ومعنى أعفوا: أي: اتركوها وافية كاملة لا تقصوها، والإعفاء معناه ترك التعرض للحية أصلاً، وهذا يستلزم تكثيرها قطعًا. وقوله: وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه[16]. ابن عمر رضي الله عنهما: كان يتأوَّل قوله تعالى في التحلل من الإحرام: { مُحَلِّقين رؤوسَكم ومُقَصِّرين} ويرى أن اللحية من الرأس، ومادام لايمكنه حلقها، فليقصِّر منها، فكان يرى أنه إن ترك قدر القبضة كان ذلك كافيًا في الإعفاء، ولم بكن يصنع ذلك إلا في الحج أو العمرة ، ولم يصنعه في سائر العام؛ ولهذا قال النووي: والمختار ترك اللحية على حالها ولا يتعرض لها بتقصير شيء أصلا[17]. وقال ابن حزم: إعفاء اللحية فرض للأدلة السابقة[18]. الجواب على الفقرة الثالثة من السؤال وهي ما حكم حلق اللحية؟
أقول: ما سبق من الأوامر النبوية يقتضي وجوب إعفاء اللحية وإرخائها وتحريم حلقها، وقصها؛ لأن الأصل في الأوامر الوجوب، والأصل في النهي التحريم، ولا يجوز لأحد أن يصرف النصوص عن أصلها وظاهرها إلا بحجة صحيحة يحسن الاعتماد عليها، ولا حجة صحيحة لمن أخرج هذه الأحاديث عن أصلها وظاهرها[19]. قال أحمد الطحطاوي الحنفي: حلق اللحية لم يبحه أحد، وأخذها كلها فعل يهود الهند ومجوس الأعاجم[20].
- حكم حلق اللحية لتطول // محمد بن شمس الدين - YouTube
- حل لغز ما حكم حلق اللحية أو التقصير منها - سيد الجواب
- حدود اللحية وحكم حلقها - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
حكم حلق اللحية لتطول // محمد بن شمس الدين - Youtube
تاريخ النشر: الإثنين 6 جمادى الأولى 1423 هـ - 15-7-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 21149
51072
0
468
السؤال
ما حكم إطلاق اللحية؟ الرجاء توضيح آراء المعاصرين من العلماء دون تشدد. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان خلاف العلماء في حكم حلق اللحية والأخذ منها في الفتوى: 14055 ، والفتوى: 2711. وليعلم الأخ السائل أن التشدد في الدين مذموم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: يسروا، ولا تعسروا، وبشروا، ولا تنفروا. رواه البخاري، و مسلم. وهذا لفظ البخاري ، وفي رواية أخرى: إن الدين يسر، ولن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة، والروحة، وشيء من الدلجة. وقد بين العلماء معنى التشديد المنهي عنه في الحديث، فقال ابن حجر في شرح هذا الحديث: وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة، فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل. اهـ. وقال أيضًا: وقد يستفاد من هذا الإشارة إلى الأخذ بالرخصة الشرعية، فإن الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع، كمن ترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء، فيفضي به استعماله إلى حصول الضرر.
حل لغز ما حكم حلق اللحية أو التقصير منها - سيد الجواب
السؤال:
أريد معرفة حكم مايلي:
ما هي حدود اللحية بالضبط؟
اللحية هل إعفاؤها واجب، أو فرض, أو إطلاقها سنة، ولا إثم في حلقها؟
وما حكم القص منها وإلى أي حد يكون إطلاقها؟
هل حلقها حرام؟
وهل شعر الرقبة أسفل الذقن يعتبر من اللحية؟
الإجابة:
الحمد لله والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد:
أما الجواب على الفقرة الأولى من السؤال وهي حدود اللحية فأقول:
قال ابن منظور: اللِّـحية: اسم يجمع من الشعر ما نبت علـى الـخدّين والذقَن[1]. وقال ابن نجيم[2]: اللحية[3]: الشعر النابت على الخدين من عذار[4]، وعارض[5]، والذقن[6]. الجواب على الفقرة الثانية من السؤال وهي ما حكم إعفاء اللحية؟
قال الله تعالى حكاية عن هارون وموسى عليهما الصلاة والسلم: { قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}[7].
حدود اللحية وحكم حلقها - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
((حاشية العدوي)) (2/580). وقال أيضًا: (والظَّاهِرُ أَنَّ مَحَلَّ الحرمةِ... إذَا كان يحصلُ بالقصِّ مُثْلَةٌ وهو ظاهِرٌ عندَ عَدَمِ الطُّولِ أو الطُّولِ القليلِ وتجاوَزَ في القصِّ وأمَّا إذا طالَتْ قليلًا وكان القصُّ لا يحصلُ به مُثْلَةٌ فالظَّاهِرُ أنَّه خلافُ الأولَى). ((حاشية العدوي)) (2/581). وقال القرطبي: (وأمَّا إعفاءُ اللحيةِ: فهو توفيرُها وتكثيرُها... فلا يجوزُ حلقُها، ولا نتفُها، ولا قصُّ الكثيرِ منها). ((المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم)) للقرطبي (1/512). وقال الغزالي: (وقد اختَلفوا فيما طال منها؛ فقيل: إن قبَض الرجلُ على لحيتِه، وأخَذ ما فضَل عن القبضةِ فلا بأسَ، فقد فعَله ابنُ عمرَ وجماعةٌ مِن التابعين، واستحسنه الشعبيُّ وابنُ سيرينَ، وكرِهه الحسنُ وقتادةُ، وقالا: تركُها عافيةً أحبُّ؛ لقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «أعفوا اللِّحَى» والأمرُ فِي هذا قَريبٌ إنْ لم يَنْتَهِ إلى تقصيصِ اللحيةِ وتدويرِها مِن الجوانبِ). ((إحياء علوم الدين)) (1/143). وقال ابنُ حجرٍ: (قولُه: «خالفُوا المشركينَ» في حديثِ أبي هريرةَ، عند مسلمٍ: «خالفوا المجوسَ» وهو المرادُ في حديثِ ابنِ عمرَ، فإنَّهم كانوا يقصُّون لحاهم، ومنهم مَن كان يحلقُها).
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[24][25]. والجواب على الفقرة الأخيرة من السؤال وهي هل شعر الرقبة أسفل الذقن يعتبر من اللحية؟
لا بَأْسَ بِأَخْذِ الشعر الذي تَحْتَ حَلْقِهِ أي: الشعر النابت على جلد الحلق؛ لأنه ليس من اللحية[26]. والله أعلم. ـــــــــــــــــــــ
[1] لسان العرب ج 15 ص 243. [2] البحر الرائق ج1/ص16. [3] اللحي مفرد، واللحيان مثنى وهما عظمان في أسفل الوجه قد اكتنفاه(أمسكاه)، وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان. المعجم الوسيط2/820، شرح منتهى الإرادات ج1/ص56. [4] العذار: هو شعر نابت على عظم مرتفع يحاذي صِماخ الأذن أي: خرقها، يتصل من الأعلى بالصدغ (الصدغ: هو ما فوق العذار يحاذي رأس الأذن وهو من الرأس) ومن الأسفل بالعارض. كشاف القناع1/95، شرح منتهى الإرادات ج1/ص56. [5] العارض: صفحة الخد، وعارضتا الإنسان صفحتا خديه. وهو ما نبت من الشعر على الخدين ويمتد من أسفل العذار حتى يلاقي الشعر النابت على الذقن. المغني ج1/ص81، المعجم الوسيط 2/594. [6] الذقن: مجتمع اللحيين من أسفلهما. شرح منتهى الإرادات ج1/ص56. المعجم الوسيط 1/313. [7] سورة طه، الآية:94. [8] سورة الأنعام من الآية: 84-90. [9] صحيح البخاري ، برقم 4529.