كل هذه الأحداث كانت ليلاً، في ليلة غير مقمرة حتى ضوء النجوم البعيد كان يختفي وراء الضباب الأسود الكثير، وصعد عليه السلام على حاجز السفينة وحين ألقى نفسه التقمه الحوت على الفور، ومن ثم هدأ البحر وهدأت الأمواج وانقشع الضباب. قصص الحيوان في القران حوت يونس ج1 - YouTube. وبعد فترة زمنية فاق سيدنا يونس عليه السلام فوجد نفسه في ظلمات فعرف حينها أنه في بطن الحوت، وهنا تأكد عليه السلام أنه ميت لا محاله، فرفع عليه السلام يديه إلى الله تعالى تناجيه ويستغفره لما بدر منه، واخذ يسبح الله كثيرًا وقال دعوته المشهورة لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأكثر في ترديدها كثيرًا لا يمل منها. وفجأة شعر نبي الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن الحوت توقف، فأخذ سيدنا يونس يتضرع أكثر إلى الله تعالى ويسبحه ويستغفره إلى أن رضى الله عنه وصدر الأمر إلى الحوت أن يلفظه إلى جزيرة، فصعد الحوت إلى سطح البحر ثم ذهب إلى الجزيرة التي أراده الله أن يقذف بها سيدنا يونس، فقذفه فيها. وعندما لفظ الحوت سيدنا يونس عليه السلام، وجد جسمه ملتهبًا بسبب الأحماض الموجودة في معدة الحوت، وعندما بدأت الشمس في الشروق لسعت جسد سيدنا يونس الملتهب ولكنه عاود استغفار الله تعالى وتسبيحه، فعلى الفور أنبت الله سبحانه وتعالى شجرة من يقطين كي تقيه من أشعة الشمس الحارقة.
- قصة سيدنا يونس في القرآن الكريم
- قصة سيدنا يونس في القران الكريم
قصة سيدنا يونس في القرآن الكريم
- قوله سبحانه: { فظن أن لن نقدر عليه} (الأنبياء:87)، أي: أن يونس خرج غضبان على قومه؛ لعدم استجابتهم لدعوته، فظن أن لن نضيق عليه، عقاباً له على مفارقته لقومه من غير أمرنا. أو: فظن أننا لن نقضي عليه بعقوبة معينة في مقابل تركه لقومه بدون إذننا. قصة سيدنا يونس في القران من 6. فقوله: { نقدر عليه} بمعنى: نضيق عليه، يقال: قَدَر الله الرزق يقدره - بكسر الدال وضمها - إذا ضيقه، ومنه قوله تعالى: { الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} (الرعد:26)، أي: ضيقه عليه، والتضييق نوع من العقوبة. - قوله تعالى: { للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} (الصافات:144)، ذكر المفسرون هنا روايات متعددة عن المدة التي مكثها يونس عليه السلام في بطن الحوت. ولا ينبغي التعويل كثيراً على هذه الروايات؛ لأن معرفة المدة لا يقدم ولا يؤخر، ولا يترتب عليه حكم فقهي. والمهم هنا الاعتقاد بأن يونس عليه السلام مكث فترة من الزمن الله أعلم بها، وكان في هذه الفترة عابداً لله، منيباً إليه، مسبحاً له، حتى أذن الله له بالخروج من بطن الحوت، وفرج عنه كربته وهمه. - قوله سبحانه: { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} (الصافات:147)، قال ابن كثير: ولا مانع من أن يكون هؤلاء هم الذين أرسل إليهم أولاً، أُمر بالعودة إليهم بعد خروجه من بطن الحوت، فصدقوه كلهم، وآمنوا به.
قصة سيدنا يونس في القران الكريم
فلا ينبغي للعبد أن يزهد في أمر الدعاء، بل عليه أن يجعل الدعاء ديدنه، سواء في حال الرخاء، أو حال الشدة. خامساً: يفيد قوله تعالى في هذه القصة: { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء:88)، أن المؤمن إذا وقع في كرب وشدة، ولجأ إلى الله بالدعاء، فإن الله مفرج كربه لا شك؛ وذلك أنه سبحانه وعد عباده المؤمنين، بأن يكشف ما نزل بهم من الكروب، وأنه سبحانه لا يتركهم وحدهم فيما هم فيه من همٍّ وغمٍّ. وهي بشارة لكل مؤمن يقتدي ب يونس عليه السلام في إخلاصه، وصدق توبته، ودعائه لربه، بأن الله منجيه من كل غمٍّ، إذا صدق في إيمانه، وأخلص في دعائه.
وكان الواجب عليه أن يصبر عليهم ويتحمل أذاهم من أجل دعوته ويثبت على ذلك. وقوم يونس لما أيقنوا بنزول العذاب ودار على رؤوسهم العذاب كقطع الليل المعتم، قذف في قلوبهم التوبة والإنابة، فتابوا وأنابوا إلى ربهم، ورجعوا إليه بصدق، وتضرعوا بالبكاء والصراخ في مشهد عظيم لبسوا فيه ثياب الذل والخضوع لله -عز وجل-، وخرجوا إلى الصحراء وفرقوا بين البهائم وأولادها حتى جأرت المواشي والدواب والأنعام إلى الله تعالى. فلما علم الله -عز وجل- صدق توبتهم كشف بحوله وقوته ورحمته عنهم العذاب، ولم ينزله بهم، وأثنى عليهم بين الأمم إلى يوم القيامة بقوله في محكم كتابه: ( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [يونس:98].