د محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف
يسمى القرآن والدة المسيح ـ عليه السلام ـ باسم " أخت هارون " [ مريم: 28] ولعل محمدًا صلى الله عليه وسلم ، خلط بين مريم أم المسيح ، ومريم أخرى كانت أختًا لهارون الذى كان أخًا لموسى ـ عليه السلام ـ ومعاصرًا له ، ولا يوجد مثل هذا التناقض فى الكتاب المقدس. (انتهى). الرد على الشبهة:
يتحدث القرآن الكريم عن مريم ـ أم المسيح ـ عليهما السلام ـ ، باسم " أخت هارون ".. وذلك فى سورة مريم ، فيقول مخاطبًا إياها فى الآية: 28: (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سَوْءٍ وما كانت أمك بغيًّا (.. وليس لهذه التسمية ذكر فى الإنجيل. بل الثابت ـ فى القرآن والأناجيل ـ أن مريم هى ابنة عمران (ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها) (1). وعمران هذا هو من نسل داود ـ عليه السلام ـ أى من سبط ونسل " يهوذا " ، وليس من سبط ونسل " هارون " سبط " اللاويين " فكيف دعاها القرآن " أخت هارون " ؟. هذا هو التساؤل والاعتراض الذى يورده البعض شبهة على القرآن الكريم.. هل مريم اخت موسى. والحقيقة التى تفهم من السياق القرآنى ، أن تسمية مريم بـ " أخت هارون " ، ليست تسمية قرآنية وإنما هى حكاية لما قاله قومها لها ، وما خاطبوها ونادوها به عندما حملت بعيسى ـ عليه السلام ـ عندما استنكروا ذلك الحمل ، واتهموها فى عرضها وشرفها وعفافها.. فقالوا لها: (يا مريم لقد جئت شيئًا فريًّا * يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سَوْء وما كانت أمك بغيًا) (2).
- علاقة مريم بهارون وموسى - إسلام ويب - مركز الفتوى
علاقة مريم بهارون وموسى - إسلام ويب - مركز الفتوى
وقد ذكر في القرآن قصة أفراد هذه الأسرة، وهم موسى وأم موسى وماذا فعلت عندما أنجبت ابنها موسى، وأخت موسى التي أمرتها أمها بمراقبة أخيها موسى، وهارون شقيق موسى فهؤلاء الخمسة هم أفراد هذه الأسرة. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن عمران: هو والد نبي الله موسى، عليه السلام. الثاني هو عمران الذي عاش في بيت المقدس في آخر تاريخ بني إسرائيل، وهو والد مريم، وامرأة عمران حنة بنت فاقوذا أم مريم ، ومريم، وعيسى.
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ " انتهى من " تفسير ابن كثير" (5/200-201). وقال ابن الجوزي رحمه الله:
" قال ابن قتيبة: أي يا شبيهة هارون في الصلاح ". علاقة مريم بهارون وموسى - إسلام ويب - مركز الفتوى. انتهى من " كشف المشكل " (4/92). وحاصل ذلك:
أن العلماء اختلفوا في هارون المذكور:
هل هو هارون أخو موسى ، عليهما السلام ، أو لا ؟
وعلى أي منهما ، فلم يكن مرادهم أنه أخته من النسب ، بل المراد أنها شبيته ، إما
شبيهة هارون النبي في صلاحه ، أو الآخر المذكور. أو أن المراد أنها أخته ، أي من قبيلته ، ونسله ، ونسبه. والصحيح أن هارون المذكور في
هذه الآية ، ليس هو أخا موسى بن عمران ، عليهما السلام ، بل كان سميا له ، وشبيها
له في اسمه.