قال: فإنكم سترون ربكم كذلك). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة القيامة - الآية 23. لكن على الرغم من هذه الأحاديث هناك بعض العلماء يقولون: ﴿إلى ربها ناظرة﴾ ليس المراد من الآية النظر، وإنما النظر هنا بمعنى الانتظار، وهذا التفسير غير مقبول في اللغة؛ لأن الفرق شاسع بين النظر بمعنى الانتظار وبين النظر بمعنى المعاينة بالعين؛ وذلك أن النظر حينما يأتي بمعنى الانتظار فإن الفعل يتعدى بنفسه، ومنه
قوله تعالى: ﴿ انْظُرُونا نَقْتَبِسْ من نُوركم ﴾ قال الزجاج: قيل معنى أَنْظِرُونا انْتَظِرُونا ؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
أَبا هِنْدٍ فلا تَعْجَلْ علينا*** وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا
ولكن حينما أعني بالنظر المعاينة باللعين والبصر فإن الفعل يتعدى بحرف إلى فأقول لك: نظرت إليك. أي عاينتك بعيني ، قال أبو منصور: ومن قال إِن معنى قوله: ﴿إلى ربها ناظرة﴾ يعني منتظرة فقد أَخطأَ، لأَن العرب لا تقول نَظَرْتُ إِلى الشيء بمعنى انتظرته، إِنما تقول نَظَرْتُ فلاناً أَي انتظرته؛ ومنه قول الحطيئة:
نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ ِلْوِرْدِ*** طَالَ بها حَوْزِي وتَنْساسِي. 2 ـ﴿ووجوه يومئذ باسرة * تظن أن يفعل بها فاقرة ﴾ ( القيامة: 24 ـ 25). ﴿ووجوه يومئذ باسرة ﴾ أي وجوه هؤلاء مقطبة كالحة مضطربة قلقة.
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة القيامة - الآية 23
- موقع هدى القرآن الإلكتروني
- 31 فائدة من قصة موسى عليه السلام والفتاتين
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة القيامة - الآية 23
وَأَمَّا الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الثَّوَابِ فَكَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} [الإنسان: 9]. وَقَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: 52] وَمَا أشْبَهَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ. وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قَائِلٌ يَلْتَمِسُ وَجْهَ اللَّهِ، وَمَا أشْبَهَ ذَلِكَ مِمَّا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَهُوَ عَلَى مَعْنَى الثَّوَابِ
الرد علي الجهمية ص 54 2019-06-24, 08:38 PM #2 رد: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
قال ابو عبدالله بن بطة
باب الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصار رءوسهم فيكلمهم ويكلمونه لا حائل بينه وبينهم ولا ترجمان
اعلموا رحمكم الله: أن أهل الجنة يرون ربهم يوم القيامة. وقالوا: إن الله لا يراه العباد, ولا يكلمهم, ولا يكلمونه, فكذبوا بالقرآن والسنة, وإنما أرادوا بجحد رؤيته إبطال ربوبيته، لأنهم متى أقروا برؤيته أقروا بربوبيته؛ لأن الله تعالى جعل ثواب من صدق به بالغيب إيمانا أن يراه هذا عيانا.
18: البخاري: الرقاق (6565), ومسلم: الإيمان (193), وابن ماجه: الزهد (4312), وأحمد (3/244). 19: البخاري: التوحيد (7443), ومسلم: الزكاة (1016), وأحمد (4/256). 20: البخاري: تفسير القرآن (4880), ومسلم: الإيمان (180), وابن ماجه: المقدمة (186), وأحمد (4/416), والدارمي: الرقاق (2822). 21: البخاري: التوحيد (7445), ومسلم: الإيمان (138), والترمذي: تفسير القرآن (2996), وأبو داود: الأيمان والنذور (3243), وابن ماجه: الأحكام (2323), وأحمد (1/416). 22: سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:174
الشيخ مصطفى اسماعيل تلاوة من سورة القصص رائعة جدا (ولما ورد ماء مدين) مدارس التلاوة للقران الكريم - YouTube
موقع هدى القرآن الإلكتروني
وصدهما عن المزاحمة عادتهما لأنهما كانتا ذواتي مروءة وتربية زكية. وقرأ الجمهور { يصدر} بضم الياء وكسر الدال. وقرأه ابن عامر وأبو عمرو وأبو جعفر { يصدر} بفتح حرف المضارعة وضم الدال على إسناد الصدر إلى الرعاء ، أي حتى يرجعوا عن الماء ، أي بمواشيهم لأن وصف الرعاء يقتضي أن لهم مواشي. وهذا يقتضي أن تلك عادتهما كل يوم سقي ، وليس في اللفظ دلالة على أنه عادة. وكان قولهما { وأبونا شيخ كبير} اعتذاراً عن حضورهما للسقي مع الرجال لعدم وجدانهما رجلاً يستقي لهما لأن الرجل الوحيد لهما هو أبوهما وهو شيخ كبير لا يستطيع ورود الماء لضعفه عن المزاحمة. واسم المرأتين ( لَيَّا) و ( صَفُّورة). وفي سفر الخروج: أن أباهما كاهن مدْين. وسمّاه في ذلك السفر أول مرة رعْويل ثم أعاد الكلام عليه فسماه يثرون ووصفه بحمي موسى ، فالمسمى واحد. وقال ابن العِبري في «تاريخه»: يثرون بن رعويل له سبع بنات خرج للسقي منهما اثنتان ، فيكون شُعيب هو المسمى عند اليهود يثرون. 31 فائدة من قصة موسى عليه السلام والفتاتين. والتعبير عن النبي بالكاهن اصطلاح. لأن الكاهن يخبر عن الغيب ولأنه يطلق على القائم بأمور الدين عند اليهود. وللجزم بأنه شعيب الرسول جعل علماؤنا ما صدر منه في هذه القصة شرعاً سابقاً ففرعوا عليه مسائل مبنية على أصل: أن شرع من قبلنا من الرسل الإلهيين شرع لنا ما لم يرد ناسخ.
31 فائدة من قصة موسى عليه السلام والفتاتين
هذا الشاب الطاهر الذي لا يغش أحداً أمضى عدّة أيّام في الطريق، الطريق التي لم يتعود المسير فيها من قبل أبداً، ولم يكن له بها معرفة، وكما يقول بعضهم: اضطر موسى إلى أن يمشي في هذا الطريق حافياً، وقيل: إنّه قطع الطريق فيثمانية أيّام، حتى لقي ما لقي من النصب والتعب، وورمت قدماه من كثرة المشي. وكان يقتات من نبات الأرض وأوراق الشجر دفعاً لجوعه، وليس له أمام مشاكل الطريق وأتعابه إلاّ قلبه المطمئن بلطف الله الذي خلّصه من مخالب الفراعنة. وبدأت معالم "مدين" تلوح له من بعيد شيئاً فشيئاً، وأخذ قلبه يهدأ ويأنس لاقترابه من المدينة، ولما اقترب ثمّ عرف بسرعة أنّهم أصحاب أغنام وأنعام يجتمعون حول الآبار ليسقوا أنعامهم وأغنامهم. يقول القرآن في هذا الصدد: (فلما ورد ماء مدين وجد عليه أمّة من الناس يسقون ووجد من دونهما امرأتين تذودان) ( 1). فحركه هذا المشهد... ولما ورد ماء مدين وجد عليه. حفنة من الشبان الغلاظ يملأون الماء ويسقون الأغنام، ولا يفسحون المجال لأحد حتى يفرغوا من أمرهم.. بينما هناك امرأتان تجلسان في زاوية بعيدة عنهم، وعليهم آثار العفّة والشرف، جاء إليهما موسى(ع)ليسألهما عن سبب جلوسهما هناك و (قال ما خطبكما) ( 2). وَلِمَ لا تتقدمان وتسقيان الأغنام؟!
لم يرق لموسى(ع) أن يرى هذا الظلم، وعدم العدالة وعدم رعاية المظلومين، وهو يريد أن يدخل مدينة مدين، فلم يتحمل ذلك كله، فهو المدافع عن المحرومين ومن أجلهم ضرب قصر فرعون ونعمته عرض الحائط وخرج من وطنه، فهو لا يستطيع أن يترك طريقته وسيرته وأن يسكت أمام الجائرين الذين لا ينصفون المظلوم!.. فقالت البنتان: إنّهما تنتظران تفرق الناس وأن يسقي هؤلاء الرعاة اغنامهم:
(قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء) ( 3). ومن أجل أن لا يسأل موسى: أليس لكما أب؟ ولماذا رضي بارسال بناته للسقي مكانه، أضافتا مكملتين كلامهما (وأبونا شيخ كبير) فلا هو يستطيع أن يسقي الأغنام، وليس عندنا أخ يعينه على الأمر فلا حيلة لنا إلاّ أن نؤدي نحن هذا الدور. ولما ورد ماء مدين مصطفى اسماعيل. فتأثر موسى(ع) من سماعه حديثهما بشدة. فأي أناس هؤلاء لا ينصفون المظلوم، ولا هم لهم غير أنفسهم. فتقدم وأخذ الدلو وألقاها في البئر.. يقال: إن هذه الدلو كان يجتمع عليها عدّة نفر ليخرجوها بعد امتلائها من الماء، إلاّ أن موسى(ع) استخرجها بقوته وشكيمته وهمّته بنفسه دون أن يعينه أحد (فسقى لهما) أغنامهما. ويقال: إنّ موسى(ع) حين اقترب من البئر لام الرعاء، قال: أي أناس أنتم لا همّ لكم إلاّ أنفسكم!