وقال مقاتل: يعني الملائكة التي أرسلت بالمعروف من أمر الله ونهيه ، وهي رواية مسروق عن ابن مسعود. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
بسم الله الرّحمن الرّحيمتفسير سورة المرسلاتمقدمة وتمهيد1- سورة «المرسلات» هي السورة السابعة والسبعون في ترتيب المصحف، أما ترتيبها في النزول فهي السورة الثالثة والثلاثون، وقد كان نزولها بعد سورة «الهمزة» ، وقبل سورة «ق». وهي من السور المكية الخالصة، وقيل إن آية: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ مدنية، وهذا القيل لا وزن له، لأنه لا دليل عليه. وعدد آياتها: خمسون آية. 2- وقد ذكروا في فضلها أحاديث منها: ما أخرجه الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى، إذ نزلت عليه: «والمرسلات» ، فإنه ليتلوها، وإنى لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها.. وعن ابن عباس- رضى الله عنهما- قال: إن أم الفضل- امرأة العباس- سمعته يقرأ «والمرسلات عرفا» ، فقالت: يا بنى- ذكرتني بقراءتك هذه السورة. إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب. معنى المرسلات عرفان. 3- وسورة المرسلات زاخرة بالحديث عن أهوال يوم القيامة، وعن أحوال المكذبين في هذا اليوم، وعن مظاهر قدرة الله- تعالى-، وعن حسن عاقبة المتقين.. التفسير وقد افتتحت هذه السورة بقوله- تعالى-:وللمفسرين في معنى هذه الصفات الخمس: «المرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات والملقيات» اتجاهات، فمنهم من صدر تفسيره ببيان أن المراد بها الملائكة.
تفسير قوله تعالى: والمرسلات عرفا
والفرق: التمييز بين الأشياء ، فإذا كان وصفا للملائكة فهو صالح للفرق [ ص: 422] الحقيقي مثل تمييز أهل الجنة عن أهل النار يوم الحساب ، وتمييز الأمم المعذبة في الدنيا عن الذين نجاهم الله من العذاب ، مثل قوم نوح عن نوح ، وعاد عن هود ، وقوم لوط عن لوط وأهله عدا امرأته ، وصالح للفرق المجازي ، وهو أنهم يأتون بالوحي الذي يفرق بين الحق والباطل ، وبين الإيمان والكفر. وإن جعل وصفا للرياح فهو من آثار النشر ، أي فرقها جماعات السحب على البلاد. ولتفرع الفرق بمعنييه عن النشر بمعانيه عطف الفارقات على الناشرات بالفاء. وأكد بالمفعول المطلق كما أكد ما قبله بقوله " عصفا " و " نشرا " ، وتنوينه كذلك. والملقيات: الملائكة الذين يبلغون الوحي وهو الذكر. والإلقاء مستعار لتبليغ الذكر من العالم العلوي إلى أهل الأرض بتشبيهه بإلقاء شيء من اليد إلى الأرض. وإلقاء الذكر تبليغ المواعظ إلى الرسل ليبلغوها إلى الناس وهذا الإلقاء متفرع على الفرق لأنهم يخصون كل ذكر بمن هو محتاج إليه ، فذكر الكفار بالتهديد والوعيد بالعذاب ، وذكر المؤمنين بالثناء والوعد بالنعيم. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة المرسلات - قوله تعالى والمرسلات عرفا - الجزء رقم31. وهذا معنى ( عذرا أو نذرا). فالعذر: الإعلام بقبول إيمان المؤمنين بعد الكفر ، وتوبة التائبين بعد الذنب.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المرسلات
فقد قال صاحب الكشاف: أقسم الله بطوائف من الملائكة، أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح، تخففا في امتثال أمره. وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض.. ففرقن بين الحق والباطل، فألقين ذكرا إلى الأنبياء عذرا، للمحقين، أو نذرا للمبطلين. فإن قلت: ما معنى عرفا؟ قلت: متتابعة كشعر العرف- أى: عرف الفرس- يقال:جاءوا عرفا واحدا، وهم عليه كعرف الضبع: إذا تألبوا عليه... تفسير قوله تعالى: والمرسلات عرفا. ومنهم من يرى أن المراد بالمرسلات وما بعدها: الرياح، فقد قال الجمل في حاشيته:أقسم الله- تعالى- بصفات خمس موصوفها محذوف، فجعلها بعضهم الرياح في الكل، وجعلها بعضهم الملائكة في الكل... وغاير بعضهم فجعل الصفات الثلاث الأول، لموصوف واحد هو الرياح وجعل الرابعة لموصوف ثان وهو الآيات، وجعل الخامسة لموصوف ثالث وهو الملائكة... وسنسير نحن على هذا الرأى الثالث، لأنه في تصورنا أقرب الآراء إلى الصواب، إذ أن هذه الصفات من المناسب أن يكون بعضها للرياح، وبعضها للملائكة. فيكون المعنى: وحق الرياح المرسلات لعذاب المكذبين، فتعصفهم عصفا، وتهلكهم إهلاكا شديدا،
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
تفسير سورة المرسلات وهي مكية.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة المرسلات - قوله تعالى والمرسلات عرفا - الجزء رقم31
و
{ عُرْفًا}
حال من المرسلات أي: أرسلت بالعرف والحكمة والمصلحة، لا بالنكر والعبث. { فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا}
وهي [أيضا] الملائكة التي يرسلها الله تعالى وصفها بالمبادرة لأمره،
وسرعة تنفيذ أوامره، كالريح العاصف، أو: أن العاصفات، الرياح الشديدة،
التي يسرع هبوبها. { وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا}
يحتمل أنها الملائكة ، تنشر ما دبرت على نشره، أو أنها السحاب التي ينشر
بها الله الأرض، فيحييها بعد موتها. { فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا}
هي الملائكه تلقي أشرف الأوامر، وهو الذكر الذي يرحم الله به عباده،
ويذكرهم فيه منافعهم ومصالحهم، تلقيه إلى الرسل. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المرسلات. { عُذْرًا أَوْ نُذْرًا}
أي: إعذارا وإنذارا للناس، تنذر الناس ما أمامهم من المخاوف وتقطع
معذرتهم ، فلا يكون لهم حجة على الله. { إِنَّمَا تُوعَدُونَ}
من البعث والجزاء على الأعمال
{ لَوَاقِعٌ}
أي: متحتم وقوعه، من غير شك ولا ارتياب. فإذا وقع حصل من التغير للعالم والأهوال الشديدة ما يزعج القلوب، وتشتد
له الكروب، فتنطمس النجوم أي: تتناثر وتزول عن أماكنها وتنسف الجبال،
فتكون كالهباء المنثور، وتكون هي والأرض قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا
ولا أمتا، وذلك اليوم هو اليوم الذي أقتت فيه الرسل، وأجلت للحكم بينها
وبين أممها، ولهذا قال:
{ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ}
استفهام للتعظيم والتفخيم والتهويل.
ويتحصل من هذا أن الله أقسم بجنسين من مخلوقاته العظيمة مثل قوله ( والسماء ذات البروج واليوم الموعود) ، ومثله تكرر في القرآن. ويتجه في توزيعها أن الصفات التي عطفت بالفاء تابعة لجنس ما عطفت هي عليه ، والتي عطفت بالواو يترجح أنها صفات جنس آخر. فالأرجح أن المرسلات والعاصفات صفتان للرياح ، وأن ما بعدها صفات للملائكة ، والواو الثانية للعطف وليست حرف قسم. ومناسبة الجمع بين هذين الجنسين في القسم أن كليهما من الموجودات العلوية لأن الأصل في العطف بالواو أن يكون المعطوف بها ذاتا غير المعطوف عليه. وما جاء بخلاف ذلك فهو خلاف الأصل مثل قول الشاعر أنشده الفراء. إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم أراد صفات ممدوح واحد. ولنتكلم على هذه الصفات:
فأما المرسلات فإذا جعل وصفا للملائكة كان المعني بهم المرسلين إلى الرسل [ ص: 421] والأنبياء مثل جبريل في إرساله بالوحي وغيره من الملائكة الذين يبعثهم الله إلى بعض أنبيائه بتعليم أو خبر أو نصر كما في قوله تعالى عن زكرياء ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب) الآية ، أو المرسلات بتنفيذ أمر الله في العذاب مثل المرسلين إلى قوم لوط ، و ( عرفا) حال مفيدة معنى التشبيه البليغ ، أي مثل عرف الفرس في تتابع الشعر بعضه ببعض ، يقال: هم كعرف الضبع ، إذا تألبوا ، ويقال: جاءوا عرفا واحدا.
{ فِي ظِلَالٍ}
من كثرة الأشجار المتنوعة، الزاهية البهية. { وَعُيُونٍ}
جارية من السلسبيل، والرحيق وغيرهما،
{ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ}
أي: من خيار الفواكه وطيبها، ويقال لهم:
{ كُلُوا وَاشْرَبُوا}
من المآكل الشهية، والأشربة اللذيذة
{ هَنِيئًا}
أي: من غير منغص ولا مكدر، ولا يتم هناؤه حتى يسلم الطعام والشراب من كل
آفة ونقص، وحتى يجزموا أنه غير منقطع ولا زائل،
{ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
فأعمالكم هي السبب الموصل لكم إلى هذا النعيم المقيم، وهكذا كل من أحسن
في عبادة الله وأحسن إلى عباد الله، ولهذا قال:
{ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ
ولو لم يكن لهم من هذا الويل إلا فوات هذا النعيم، لكفى به حرمانا
وخسرانا. { 46 - 50} { كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ *
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا
لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * فَبِأَيِّ
حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}
هذا تهديد ووعيد للمكذبين، أنهم وإن أكلوا في الدنيا وشربوا وتمتعوا
باللذات، وغفلوا عن القربات، فإنهم مجرمون، يستحقون ما يستحقه المجرمون،
فستنقطع عنهم اللذات، وتبقى عليهم التبعات، ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا
بالصلاة التي هي أشرف العبادات، وقيل لهم:
{ ارْكَعُوا}
امتنعوا من ذلك.
لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم سورة النحل هي سورة مكية عدا الآيات 126- 128 مدنية، عدد آياتها 128 آية ويكون ترتيبها في القرآن الكريم ستة عشر في الجزء الرابع، ونزلت سورة النحل بعد سورة الكهف، حيث تحدثت الآيات عن النحل والعسل والسورة تدول حول النعم التي أنعم الله بها على الكائنات الحية والتي لا تعد ولا تحصى. سورة النحل هي سورة مليئة بالموضوعات المتنوعة والكثيرة هي سورة عادية الجرس وهادئة الايقاع، وتعالج الكثير من المواضيع في العقيدة منها البعث والوحي والألوهية، وحذرنا الله من استغلال كافة النعم في المعاصي التي نهانا الله عنها ويجب على الانسان أن يحمد الله وشكره دائما على هذه النعم التي أنعمها الله بها للإنسان، والنعم قسمت إلى باطنة وظاهرة وهي التي يمكن أن يشاهدها الانسان ويحسها مثل النبات والماء والحيوان والقمر والنجوم والشمس، أما النعم الباطنة وغير ظاهرة هي التي لا نراها وتعمل على تسير الكون وأيضا نعمة الوحى التي تثبت الأرواح في القلوب. السؤال هو: لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم الجواب هو: أن السورة تحدثت عن النحلة وفضلها ويمكن الاستفادة منها من خلال الحصول على العسل، وفيها فوائد كثيرة للناس كافة.
لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم لانها
إبطال عقيدة الشرك من خلال الإشارة إلى قدرة الله -عزّ وجلّ- ونعمه الكثيرة في خلق الإنسان وإيجاد السماوات والأرض وما فيهما من نعم ومخلوقات تدلّ على عظمة صانعها ووحدانيته -سبحانه-. الربط بين قدرة الله -تعالى- على الإيجاد من العدم، وقدرته -عزّ وجلّ- على البعث بعد الموت. المراجع ↑ سورة النحل، آية:86
^ أ ب وهبة الزحيلي، كتاب التفسير المنير ، صفحة 79. بتصرّف. ↑ ابن عاشور، كتاب التحرير والتنوير ، صفحة 93. بتصرّف. ↑ محمد عقيلة، كتاب الزيادة والإحسان في علوم القرآن ، صفحة 385. لماذا سميت سوره النحل بهذا الاسم..؟. بتصرّف. ↑ "سورة النحل " سورة النعم "" ، الكلم الطيب ، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2021. بتصرّف. ↑ محمد سيد طنطاوي، كتاب التفسير الوسيط لطنطاوي ، صفحة 91. بتصرّف. ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 15. بتصرّف. ↑ ابن عاشور، كتاب التحرير والتنوير ، صفحة 94-96. بتصرّف.
القرآن الكريم أنزل الله تعالى القرآن الكريم على سيد الخلقِ أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم من أجل توضيح الطريقِ الصحيح للناس، وهدايتهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له. جاء القرآن الكريم بالكثيرِ من الحججِ والبراهينِ من حياة الناس أنفسهم ومما يرونه أمامهم لإقامة الحجة عليهم، ولتصل إليهم البراهين بالطريقةِ التي يفهمونها، وقد وضّح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم سبب نزول الآيات الكريمة، وقد نزل القرآن الكريم على فترتين؛ فنزل جزءٌ منه في مكةَ المكرّمة، والجزء الآخر نزل في المدينة المنوّرة. لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم نسبة. في هذا المقال اخترنا لكم سورة من السور القرآنية وهي سورة النحل لنبين لكم سبب تسميتها بهذا الاسم. سورة النحل سورة النحل من السور المكيّة التي تحدّثت بشكلٍ أساسي عن موضوعاتِ العقيدة مثل الألوهية وتوحيد الله تعالى، ونزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، والبعث والنشور، فالمسلمون في مكة المكرّمة كانوا يحتاجون إلى الموضوعاتِ التي تثبِّت إيمانهم وتوضِّح لهم أمور العقيدة التي يتبعونها، وكان ذلك ظاهراً من خلال التركيز على مظاهر قدرة الله تعالى في الطبيعة وفي السماوات والأرض، مثل الجبال والسهول، والوديان، والنباتات التي تخرج من باطن الأرض.