ويذكر علماء النفس للإنسان ميول وأحاسيس طبيعية متعددة يختلفون في تحديدها وعددها ، ولكنهم متفقون بشكل عام على أنّ الإنسان له الأحاسيس الفطرية التالية:
1- الإحساس باللذة والألم
2- الإحساس بالعواطف والشهوات. 3- الميول الشخصية مثل حبّ الذات والرغبات الجنسية التي هدفها الإنسان نفسه. 4- الميول الراقية التي تدفع الإنسان نحو الكمال مثل:
• حبّ الاستطلاع والبحث عن الحقيقة الذي يدفع الإنسان لاكتشاف العلوم المختلفة ويؤدي إلى التقدم العلمي. أدلة إثبات وجود الله سبحانه وتعالى. • حبّ الجمال: ويدفع الإنسان إلى الإبداع في مجال الفنّ والرسم والتخطيط الاجتماعي للبيوت والمدن. • حبّ الخير: وهو سبب وجود الأخلاق الفاضلة والصفات الإنسانية الحميدة. • حبّ التدين: وهو الإحساس بوجود الله سبحانه وتعالى الذي يدفع الإنسان إلى الإيمان به والالتزام بالدين الذي أنزل من الله سبحانه وتعالى. ومن هنا نرى أنّ الفطرة الإنسانية تجد في أعماقها دافع الإيمان بالله سبحانه وتعالى وحبّ الالتزام بالدين ، مثلما تحس بأهمية الأخلاق الفاضلة وحبّ الجمال والاستكشاف للعلوم الطبيعية الذي أدّى إلى تطور البشرية في المجالات التقنية والعلمية. فالدين والأخلاق وحبّ الاستطلاع وحبّ الوطن كلها قيم إنسانية حقيقية تنبع من ذاته وفطرته ولا تحتاج إلى تعليم معلم ، بل تحتاج إلى تهذيب وتوجيه لكي تقود الإنسان إلى الكمال والرقى والتقدم والسعادة والرفاه.
- ادلة وجود ه
- شرح درس ادلة وجود الله تعالى للصف الحادي عشر
- ادلة وجود الله
ادلة وجود ه
فقال لهم: أنتم أنكرتم أن يكون لهذا الكون خالقا ، ولم تصدقوا أن تكون سفينة من غير قائد ، فاعترفوا وأقروا. وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، قال تعالى: { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون}(الطور:35-36) هما احتمالان لا ثالث لهما إلا الاعتراف بوجوده سبحانه والإيمان به. شرح درس ادلة وجود الله تعالى للصف الحادي عشر. الاحتمال الأول: أن يكون هذا الخلق من غير خالق ، وهذا مستحيل تنكره العقول إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق. والاحتمال الثاني: أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم وخلقوا السماوات والأرض ، وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه فضلا عن السماوات والأرض ، ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ، وهذا دليل غاية في القوة والبيان لذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال: " كاد قلبي أن يطير " كما ثبت ذلك عند البخاري. فهذه بعض الأدلة على وجوده سبحانه ، وهي أدلة من تأملها وأمعن النظر فيها لم يسعه إلا التسليم بها.
شرح درس ادلة وجود الله تعالى للصف الحادي عشر
فإما أن يقال بفطرية معرفة وجود الله كما يقال بفطرية هذه المعارف الأولية، وإما أن يقال بنفي المعارف الفطرية كلها، وحينئذ لا يمكن تثبيت استدلال عقلي، للحاجة إلى أساس ضروري يرجع إليه! اعتراض على دليل الفطرة:
من أشهر ما يعترض به على دليل الفطرة قول بعضهم:
إذا كان وجود الله مستقرا في الفطر، فلِمَ يؤثر عن بعض الناس إنكارهم لوجوده؟
والجواب: أن الإقرار بوجود الله إنما هو في حق من سلمت فطرته من الانحراف، أما من تعرض لأعاصير الشبهات حتى اقتلعت الفطرة السليمة من قلبه، فإنه يحتاج إلى نصب الأدلة العقلية، وجمع البراهين العلمية. وفساد الفطرة وتغيرها ليس أمرا محالا ولا بعيدا، فإن الإنسان قد يكون في بيئة ضالة منحرفة، فتتسرب إلى قلبه مؤثرات كثيرة، تبعده عن سواء السبيل. ادلة وجود الله. قال ابن تيمية: ''إن الإقرار والاعتراف بالخالق فطري ضروري في نفوس الناس، وإن كان بعض الناس قد يحصل له ما يفسد فطرته حتى يحتاج إلى نظر تحصل له به المعرفة'' (4). وهنالك وجه آخر في الجواب، وهو: أن المخالفين للفطرة، القائلين بإنكار الخالق، قلة قليلة في عموم البشر عبر التاريخ، كما سبق بيانه. ثم إن كثيرا منهم ينكر وجود الله في الظاهر، مع إقراره بوجوده في الباطن؛ كما ذكر الله تعالى عن فرعون وقومه في تعاملهم مع آيات الله سبحانه: { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} (النمل:14).
ادلة وجود الله
في مثل هذه الظروف القاهرة التي تبين لذات الإنسان ضعفه وضعف المخلوقات كلها ، يتوجه بوحي من فطرته إلى الله سبحانه وتعالى لأنّه يعلم إنّ الله قادر على مساعدته وإنقاذه من محنته. الفطرة في الأحاديث الكريمة:
وردت الإشارة إلى التوحيد و المعرفة الفطرية في كثير من الأحاديث الكريمة لأهل البيت (عليهم السلام). ومن هذه الأحاديث ما يلي:
1- قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): ( ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة، ثُمّ أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ، ثُمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم):( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)). 2- عن زرارة ، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) قال: سألته عن قول الله عزّ و جلّ: قال: فطرهم على التوحيد. ص281 - كتاب عودة الحجاب - أدلة القرآن الكريم - المكتبة الشاملة. 3- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) قال: سألته عن قول الله عزّ و جلّ: ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) ما تلك الفطرة؟ قال (عليه السّلام): (هي الإسلام ، فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد فقال:( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) وفيه المؤمن والكافر). 4- عن عبد الله بن كثير عن أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) في قول الله عزّ وجلّ: ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) قال (عليه السّلام): (التوحيد ومحمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين).
إنها الإنسان بما هو، قبل أن يتأثر بأفكار أسرته ومعلمه ومجتمعه. شرح الدليل:
ودليل الفطرة يعتمد على أنّ الإنسان لو ترك وذاته، بدون معلم أو مربي، فإنّه يشعر في أعماق نفسه ، وبما أودعه الله في خلقته بأنّ لهذا الكون خالقا خلقه ، ومكوناً كونه ، ومبدعاً أبدعه ، ومدبراً دبره. هذا الشعور نابع من فطرته وذاته وليس مما تعلمه من والديه وأهله. يولد معه، وينمو معه، ويبقى معه. لا يتغير بتغير الظروف، ولا يمكن انتزاعه من نفسه، لأنّه جزء لا يتجزأ منها. ادلة وجود ه. فكما أنّ غرائز الإنسان ذاتية له لا يمكن فصلها عنه ولا تحتاج إلى تعليم معلم ، وكما أنّ عواطف الإنسان وأحاسيسه جزء من خلقته وكيانه البشرى ، فإنّ شعوره الفطري الذاتي يدفعه دائما إلى الإيمان بأنّ لهذا الكون خالقاً ومدبراً وربّاً. ولو افترضنا إنساناً يولد في الصحراء بعيداً عن تعليم الأهل والمجتمع، ثُمّ يكبر هذا الإنسان حتى يبلغ سنّ الرشد ، فإنّه كما يعرف غرائزه وأحاسيسه، فسيعرف أنّ له ربّاً وخالقاً، خلقه وأوجده من العدم. وكما يعرف أنّه يحتاج إلى الطعام لسدّ جوعه ، وإلى الشراب لإرواء عطشه ، وإلى الجنس لإطفاء شهوته ، وغيرها من الغرائز في ذاته، فإنّه ليعرف كذلك من خلال فطرته بأنّه بحاجة إلى خالق لخلقه، وموجد له يوجده من العدم.