في مواقف كثيرة نقلتها لنا كتب الحديث وكتب السيرة النبوية المشرفة، في معجزات باهرات، فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسير يومًا في بستان أحد الأنصار، فرآه جمل من بعيد فحن إليه الجمل وأتاه مسرعًا واقترب منه وهو يبكي ومال على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كأنه يحدثه، فمسح رسول الله سراته وذفراه فسكن الجل فقال النبي: من صاحب الجمل؟، فقال شباب من الأنصار: هو لي يا رسول الله، قال النبي: "أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله لك إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه". وقد ارشدنا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في مواضع كثيرة إلى حسن معاملة الحيوانات، فذكر لنا قصة المرأة التي دخلت النار في "قطة" حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
قدوتنا - حديث النبي عن الرحمة بالحيوان - Youtube
وعن زيد بن
خالد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( لَا تَسُبُّوا
الدِّيكَ فَإِنَّهُ يُوقِظُ لِلصَّلَاةِ) (رواه أبو
داود، وصححه الألباني) ، فنهي النبي
عن سب الديك، وبيَّن سبب ذلك أنه يوقظ الناس للصلاة، فيا خيبة مَن يقع في أعراض
العلماء والدعاة والمصلحين الذين يدلون الناس علي الخير! هذا فيض مِن
غيضٍ مِن رحمته -صلى الله عليه وسلم-، والتي تجعل قلبك يرق تجاه هذه العجماوات؛
فكيف حال قلبك تجاه مَن قام بذلك -صلوات ربي وتسليماته عليه-؟! والحمد لله رب
العالمين. قدوتنا - حديث النبي عن الرحمة بالحيوان - YouTube. موقع أنا السلفي
رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان والجماد
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: أنه دخل على يحيى بن سعيد وغلام من بني يحيى رابط دجاجة يرميها ، فمشى إليها ابن عمر حتى حلها، ثم أقبل بها وبالغلام معه، فقال: ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير للقتل، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل)( البخاري). والتصبير: أن يحبس ويرمى. ومن رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه نهى أن يحول أحد بين حيوان أو طير وبين ولده. فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمرَة (طائر صغير) معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تُعَرِّشُ(ترفرف بجناحيها)، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ( من فجع هذه بولدها؟، ردوا ولدها إليها)( أبو داود). ومن صور رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان نهيه عن المُثْلة بالحيوان، وهو قطع قطعة من أطرافه وهو حي، ولعَن من فعل ذلك.. فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من مَثَّل بالحيوان)( البخاري). وعن جابر - رضي الله عنه -: ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر عليه حمار قد وُسِمَ(كوي) في وجهه، فقال: لعن الله الذي وسمه)( مسلم).
رحمة النبي &Quot;صلى الله عليه وسلم&Quot; بالحيوان
من عذب حيوانا عذِّب بالنار:
إن استقراء صور الرحمة بالحيوان في سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر يطول، فقد تعددت مظاهر وصور هذه الرحمة، ومن ذلك نهيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تعذيب الحيوان وحبسه حتى الموت، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ سَقَتْهَا، إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلاَ هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ» رواه البخاري (حديث رقم:3482). أمره صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الحيوان عند إرادة ذبحه:
لقد أمر صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى البهيمة في كل حال لاسيما حال ذبحها ، وأثنى على من فعل ذلك، بل ونهى أن تحد آلة الذبح أمامها، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» البخاري حديث رقم: (1955).
ومن صور رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان ـ، أن بين لنا أن الإحسان إلى البهيمة من موجبات المغفرة..
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى(التراب) من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له.. قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرا ؟، فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر)( البخاري). وأعجب من ذلك ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( بينما كلب يطيف بركية (بئر)، قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها(خُفَّها)، فاستقت له به، فسقته إياه، فغفر لها به)( البخاري). وفي المقابل أوضح لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الإساءة إلى البهائم ربما أودت بالعبد إلى النار، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( دخلت امرأة النار في هِرَّة(قطة)، ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا)( مسلم).