الخميس 5 جمادي الأولى 1430هـ - 30 ابريل 2009م - العدد 14920
تشخيص الحالة بحاجة إلى فريق طبي متخصص قبل إعلانها
تخطيط المخ يستخدم في تشخيص الوفاة الدماغية
أحد المواضيع التي يحيط بها الغموض، هو موضوع الوفاة الدماغية. فقد تعارف الناس منذ القدم أن الوفاة تعني توقف التنفس وتوقف القلب. أما في الإسلام فإن مفهوم الموت هو خروج الروح من الجسد بواسطة ملك الموت، قال الله تعالى (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون) (السجدة 11). ولاشك أن الروح أمر من أمور الغيب قال تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) (الإسراء 85). تفسير: قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون - شبكة الوثقى. ولذا فإن دخول الروح إلى الجسد أو خروجها منه لا نستطيع أن نعرفه إلا بعلامات تدل عليه يستدل بها الأطباء على وجود الحياة في الجسد. ومع التقدم العلمي ومعرفة الدورة الدموية تبين أن الموت هو توقف لا رجعة فيه في هذه الدورة الدموية. وبما أن الدماغ لا يستطيع أن يبقى حيا سوى بضع دقائق عند انقطاع التروية الدموية عنه فإن خلايا المخ هي أول الخلايا تأثرا عند انقطاع الدورة الدموية. ومع تطور أجهزة الإنعاش الطبي أصبح بالإمكان المحافظة على التنفس وعمل القلب بصورة مرضية حتى لو كان الدماغ لا يعمل أو أن أعصاب الدماغ قد أصابها عطب دائم أو وفاة وتحلل كامل لخلاياها.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة السجدة - القول في تأويل قوله تعالى " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم "- الجزء رقم20
قال الفخر: هاهنا بحثان: البحث الأول: أنه تعالى قال: {الله يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مِوْتِهَا} [الزمر: 42] وقال: {الذى خَلَقَ الموت والحياة} [الملك: 2] فهذا النصان يدلان على أن توفي الأرواح ليس إلا من الله تعالى. ثم قال: {قُلْ يتوفاكم مَّلَكُ الموت} [السجدة: 11] وهذا يقتضي أن الوفاة لا تحصل إلا من ملك الموت. ثم قال في هذه الآية: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} فهذه النصوص الثلاثة كالمتناقضة. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة السجدة - القول في تأويل قوله تعالى " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم "- الجزء رقم20. والجواب: أن التوفي في الحقيقة يحصل بقدرة الله تعالى، وهو في عالم الظاهر مفوض إلى ملك الموت، وهو الرئيس المطلق في هذا الباب، وله أعوان وخدم وأنصار، فحسنت إضافة التوفي إلى هذه الثلاثة بحسب الاعتبارات الثلاثة والله أعلم. البحث الثاني: من الناس من قال: هؤلاء الرسل الذين بهم تحصل الوفاة، وهم أعيان أولئك الحفظة فهم في مدة الحياة يحفظونهم من أمر الله، وعند مجيء الموت يتوفونهم، والأكثرون أن الذين يتولون الحفظ غير الذين يتولون أمر الوفاة، ولا دلالة في لفظ الآية تدل على الفرق، إلا أن الذي مال إليه الأكثرون هو القول الثاني، وأيضًا فقد ثبت بالمقاييس العقلية أن الملائكة الذين هم معادن الرحمة والخير والراحة مغايرون للذين هم أصول الحزن والغم فطائفة من الملائكة هم المسمون بالروحانيين لإفادتهم الروح والراحة والريحان، وبعضهم يسمون بالكروبيين لكونهم مبادئ الكرب والغم والأحزان.
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - الله يتوفّى الأنفس حين موتها
قال: بلى. قال: فأعرض. فأعرض إبراهيم، ثم نظر إليه، فإذا برجل أسود ينال رأسه السماء، يخرج من فيه لهب النار، ليس من شعرة في جسده إلا في صورة رجل يخرج من فيه ومسامعه لهب النار، فغشي على إبراهيم، ثم أفاق وقد تحول ملك الموت في الصورة الأولى، فقال: يا ملك الموت، لو لم يلق الكافر من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه، [ ص: 683] فأرني كيف تقبض أنفاس المؤمنين؟ قال: أعرض. الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - الله يتوفّى الأنفس حين موتها. فأعرض، ثم التفت، فإذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها وأطيبه ريحا، في ثياب بيض، فقال: يا ملك الموت، لو لم ير المؤمن عند موته من قرة العين والكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه. وأخرج الطبراني ، وأبو نعيم ، وابن منده ، كلاهما في "الصحابة"، عن الخزرج: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال: «يا ملك الموت، ارفق بصاحبي، فإنه مؤمن». فقال ملك الموت: طب نفسا، وقر عينا، واعلم أني بكل مؤمن رفيق، واعلم يا محمد، أني لأقبض روح ابن آدم، فإذا صرخ صارخ قمت في الدار ومعي روحه، فقلت: ما هذا الصارخ؟! والله ما ظلمناه، ولا سبقنا أجله، ولا استعجلنا قدره، وما لنا في قبضه من ذنب، فإن ترضوا بما صنع الله تؤجروا، وإن تسخطوا تأثموا وتؤزروا، وإن لنا عندكم عودة بعد عودة، فالحذر الحذر، وما من أهل بيت شعر ولا مدر، بر ولا بحر، سهل ولا جبل، إلا أنا أتصفحهم في كل يوم وليلة، حتى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، والله لو أردت أن أقبض روح بعوضة، ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو يأذن [ ص: 684] بقبضها.
تفسير: قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون - شبكة الوثقى
وإذا فشل الدماغ وبالذات جذع أو عنق الدماغ الذي فيه المراكز الحيوية (اليقظة، التنفس، التحكم في الدورة الدموية) ومات موتًا لا رجعة فيه فإنه عندئذ يطلق تشخيص الوفاة الدماغية على المصاب، وهذا يعني أن الدماغ لا يعمل تمامًا، وأن الحالة دائمة ولا أمل طبيًا في عودة وظائف المخ. ويتبع الأطباء عددًا من الخطوات والاختبارات السريرية قبل الإعلان أن المريض متوفى دماغيًا. ولكل مركز صحي متخصص نظامه المُقَر والذي يُتَّبَع قبل إعلان حالة الوفاة الدماغية. و في العادة يتبع الإجراء التالي:
• الفحص السريري لتقييم وجود أي من وظائف جذع أو عنق المخ كغياب الأفعال المنعكسة من جذع الدماغ، ويقوم به طبيبان أو أكثر،
• وتخطيط كهربائية المخ (في العادة مرتين على الأقل) للتأكد من عدم وجود أدنى نشاط كهربائي في الدماغ
• وغيرها من الاختبارات التي يجريها المختصون وتعاد مرة أخرى بعد عدد من الساعات. • ويقوم الأطباء كذلك بالتأكد من عدم وجود تنفس بعد إيقاف جهاز التنفس الصناعي لمدة عشر دقائق بشروط معينة، منها استمرار دخول الأكسجين بواسطة أنبوب يدخل إلى القصبة الهوائية، ومنها إلى الرئتين، وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم إلى حد معين أكثر من 50 مم من الزئبق في الشريان.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١) ﴾
يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لهؤلاء المشركين بالله: ﴿يتوفاكم ملك الموت﴾ ، يقول: يستوفي عددكم بقبض أرواحكم ملك الموت الذي وكل بقبض أرواحكم، ومنه قول الراجز:
إنَّ بَني الأدْرَمِ لَيْسُوا مِنْ أحَدْ... وَلا تَوَفاَّهُمْ قُرَيْشٌ فِي العَدَدْ [[البيتان لمنظور الوبري (اللسان: وفى) قال: وتوفيت عدد القوم إذا عددتهم كلهم. وأنشد أبو عبيدة لمنظور الوبري (بسكون الباء): * إن بني الأدرد ليسوا من أحد *... البيتان. أي لا تجعلهم قريش تمام عددهم، ولا تستوفى بهم عددهم. وفي رواية اللسان: الأدرد في موضع الأدرم من رواية أبي عبيدة. ولم يصرح أبو عبيدة باسم الشاعر منظور الوبري، ولعل صاحب اللسان رأى نسخة من مجاز القرآن فيها اسم الشاعر. وأنشد البيت صاحب التاج في (وفى) قال: وتوفيت عدد القوم: إذا عددتهم لهم. وأنشد أبو عبيدة لمنظور العنبري: * إن بني الأدرد ليسوا من أحد *
والأدرد فيه بالدال آخر الحروف، لا بالميم، كما في نسخة مجاز القرآن التي بأيدينا. وفي (اللسان: وفى): أورد ابن منظور البيت كرواية المؤلف، ونسبة إلى منظور الوبري.