، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الاِسْتِعْجَالُ قَالَ: « يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ». أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
ا لخطبة الثانية ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً) 1
وإذا تأملنا معاني هذا الدعاء نجد أن معنى قوله تعالى «آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً»: أي تفضل علينا بكل خير وعافية، وكل أمر تستحسنه وتحبه. «وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً»: أي تفضل علينا بكل خير في الآخرة، كالأمن من الفزع الأكبر، وتيسير الحساب، وتثقيل الميزان، وتبييض الوجه، وأن يعطى الكتاب بيمينه، والنجاة من عذاب الله، وأعظم ذلك دخول الجنة، ونيل رضاء الله، والنظر إلى وجهه ، وأما قوله تعالى: «وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»: أي: اصرف عنا ذلك، وهذه تشمل شيئين: الأول: العصمة من الأعمال الموجبة لدخول النار. الثاني: المغفرة للذنوب التي توجب دخول النار. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار, قولو آمين. ومن صرف عنه عذاب جهنم وأُدخل الجنة كان من الفائزين، قال الله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) [آل عمران/185]. والملاحظ أن هذا الدعاء دعا به الكليمان ( سيدنا محمد ، وسينا موسى ، عليهما السلام ، فقد ذكر أنس رضي الله عنه أن هذه الدعوة كانت غالب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق.
- اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار, قولو آمين
- حديث: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار
- ص183 - كتاب التفسير الوسيط لطنطاوي - تمهيد بين يدي تفسير سورة التوبة - المكتبة الشاملة
- تفسير الآية 40 من سورة التوبة
- ص272 - كتاب البحر المحيط في التفسير - سورة مريم الآيات إلى - المكتبة الشاملة
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار, قولو آمين
فإن الحسنة في الدنيا تشمل كلَّ مطلوبٍ دنيوي من عافيةٍ ودار رحبةٍ، وزوجةٍ حسنة، ورزق واسع، وعلمٍ نافعٍ وعمل صالح ومركب هنيء وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عباراتُ المفسرين. وأما الحسنةُ في الآخرة فأعلاها دخولُ الجنة وتوابعهُ من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.
حديث: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار
منشور 12 نيسان / أبريل 2022 - 12:21
دعاء ختم القرآن الكريم، يعرف القرآن الكريم بأنّه كلام الله سبحانه وتعالى، المنزل على خاتم أنبيائه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، نقله المسلمون بعضهم عن بعض بالتواتر، وحفظوه في صدورهم، إلى أن أمر عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- بتدوينه في السطور، فتمّ حفظه بين دفّتي كتاب سُمّي المصحف الشريف. يتكوّن القرآن الكريم من 114 سورة تتراوح بين القصر والطول، موزّعة في ثلاثين جزءاً، ويبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس، وقد وعد الله سبحانه وتعالى عبادَه المداومين على تلاوة القرآن الكريم بالثواب العظيم في الدنيا والآخرة، وسنتحدّث في هذا المقال عن طريقة ختم القرآن، والأجر الموعود لذلك، بالإضافة إلى الدعاء المأثور قوله بعد الختمة.
عباد الله
وتأملوا كيف ترتبط الدنيا بالآخرة في نظر الإسلام، وكيف يصحح الإسلامُ المفاهيم الخاطئة في هذا الدعاء الشامل الذي كثيراً ما نردده بألسنتنا وقد لا تستحضره قلوبنا: (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)). فإن الحسنة في الدنيا تشمل كلَّ مطلوبٍ دنيوي من عافيةٍ ودار رحبةٍ، وزوجةٍ حسنة، ورزق واسع، وعلمٍ نافعٍ وعمل صالح ومركب هنيء وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عباراتُ المفسرين. وأما الحسنةُ في الآخرة فأعلاها دخولُ الجنة وتوابعهُ من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.
قال الحاكم: استفاض النقل أنهما سورتان. وقال أبو السعود: اشتهارها- أى سورة التوبة- بهذه الأسماء المتقدمة- براءة والفاضحة... إلخ- يقضى بأنها سورة مستقلة، وليست بعضا من سورة الأنفال... » «١»: وقال بعض العلماء: وهذه الأسماء وغيرها مما ثبت إطلاقه على السورة- أى سورة التوبة- من الصدر الأول، لم يعرف إطلاق واحد منها على السورة التي قبلها وهي سورة الأنفال، كما لم يعرف أنه أطلق اسم سورة الأنفال على هذه السورة. وبذلك احتفظت كل من السورتين منذ العهد الأول بما لها من اسم لم تشاركها فيه صاحبتها. وكما احتفظت كل من السورتين بما لها من اسم، احتفظت كل منهما بوقت نزولها، فسورة الأنفال نزلت بعد غزوة بدر. أى: في السنة الثانية من الهجرة. وسورة التوبة نزلت بعد غزوة تبوك، وبعد خروج أبى بكر على رأس المسلمين إلى الحج. أى: في أواخر السنة التاسعة. وكما احتفظت كل منهما بهذا وذاك، احتفظت كل منهما- أيضا- بهدفها الخاص. فسورة التوبة عالجت شئونا حدثت بعد زمن طويل من نزول سورة الأنفال، ومعرفتها باسم سورة الأنفال. وسورة الأنفال عالجت شئونا حدثت قبل نزول سورة التوبة ولم يرد لها ذكر فيها. ولا شك أن كل هذه الاعتبارات الواضحة المبينة والمحققة في السورتين من الصدر الأول، تدل دلالة واضحة على أنهما سورتان منفصلتان، وأن عدهما سورة واحدة رأى لا قيمة له، كما لا قيمة للاشتباه في استقلال كل منهما حتى يقال: تركت البسملة بينهما نظرا لاحتمال وحدتهما، وتركت بينهما فرجة نظرا لاحتمال انفصالهما.
ص183 - كتاب التفسير الوسيط لطنطاوي - تمهيد بين يدي تفسير سورة التوبة - المكتبة الشاملة
[سورة التوبة: آية 38] {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38)} {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} سبق اعرابها {ما لَكُمْ} ما اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لَكُمْ} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. والجملة الاسمية ابتدائية. {إِذا} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه. {قِيلَ} فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر أي القول: {لَكُمْ} متعلقان بالفعل، والجملة في محل جر بالإضافة. {انْفِرُوا} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل. {فِي سَبِيلِ} متعلقان بالفعل. {اللَّهِ} لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة في محل نصب مفعول به وأجاز بعضهم إعرابها نائب فاعل. {اثَّاقَلْتُمْ} أصلها تثاقلتم فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعل، والجملة لا محل لها جواب شرط وقيل حالية أي عذركم حالة كونكم متثاقلين. {إِلَى الْأَرْضِ} متعلقان بالفعل اثاقلتم. {أَرَضِيتُمْ} فعل ماض والتاء فاعله، والهمزة للاستفهام، {بِالْحَياةِ} متعلقان بالفعل.
تفسير الآية 40 من سورة التوبة
3277 reads
تفسير آية (٨٤) من سورة التوبة من خلال أحسن التفسير
(القرءان العظيم)
هذه المقالة منقولة عن الأخت المؤمنة المحسنة ماريا الشريف وهي تهديها إلى الأخت المسلمة الطاهرة شيلان وإلى جميع المؤمنين والمؤمنات فقط بكتاب الله العليم الحكيم. السلام على من أخرج نفسه من ظلمات القبور (جميع الأديان والمذاهب الأرضية الباطلة) وآمن بكتاب الله وحده لا شريك له. -(١)- * سورة التوبة وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (٨٤).
"
ص272 - كتاب البحر المحيط في التفسير - سورة مريم الآيات إلى - المكتبة الشاملة
والجملة معطوفة. {وَكَلِمَةُ} مبتدأ والواو حالية. {اللَّهُ} لفظ الجلالة مضاف إليه. {هِيَ} ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. {الْعُلْيا} خبر والجملة خبر كلمة {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة.. [سورة التوبة: آية 41] {انْفِرُوا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41)} {انْفِرُوا} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل. {خِفافًا} حال، وثقالا، عطف والجملة مستأنفة {وَجاهِدُوا} فعل أمر تعلق به الجار والمجرور {بِأَمْوالِكُمْ} وكذلك {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة معطوفة. {ذلِكُمْ} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف للخطاب. {خَيْرٌ} خبر. {لَكُمْ} متعلقان بخير والجملة الاسمية مستأنفة. {إِنْ} حرف شرط جازم والفعل الناقص {كُنْتُمْ} فعل الشرط، وجوابه محذوف دل عليه ما قبله أي إن كنتم تعلمون فانفروا وجاهدوا والجملة ابتدائية. وجملة {تَعْلَمُونَ} في محل نصب خبر كنتم.. [سورة التوبة: آية 42] {لَوْ كانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (42)} {لَوْ} حرف شرط غير جازم.
جملة النداء: {يأيّها... وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: {ما لكم... } لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: {قيل لكم... } في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: {انفروا... } في محلّ رفع نائب الفاعل. وجملة: {اثّاقلتم... } في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في {لكم}. وجملة: {رضيتم} لا محلّ لها استئنافيّة.
تفسير الميسر يا معشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لا تنفروا معه أيها المؤمنون إذا استَنْفَركم، وإن لا تنصروه؛ فقد أيده الله ونصره يوم أخرجه الكفار من قريش من بلده (مكة)، وهو ثاني اثنين (هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنه) وألجؤوهما إلى نقب في جبل ثور "بمكة"، فمكثا فيه ثلاث ليال، إذ يقول لصاحبه (أبي بكر) لما رأى منه الخوف عليه: لا تحزن إن الله معنا بنصره وتأييده، فأنزل الله الطمأنينة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعانه بجنود لم يرها أحد من البشر وهم الملائكة، فأنجاه الله من عدوه وأذل الله أعداءه، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى. وكلمةُ الله هي العليا،، ذلك بإعلاء شأن الإسلام. والله عزيز في ملكه، حكيم في تدبير شؤون عباده. وفي هذه الآية منقبة عظيمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.