هل الجن موجودين في رمضان وهل يتمّ حبسهم بالسلاسل والأغلال وماذا يحدث للجن المسلم في شهر رمضان، كلّ هذه الأسئلة من الأمور التي تتبادر على أذهان المسلمين في شهر رمضان المبارك، ومن واجب المسلم التعلم والاستفادة من العلوم الشرعية في كلّ جوانب الحياة، ولذلك يهتمّ موقع المرجع ببيان هل يوجد جن في رمضان وسبب حبس الشياطين في شهر رمضان المبارك. هل الجن موجودين في رمضان
إنّ الجنّ موجودين في رمضان المبارك وفي غيره من الشهور ، وقد روى الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا جاء رمضانُ فُتِحتْ أبوابُ الجنَّةِ، وغلقت أبوابُ النَّارِ، وصفدت الشياطينُ ". [1] فقد فضّل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان عن غيره من الشهور، وفي حديث أبو هريرة يخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن الشياطين تصفّد في شهر رمضان، فتشد بالسلاسل وتمنع من الوصول إلى بغيتها التي كانت تفعلها في غير رمضان، والمراد بالشياطين هم مردة الجنّ وأشدّهم عداوة وعدوانًا، وبذلك تصفد الشياطين عن الصائم الذي يراعي شروط الصيام وآدابه فقط، أمّا من لم يحافظ على صيامه فلا يُحبس عنه الشيطان، وحتى المصفّد من الشيطان قد يؤذي لكن لا يكون بقوته التي في غير رمضان، فالصوم يدفع الشياطين عن المسلم والله ورسوله أعلم.
- شهر رمضان وتسلسل الشياطين
- الشياطين تسلسل ولكن.. هل يحبس الجن في رمضان؟
شهر رمضان وتسلسل الشياطين
ورد سؤال عن معنى تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ"، ولماذا بعض الناس يرتكبون المعاصي مع كون الشياطين مصفدة؟. قال الدكتور شوقى علام_مفتى الجمهورية_أن لفظ "وصُفِّدت" ذهب بعض العلماء إلى معنى ظاهر فيها هذا في حق الصائمين الذين حافظوا على شروط الصوم وراعَوْا آدابه، وقيل: الْمُسَلْسَل بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم. والمقصود: تقليل الشرور فيه، وذهب علماء آخرون إلى أن معناها مجازي، وهو عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات، فيعصم الله فيه المسلمين أو أكثرهم في الأغلب من المعاصي، ولا يخلص إليهم فيه الشياطين كما كانوا يخلصون إليهم في سائر السنَّة. شهر رمضان وتسلسل الشياطين. جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم.
الشياطين تسلسل ولكن.. هل يحبس الجن في رمضان؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ فَضَعُفَتْ قُوَّتُهُمْ وَعَمَلُهُمْ بِتَصْفِيدِهِمْ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَفْعَلُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي غَيْرِهِ ، وَلَمْ يَقُلْ إنَّهُمْ قُتِلُوا وَلَا مَاتُوا بَلْ قَالَ: " صُفِّدَتْ " وَالْمُصَفَّدُ مِنْ الشَّيَاطِينِ قَدْ يُؤْذِي لَكِنَّ هَذَا أَقَلُّ وَأَضْعَفُ مِمَّا يَكُونُ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ ؛ فَهُوَ بِحَسَبِ كَمَالِ الصَّوْمِ وَنَقْصِهِ ، فَمَنْ كَانَ صَوْمُهُ كَامِلًا دَفَعَ الشَّيْطَانَ دَفْعًا لَا يَدْفَعُهُ دَفْعُ الصَّوْمِ النَّاقِصِ)) (4) اهـ. وكثير من الناس اليوم جهلوا أو تجاهلوا أمر الشيطان فلم يدركوا مدى كيده وعداوته لبني آدم وحرصه على إخراجهم من رحمة الله ورضوانه وإيقاعهم في سخطه وغضبه ونيرانه ، قال تعالى: { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر:6] ، وهي عداوة مستمرة إلى يوم القيامة وكل من انشغل في هذا الشهر الكريم بغير طاعة الله من المعاصي والذنوب واللهو واللعب والسهر وفي القيل والقال والنظر في الفضائيات وما فيها من سموم فقد خلص الشيطان إليه ونال منه بغيته ؛ وإن كيده لا يكاد ينحصر.
وإما أن يصرعه بمعونة غيره وذلك بمساعدة من بعض شياطين الجن له من
خارج جسد المصروع فيتقوى هذا الشيطان الداخل في الجسد ويصرعه وكلاهما
صرع عن قوة. وأما النوع الثاني: فإن الشيطان
الداخل في الجسد إذا ضيق عليه بالرقية الشرعية أو تلاوة القرآن أو
سماعه أو الدعاء أو غير ذلك فإنه يضعف وينهزم ويتأذى حتى لا تبقى له
قوة فيحظر حظوراً كلياً وينصرع، فينصرع الإنسي المتلبس به تبعاً لذلك،
وهذا صرع عن ضعف لأن المصروع حقيقة هو الجني وليس الإنسي، وانصراع
الإنسي معه لأنه متلبس به كلياً. ولذا فإن الصرع الذي يحصل لبعض الناس في رمضان هو من قبيل هذا النوع
وهو صرع عن ضعف لا عن قوة وهذا لا يمنع التصفيد إذا المصروع حقاً هو
الجني وكون الإنسي صرع تبعاً له لتلبسه بكامل جسده والله أعلم. ويقال أيضاً: إن التصفيد لا يمنع
الأذى من الشيطان كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فضعفت
قوتهم وعملهم بتصفيدهم فلم يستطيعوا أن يفعلوا في شهر رمضان ما كانوا
يفعلونه في غيره ولم يقل أنهم قتلوا ولا ماتوا بل قال: صفدت والمصفد
من الشياطين قد يؤذي" انتهى كلامه
ولهذا قد يكون أذى الشيطان أحياناً وهو مصفد أقوى من تحمل بعض الناس
واستطاعته لشدة ضفعه فيصرعه ولا منافاة في ذلك والله أعلم.