فحين اقترب جيش فرناندو أكثر وهاجم أسوار المدينة خرج إليه مع الجنود وقاتلوهم ببسالة، لكن ضعف المشاة كان باديًا وسرعان ما تمزقوا ولم يفلح موسى في جمع شملهم، فارتدّوا إلى المدينة وأغلقوا أبوابها في يأس وجزع، وكان الجوع والمرض قد تمكّن من أهلها. وجاءت اللحظة التي تغلّب فيها الرأي القائل بالتسليم حتى لا يدخل فرناندو المدينة عنوة، ويستبيح الأرض والعِرض والدين، كان الخيار بين التسليم أو الموت، واختار المجتمِعون في قصر الحمراء التسليم، واعترض فقط موسى بن أبي غسان، كان لا يزال يرى أن الموارد لم تنضب وأن الموت هو الخيار الأفضل. لكنه لم يجد من يستجيب هذه المرة، فاليأس كان قد تمكّن من القلوب، ووافق أبو عبد الله على التسليم وأرسل وزيره أبو القاسم عبد الملك للتفاوض على شروطه في أواخر عام 1491. القشتاليون في غرناطة – مصدر الصورة
في كتابه يقول محمد عبد الله عنان متأملاً موقف أبي عبد الله الصغير إننا لا نستطيع التحدث عن خيانته إذ لم يكن في الأمر خيانة، فقد كان هو ووزرائه أمام محنة عصيبة، غير أننا يمكن أن نتحدث عن ضعفٍ إنساني وتعلّق بأسباب السلامة وانتهاز للفرص، فقد فاوض أبو عبد الله ووزراؤه ضمن معاهدة التسليم على أملاكه وأملاك كبار غرناطة وحاولوا تحقيق مغانم خاصة بهم.
- موسى بن أبي غسان... آخر مجاهدي الأندلس - راغب السرجاني - طريق الإسلام
- سلسلة فوارس الاسلام| موسى بن ابي غسان - YouTube
- "القائد الأبِّي : موسى ابن أبي غسان "
- سنة الظهر يوم الجمعة المستجاب
موسى بن أبي غسان... آخر مجاهدي الأندلس - راغب السرجاني - طريق الإسلام
ويذكر كثير من المؤرخين أنه لم يكن هناك بد من التسليم فالمقاومة كانت نوعاً من العبث والصمود كان لوناً من الجنون، حيث لم يبق من الأندلس سوى غرناطة، وهي مجرد مدينة تسبح في بحر من النصارى الحاقدين الكارهين للوجود الإسلامي فكأن المدينة الباسلة كانت تسير إلى نهايتها المحتومة منذ أن بدأ سقوط شمال الأندلس في بداية القرن السادس الهجري، ولم تكن المسألة إلا مجرد وقت. وقد اتفق الجميع في غرناطة على التسليم إلا صوتاً واحداً ارتفع بالاعتراض على القرار وحاول أن يبعث بكلماته الملتهبة الحماسة في النفوس، وكان صاحبه هو موسى بن أبي الغسان الذي رددت أرجاء غرناطة كلماته الملتهبة: "لنقاتل العدو حتى آخر نسمة، وإنه خير لي أن أحصى بين الذين ماتوا دفاعاً عن غرناطة من أن أحصى بين الذين شهدوا تسليمها". أرسل إلى فرديناند قائلاً له 'إذا أردت أسلحة المسلمين فلتأت لأخذها بنفسك
ولكن الأحداث كانت أكبر من كل الكلمات، والحصار كان سيد الموقف، وهكذا ضاعت صيحة ابن أبى الغسان في الفضاء. ومن الإنصاف القول بأن ملك غرناطة أبا عبد الله الصغير لم يقصر في الدفاع عن ملكه وأمته ودينه رغم أن بعض الأقلام تلوك سيرته متهمة إياه بالتفريط والاستسلام وضياع الأندلس، دون أن تضع في الاعتبار أنه كان مجرد حلقة في سلسلة طويلة من الصراع بين المسلمين والنصارى، ودون النظر أيضاً إلى ما اعترى الزعماء والقادة حوله من ضعف وجنوح إلى المساومة والأطماع والمآرب الخاصة، ورغبة العامة من ناحية أخرى في فك الحصار والخلاص من الجوع والمرض، فكان الصمود في حكم المستحيل، والتسليم هو الحل الذي يلوح في الأفق، ولم يتبق من الأمر إلا التوقيع على وثيقة تسليم غرناطة، وتم ذلك في 21 المحرم 897هـ - 25 نوفمبر 1491م.
سلسلة فوارس الاسلام| موسى بن ابي غسان - Youtube
سلسلة فوارس الاسلام| موسى بن ابي غسان - YouTube
&Quot;القائد الأبِّي : موسى ابن أبي غسان &Quot;
ويقول حول هذا الموقف: «اختار زعماء غرناطة هذا السبيل الأخير ولو أنهم اختاروا الموت تحت أنقاض مدينتهم دفاعًا عنها لأحرزوا لذكراهم الخلود وإعجاب التاريخ، لكن يبدو أنه لم يكن ثمة موقف من الشعب الغرناطي وأن يأسه وتبرّمه من ويلات الحصار لم يشجّع على المضيّ في دفاع لا يُجدي». « الفارس المسلم » يختفي إلى الأبد
إن الموت أقل ما نخشى، فأمامنا نهب مدننا وتدميرها وتدنيس مساجدنا وتخريب بيوتنا، وهذا ما سوف تراه على الأقل النفوس الوضيعة التي تخشى الآن الموت الشريف، أما أنا فوالله لن أراه. *موسى بن أبي غسان
استمرت المفاوضات وحين استقر الملوك الكاثوليك مع الوزير أبي القاسم على نصّها أرسلوا إلى قصر الحمراء لتوقيعها، وتقول الرواية الإسبانية التي يصفها محمد عبد الله عنان بأنه «تصطبغ بلون الأسطورة» إن المجلس الذي ناقشها شهِد خلافًا أيضًا بين من يرى بالتسليم ومن لا يزال يرى الاستمرار في الدفاع، لم يملك بعضهم نفسه فأخذ في البكاء وهو يوقّع المعاهدة التي تحكم على أمته بالفناء، واعترض موسى بن أبي غسان مؤكدًا أن المسيحيين لن يفوا بهذه الالتزامات، وأن مصائب كثيرة في انتظار الناس في حال التسليم. تقول الروايات إن ابن أبي غسان لم يسمع من الجالسين سوى عبارات «إنها إرادة الله» فخرج من قصر الحمراء غاضبًا وتوجّه لداره وامتطى حصانه وخرج متسلّحًا في شوارع غرناطة وغادرها من باب إلبيرة ولم يره أحد بعدها أبدًا.
فخرج موسى بن أبي الغسان من قصر الحمراء غاضبًا وتوجّه لداره وامتطى حصانه وخرج متسلّحًا في شوارع غرناطة وغادرها من باب إلبيرة ولم يره أحد بعدها أبدًا. لكن القس أنطونيو أجابيدا وهو مؤرخ إسباني عاش في ذلك الوقت، كان لديه بقية لحكاية «الفارس المسلم» إذ يقول إن سرية من 20 جنديًّا من الفرسان المسيحيين التقت في مساء ذلك اليوم على ضفة نهر شنيل بفارس مسلم ملثّم، مدجج بالسلاح فطلبوا منه أن يقف فلم يُجبهم وما أن اقترب منهم حتى وثب إلى وسطهم كالأسد الضاري وسدد لأحدهم طعنة نجلاء برمحه وأنتزعه عن سرجه وأهوى به إلى الأرض، فأصبح مثلها في طرفة عين، ثم أنقضَّ على الباقين يثخن فيهم طعنًا، بضربات ثائرة قاتلة، ملأت قلوبهم رعبًا، وكأنه لم يشعر بما أثخنه من جراح، ولبث يبطش بفرسان الأعداء، وما وهن أو قصر فقد أخذ للأمر أخذه وأعد له عدته، حتى أفنى معظمهم. غير أنه أصيب في النهاية بجرحٍ خطير، ثم سقط جواده من تحته بطعنةٍ أخرى، فهوى إلى الأرض، وعجز عن النهوض بعد أن تكاثرت في جسده الجراح، فحاول من بقي من الفرسان المنهكين ومن هب لنجدتهم، التكالب عليه للإمساك به، فركع على ركبتيه واستل خنجره، وأخذ يناضل عن نفسه. وبقوا متحلقين حوله في تردد ولم يجرؤوا على الإمساك به.. فلما رأى موسى أن قواه قد نضبت، وحيث أن ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻷﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ الأﺳﺮ، أرتد إلى ما وراءه بوثبة أخيرة وﺃﻟﻘﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ليغرق تحت ثقل سلاحه.
#سواليف
تشير آخر مُخرجات النماذج العددية المُستلمة لدى مركز #طقس العرب إلى تأثر المملكة يوم الجمعة باقتراب مُنخفض جوي #خماسيني والمُترافق مع #كتلة #هوائية #حارة نسبياً، لذا يحدث ارتفاع واضح درجات #الحرارة لتكون اعلى من مُعدلاتها لمثل هذا الوقت من العام بعِدة درجات مئوية، ويكون الطقس حاراً نسبياً في عموم مناطق المملكة ولاسيما في المناطق المُنخفضة، بينما يكون حاراً في الأغوار والبحر الميت ومدينة العقبة، تزامناً مع ظهور تدريجي للسُحب على ارتفاعات مُتوسطة وعالية بعد الظهر خاصة في جنوب المملكة. وتكون #الرياح غربية إلى جنوبية غربية خفيفة إلى مُعتدلة السرعة، قد تنشط أحياناً فوق بعض المناطق فترة العصر. مُنخفض جوي #خماسيني يؤثر على المملكة السبت يُتوقع بمشيئة الله ان تتأثر المملكة بالمُنخفض الخماسيني يوم السبت لذا يطرأ ارتفاع آخر على درجات الحرارة لتبقى أعلى من مُعدلاتها بعِدة درجات مئوية، وتسود #احوال #جوية خماسينية بحيث يكون الطقس حاراً نسبياً إلى حاراً في اغلب مناطق المملكة ومُغبراً بنسب مُتفاوتة، بينما يصبح الطقس شديد الحرارة في الأغوار والبحر الميت، وتظهر السُحب على ارتفاعات مُتوسطة وعالية فوق بعض المناطق الشرقية.
سنة الظهر يوم الجمعة المستجاب
وإذا اجتاز الزائر أي باب من هذه الأبواب وصل إلى داخل الجامع حيث تتجلى له العظمة والفخامة التي تحفها المهابة، وكيف لا يكون ضخما ومسطحه بما فيه الزيادات ستة أفدنة ونصف فدان إما تصميمه، فعلى مثال المساجد الجامعة: أربعة إيوانات تحدق بصحن مكشوف أكبرها إيوان القبلة. وقد أقيمت عقوده على اكتاف ضخمة خلقت فيها عمد من البناء، حليت تيجانها بزخارف جميلة. وقد احيطت حافة العقود بزخارف جصية آية في الإبداع، ثم السقف وقد جددته إدارة حفظ الآثار العربية منذ أربعة أعوام على مثاله القديم. وقد أُقيم السقف بالاسمنت المسلح على تقاسيم السقف القديم ثم غلفت بالأخشاب القديمة والجديدة كما كانت وترى في إزار هذا السقف آيات من القرآن من سورة البقرة كتبت بالخط الكوفي. فإذا ما اتجهت إلى المحراب رأيت محرابا كبيرا اكتنفته أربعة عمد تنوعت تيجانها المفرغة بأشكال دقيقة وترى به فسيفساء مذهبة كتب بواسطة إلا إله إلا الله محمد رسول الله، وهيكل المحراب بعددها طولون. سنة الظهر يوم الجمعة المستجاب. ويجاور المحراب منبرًا يعد من الطرف الأثرية ولكنه ليس بالمنبر الأصلي للجامع بل من عمل المنصوري لاجين وقد كتب على بابه ما نصه:
"أمر بعمل هذا المنبر المبارك مولانا السلطان الملك المنصور حسام الدنيا والدين لاجين المنصوري في العاشر من صفر سنة ٦٩٦)، وهو يتكون من حشوات غاية في الدقة والجمال، كذلك يرى فى هذا الإيوان نصف لوح من الرخام كتب علية من الخط الكوفي تاريخ إنشاء الجامع.
ويتابع: «صحيح انّ بعض الملاحظات هي محقة ومشروعة، لكن لا ينبغي لها أن تعطل تلك المشاريع التي من الضروري إقرارها في أقرب وقت ممكن على رغم الدخول في الدورة الانتخابية (نيابية ورئاسية)».