فالواجب على الشاب أن يعرف قدر نفسه، وألا يهضمها، وإني أنصح إخواني أو أبنائي من هؤلاء الشباب إلى أن يتقوا الله -عز وجل- في أنفسهم، وأن يعلموا أن الشباب ما هو إلا فيء زائل، ما أسرع ما يندمون على ما فعلوا، ولقد صدق القائل:
لا طيب للعيش ما دامت منغصةً *** لذاته بادكار الموت والهرم
فأسأل الله لي ولهم الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزخرف - الآية 18
ولذا كانوا يظنون أن الملائكة أناثاً وهم بنات الله سبحانه وتعالى، ويساعد على ذلك ما جاء بعدها وهي قوله تعالى:- ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون). وعليه فالآية الشريفة بقرينة السياق تتحدث عن النساء، وتقدم صفتين توجدان عند غالبية النساء، وهما:
الأولى: علاقة المرأة بالزينة والتزين والتجمل، وأن ذلك يعدّ جزءً من حياتها لا يمكنها الانفكاك عنه، وهو ما ذكره تعالى بقوله:- ( ينشأ في الحلية)، فإن المقصود من الحلية الحلي والزينة، وأدوات التجمل، من الحلي ذهباً وفضة، وملابس، وما شابه ذلك. الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - معنى قوله تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ). نعم هناك قول، أن المقصود بالحلية في الآية الشريفة اللهو، والظاهر عدم مخالفته للقول الأول، لأن ما تضمنه القول الأول من موجبات حصول اللهو وتوفره خارجاً، فتأمل. الثانية: فقدان الأهلية والقدرة على المواجهة والمجابهة، وهو ما يشير له تعالى بقوله:- ( وهو في الخصام غير مبين)، أي لا يملك القدرة والاستطاعة في مقابل الخصم، سواء كانت المواجهة بدينة، أم كانت المواجهة فكرية. وهل أن هاتين الصفتين تشيران إلى ذم للمرأة، وبالتالي يتأكد ما يذكره بعض الحداثيـين من ذكورية الدين، وعدم عنايته بالمرأة بل استنقاصه لها؟
للإنصاف، ليس فيهما ما يشير لذلك من قريب أو بعيد، بل غاية ما يراد من ذكرهما في الآية هو بيان الفرق بين البيئة التي تنشأ فيها المرأة عن البيئة التي ينشأ فيها الرجل، فإن المرأة تنشأ عادة في بيئة مملوءة بالليونة واليسر، وتنحصر اهتماماتها غالباً في البحث عن الزينة والتجمل، ولا تملك القدرة على الخصام، لا البدني ولا الفكري، فليست ذات قوة جسدية يمكنها أن تخوض بها حروباً أو قتالاً، وليست ذات حجة وقدرة على المحاجة والإثبات في مقام الاحتجاج.
تفسير أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
وعليه فمنشأ عدم صلاحية المرأة للمواقع القيادية كالقوامة والولاية ليس هو طبيعة التنشئة بل هو ما تقتضيه طبيعتها التي فُطِرت عليها وملكاتها النفسيَّة المودَعة في جبلَّتِها، وهي لا تختلفُ باختلاف الزمن، ولا يطرأ عيها تغييرٌ يُذكر وإنْ تفاوتت طبيعة التربية والثقافة، والواقع المُعاش خيرُ برهانٍ لمَن أنصف نفسَه من نفسه ولم يُكابِر أو يُداهن. فالمرأة تحظى -منذ ما يزيدُ على القرن من الزمن في الكثير الحواضر- بمثل ما يحظى به الرجل من فُرَص التعليم ووسائل التربية وما زالت المرأة -إلا مَن شاء الله- تشغلُها الزينةُ ومظاهرُ الجمال الشخصي، وتغلبُها العاطفة، وتستهويها مقتضيات الرقَّة والدِّعة وتستوحشُ الحزم. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزخرف - الآية 18. وتُخفِقُ فيما تُخفق فيه غير المتعلِّمة فيما يتَّصل بشؤون القوامة والولاية، وتُحسِنُ ما تُحسنُه غير المتعلِّمة. فعدم صلاحيَّة المرأة للمواقع القيادية لم ينشأ عن كيفية التنشئة بل نشأ عن طبيعة المرأة النفسيَّة والجسديَّة والصفات التي فُطِرت عليها لتكون بها قادرة على أداء الأدوار المُناطة بها والتي لا تقلُّ شأناً عن الأدوار التي يقومُ بها الرجل. ﴿ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ.. ﴾ وصف لما تقتضيه طبيعة المرأة:
وأمَّا قوله تعالى: ﴿وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ فهو أوضح في التصدِّي لبيان صفةٍ هي ملازمة غالباً للمرأة بمقتضى طبيعتها وليس بمقتضى ما تلقَّته من تربية وتعليم، فذلك هو المستظهَر عرفاً حينما يُنعت جنسٌ أو صنفٌ بنعتٍ من النعوت، فالعرفُ يفهم أنَّ هذا النعت ثابتٌ لهذا الجنس بما هو، وليس بما يطرأ عليه من حالاتٍ عارضة.
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - معنى قوله تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)
سماحة الشيخ محمّد صنقور
﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ.. ﴾ بيان لطبيعة المرأة بما هي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
سماحة الشيخ:
هناك مَن يقول إنَّ التنشئة الاجتماعية هي السبب وراء تخلُّف المرأة في المواقع القياديَّة الكبيرة، وجاءت الروايات التي تمنع من تمكين المرأة من المواقع القياديَّة الحساسة مثل الولاية والقضاء.. الخ بسبب واقع ذلك العصر، والدليل أنَّ القرآن قال: ﴿ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾. في معنى قوله تعالى “أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِين” – التصوف 24/7. فالقرآن هنا لا يُقرِّر أنَّ هذه هي التنشئة المناسبة لطبيعة المرأة، ولكنَّه يصفُ واقع المرأة عندما يتمُّ تنشئتها اجتماعياً وأسريا تجاه حبِّ الزينة فتكون عاجزة. والسؤال: هل القرآن في مقام التوصيف لواقع المرأة في عصر النصِّ، أم أنَّه في مقام تقرير ما ينبغي أنْ تنشَّأ عليه المرأة وهو حبُّ الزينة؟ ثم ماذا عن قوله تعالى: ﴿وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ ؟ أليس ذلك نتاج تلك التنشئة؟
الجواب:
هي لم تُنشَّأْ في الحلية لأنَّهم اختاروا لها ذلك بل لأنَّ طبيعة خَلْقها وتكوينها اقتضى ذلك، فحتى البنت التي لا تحظى بهذه التنشئة تجدُ نفسها تميلُ إلى هذه التنشئة، ومتى ما سنحتْ لها الفرصة وتهيئت لها الظروف فإنَّها تعودُ إلى ما تقتضيه طبيعتُها.
في معنى قوله تعالى “أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِين” – التصوف 24/7
فحيث إنَّ الآية كانت بصدد وصف جنس المرأة لذلك فالمستظهَر عرفاً أنَّ هذا الوصف هو مِن مقتضيات طبيعتها، وأنَّ هذا الوصف ثابتٌ لكلِّ أفراد الجنس. نعم لو كان هذا الوصف الذي أفادته الآية ثابتٌ لهندٍ مثلاً أو سعاد فإنَّه لا يكون ظاهراً في أنَّ هذا الوصف الثابت لهند نشأ عن مقتضى طبيعتها فلعلَّه نشأ عن عارضٍ عرضَ عليها كما أنَّه لا يكون ظاهراً في أنَّ هذا الوصف ثابتٌ لكلِّ امرأة، فقد يكون هذا اوصف خاصٌّ بهند. أمَّا حينما يُجعل الوصف بإزاء جنس المرأة فإنَّ العُرف يفهم أنَّ هذا الوصف ثابتٌ للمرأة بما هي امرأة أي ثابت لها بمقتضى طبيعتها وليس لتعليم قد تلقَّته أو ظرفٍ عارضٍ قد وقع لها، كما أنَّ العرف يفهم من جعل هذا الوصف بإزاء جنس المرأة أنَّ هذا الوصف ثابتٌ لكلِّ فردٍ من أفراد المرأة. والحمد لله ربِّ العالمين
الشيخ محمد صنقور
1 / جمادى الثاني / 1443ه
5 / يناير / 2022م
------------------------------------
[1]- سورة الزخرف / 18.
كذلك هو الإخبار عن المرأة بالناشئة في الحلية ليس المقصود منه التوصيف لواقعها الخارجي، وإنَّما المقصودُ من ذلك هو الكناية عن طبيعتها المناسبة للتنشئة في الحلية، فحتى لو لم تنشأ المرأة في الحلية فإنَّه يصحُّ وصفُها بالناشئة في الحلية، لأنَّ المقصود من هذا التوصيف هو الاخبار عن طبيعتها. وعليه فمعنى قوله تعالى: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ﴾ هو: أوَمن كان طبعه اللِّين والعاطفة والميل إلى الدَّعة ومظاهر الزينة مِن الحلل والحُلي.
نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم. فتاوى ذات صلة
شرح حديث معاذ: (أفتان أنت يا معاذ)
قال الإمام الشوكانى. وهي مكية عند الجمهور، فعن ابن عباس قال: نزلت سورة «والليل إذا يغشى» بمكة. وأخرج ابن مردويه عن الزبير مثله.. وفي رواية عن ابن عباس أنه قال: إنى لأقول إن هذه السورة نزلت في السماحة والبخل.. «1». 2- وحقا ما قاله ابن عباس- رضى الله عنهما-، فإن السورة الكريمة، قد احتوت على بيان شرف المؤمنين، وفضائل أعمالهم، ومذمة المشركين، وسوء فعالهم، وأنه- تعالى- قد أرسل رسوله للتذكير بالحق ولإنذار المخالفين عن أمره- تعالى- أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم. أقسم الله - سبحانه - فى افتتاح هذه السورة بثلاثة أشياء ، على أن أعمال الناس مختلفة. أقسم - أولا - بالليل فقال: ( والليل إِذَا يغشى) أى: وحق الليل إذا يغشى النهار ، فيغطى ضياءه ، ويذهب نوره ، ويتحول الكون معه من حالة إلى حالة ، إذ عند حلول الليل يسكن الخلق عن الحركة ، ويأوى كل إنسان أو حيوان أو مأواه ، ويستقبلون النوم الذى فيه ما فيه من الراحة لأبدانهم ، كما قال - تعالى -: ( وَجَعَلْنَا الليل لِبَاساً. وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً). والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى. البغوى: مكية "والليل إذا يغشى" ، أي يغشى النهار بظلمة فيذهب بضوئه. ابن كثير: تفسير سورة الليل وهي مكية.
10 - قَدِمْنَا الشَّامَ فأتَانَا أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقالَ: فِيكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ علَى قِرَاءَةِ عبدِ اللهِ؟ فَقُلتُ: نَعَمْ، أَنَا، قالَ: فَكيفَ سَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ يَقْرَأُ هذِه الآيَةَ: {وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى}[الليل:1]؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى} وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، قالَ: وَأَنَا وَاللَّهِ هَكَذَا سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا، وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ أَنْ أَقْرَأَ {وَما خَلَقَ} فلا أُتَابِعُهُمْ.