وقيل يشربون عينا. وقال الزجاج المعنى من عين. ويقال: كافور وقافور. والكافور أيضا: وعاء طلع النخل وكذلك الكفرى; قاله الأصمعي. وأما قول الراعي: تكسو المفارق واللبات ذا أرج من قصب معتلف الكافور دراج فإن الظبي الذي يكون منه المسك إنما يرعى سنبل الطيب فجعله كافورا. يشرب بها قال الفراء: يشرب بها ويشربها سواء في المعنى ، وكأن يشرب بها يروى بها وينقع; وأنشد [ الشاعر أبو ذؤيب]: شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج قال: ومثله فلان يتكلم بكلام حسن ، ويتكلم كلاما حسنا. وقيل: المعنى يشربها والباء زائدة وقيل: الباء بدل ( من) تقديره يشرب منها; قاله القتبي. يفجرونها تفجيرا فيقال: إن الرجل منهم ليمشي في بيوتاته ويصعد إلى قصوره ، وبيده قضيب يشير به إلى الماء فيجري معه حيثما دار في منازله على مستوى الأرض في غير أخدود ، ويتبعه حيثما صعد إلى أعلى قصوره; وذلك قوله تعالى: عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا أي يشققونها شقا كما يفجر الرجل النهر هاهنا وهاهنا إلى حيث يريد. وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد ( يفجرونها تفجيرا) يقودونها حيث شاءوا وتتبعهم حيثما مالوا مالت معهم. وروى أبو مقاتل عن أبي صالح عن سعد عن أبي سهل عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله يفجرونها تفجيرا والأخرى الزنجبيل ، والأخريان نضاختان من فوق العرش إحداهما التي ذكر الله [ عينا فيها تسمى] ( سلسبيلا) والأخرى التسنيم " ذكره الترمذي الحكيم في ( نوادر الأصول).
تفسير سورة الإنسان الآية 5 تفسير السعدي - القران للجميع
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) عينا يشرب بها عباد الله قال الفراء: إن الكافور اسم لعين ماء في الجنة; ف " عينا " بدل من كافور على هذا. وقيل: بدل من كأس على الموضع. وقيل: هي حال من المضمر في مزاجها. وقيل: نصب على المدح; كما يذكر الرجل فتقول: العاقل اللبيب; أي ذكرتم العاقل اللبيب فهو نصب بإضمار أعني. وقيل يشربون عينا. وقال الزجاج المعنى من عين. ويقال: كافور وقافور. والكافور أيضا: وعاء طلع النخل وكذلك الكفرى; قاله الأصمعي. وأما قول الراعي: تكسو المفارق واللبات ذا أرج من قصب معتلف الكافور دراج فإن الظبي الذي يكون منه المسك إنما يرعى سنبل الطيب فجعله كافورا. يشرب بها قال الفراء: يشرب بها ويشربها سواء في المعنى ، وكأن يشرب بها يروى بها وينقع; وأنشد [ الشاعر أبو ذؤيب]: شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج قال: ومثله فلان يتكلم بكلام حسن ، ويتكلم كلاما حسنا. وقيل: المعنى يشربها والباء زائدة وقيل: الباء بدل ( من) تقديره يشرب منها; قاله القتبي. يفجرونها تفجيرا فيقال: إن الرجل منهم ليمشي في بيوتاته ويصعد إلى قصوره ، وبيده قضيب يشير به إلى الماء فيجري معه حيثما دار في منازله على مستوى الأرض في غير أخدود ، ويتبعه حيثما صعد إلى أعلى قصوره; وذلك قوله تعالى: عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا أي يشققونها شقا كما يفجر الرجل النهر هاهنا وهاهنا إلى حيث يريد.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة إلانسان - القول في تأويل قوله تعالى " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا "- الجزء رقم24
76-سورة الإنسان 6 ﴿6﴾ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا هذا الشراب الذي مزج من الكافور هو عين يشرب منها عباد الله، يتصرفون فيها، ويُجْرونها حيث شاؤوا إجراءً سهلا. هؤلاء كانوا في الدنيا يوفون بما أوجبوا على أنفسهم من طاعة الله، ويخافون عقاب الله في يوم القيامة الذي يكون ضرره خطيرًا، وشره فاشيًا منتشرًا على الناس، إلا مَن رحم الله، ويُطْعِمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه، فقيرًا عاجزًا عن الكسب لا يملك من حطام الدنيا شيئًا، وطفلا مات أبوه ولا مال له، وأسيرًا أُسر في الحرب من المشركين وغيرهم، ويقولون في أنفسهم: إنما نحسن إليكم ابتغاء مرضاة الله، وطلب ثوابه، لا نبتغي عوضًا ولا نقصد حمدًا ولا ثناءً منكم. إنا نخاف من ربنا يومًا شديدًا تَعْبِس فيه الوجوه، وتتقطَّبُ الجباه مِن فظاعة أمره وشدة هوله. تفسير ابن كثير
( عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا) أي: هذا الذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا بلا مزج ويروون بها; ولهذا ضمن يشرب " يروى " حتى عداه بالباء ، ونصب) عينا) على التمييز. قال بعضهم: هذا الشراب في طيبه كالكافور.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الإنسان - قوله تعالى عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر - الجزء رقم16
والأبْرارُ: جَمْعُ بَرٍّ بِفَتْحِ الباءِ، وجَمْعُ بارٍّ أيْضًا مِثْلُ شاهِدٍ وأشْهادٍ، والبارُّ أوِ البَرُّ المُكْثِرُ مِنَ البِرِّ بِكَسْرِ الباءِ وهو فِعْلُ الخَيْرِ، ولِذَلِكَ كانَ البَرُّ مِن أوْصافِ اللَّهِ تَعالى قالَ تَعالى (﴿إنّا كُنّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إنَّهُ هو البَرُّ الرَّحِيمُ﴾ [الطور: ٢٨]). (p-٣٨٠)ووَصْفُ بَرٍّ أقْوى مِن بارٍّ في الِاتِّصافِ بِالبِرِّ، ولِذَلِكَ يُقالُ: اللَّهُ بَرٌّ، ولَمْ يُقَلْ: اللَّهُ بارٌّ. ويُجْمَعُ بَرٌّ عَلى بَرَرَةٍ. ووَقَعَ في مُفْرَداتِ الرّاغِبِ: أنَّ بَرَرَةَ أبْلَغُ مِن أبْرارٍ. وابْتُدِئَ في وصْفِ نَعِيمِهِمْ بِنَعِيمِ لَذَّةِ الشُّرْبِ مِن خَمْرِ الجَنَّةِ لِما لِلَذَّةِ الخَمْرِ مِنَ الِاشْتِهارِ بَيْنَ النّاسِ، وكانُوا يَتَنافَسُونَ في تَحْصِيلِها. والكَأْسُ: بِالهَمْزِ الإناءُ المَجْعُولُ لِلْخَمْرِ فَلا يُسَمّى كَأْسًا إلّا إذا كانَ فِيهِ خَمْرٌ، وقَدْ تُسَمّى الخَمْرُ كَأْسًا عَلى وجْهِ المَجازِ المُرْسَلِ بِهَذا الِاعْتِبارِ كَما سَيَجِيءُ قَرِيبًا قَوْلُهُ تَعالى (﴿ويُسْقَوْنَ فِيها كَأْسًا كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا﴾ [الإنسان: ١٧]) فَيَجُوزُ أنْ يُرادَ هُنا آنِيَةُ الخَمْرِ فَتَكُونُ (مِن) لِلِابْتِداءِ وإفْرادُ كَأْسٍ لِلنَّوْعِيَّةِ، ويَجُوزُ أنْ تُرادَ الخَمْرُ فَتَكُونَ (مِن) لِلتَّبْعِيضِ.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الانسان - الآية 6
وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد ( يفجرونها تفجيرا) يقودونها حيث شاءوا وتتبعهم حيثما مالوا مالت معهم. وروى أبو مقاتل عن أبي صالح عن سعد عن أبي سهل عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله يفجرونها تفجيرا والأخرى الزنجبيل ، والأخريان نضاختان من فوق العرش إحداهما التي ذكر الله [ عينا فيها تسمى] ( سلسبيلا) والأخرى التسنيم " ذكره الترمذي الحكيم في ( نوادر الأصول). وقال: فالتسنيم للمقربين خاصة شربا لهم ، والكافور للأبرار شربا لهم; يمزج للأبرار من التسنيم شرابهم ، وأما الزنجبيل والسلسبيل فللأبرار منها مزاج هكذا ذكره في التنزيل وسكت عن ذكر ذلك لمن هي شرب ، فما كان للأبرار مزاجا فهو للمقربين صرف ، وما كان للأبرار صرفا فهو لسائر أهل الجنة مزاج. والأبرار هم الصادقون ، والمقربون: هم الصديقون.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) قال: يقودونها حيث شاءوا. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) &; 24-95 &; قال: مستقيد ماؤها لهم يفجرونها حيث شاءوا. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان ( يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) قال: يصرفونها حيث شاءوا.
{ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5)عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)} [الإنسان]
{ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا}: برت القلوب فبرت الجوارح فسماهم أبراراً لمحبتهم للبر ومحبتهم لفعل مراضي الله وطاعاته وقرباته من أفعال البر والتقوى, فأعد لهم في دار كرامته من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, ومن بين هذا النعيم يصف لنا ربنا سبحانه كؤوس الأبرار التي مزجها بالكافور شديد اللذة, إذ يشربون من هذه الكؤوس ويفجرون عينها وقتما شاؤوا وأينما وجدوا, ولا ينفد شرابها ولا يستنزف. قال تعالى: { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5)عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)} [الإنسان] قال السعدي في تفسيره: وأما { { الْأَبْرَارِ}} وهم الذين برت قلوبهم بما فيها من محبة الله ومعرفته، والأخلاق الجميلة، فبرت جوارحهم ، واستعملوها بأعمال البر أخبر أنهم { { يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ}} أي: شراب لذيذ من خمر قد مزج بكافور أي: خلط به ليبرده ويكسر حدته، وهذا الكافور في غاية اللذة قد سلم من كل مكدر ومنغص، موجود في كافور الدنيا ، فإن الآفة الموجودة في الأسماء التي ذكر الله أنها في الجنة وهي في الدنيا تعدم في الآخرة.