ومنهم من زعم أنه ابن الله! وطائفة قليلة هم الذين شهدوا رفع عيسى عليه السلام وإلقاء الشبه على غيره ، وهم الذين لم يعتقدوا فيه أكثر من النبوة والرسالة. قال ابن كثير رحمه الله في " تفسير ابن كثير " ( 2 / 47): " فإن المسيح عليه السلام لمَّا رفعه الله إلى السماء: تَفَرَّقت أصحابه شيَعًا بعده ، فمنهم من آمن بما بعثه الله به على أنه عبد الله ، ورسوله ، وابن أمَته ، ومنهم من غلا فيه فجعله ابن الله ، وآخرون قالوا: هو الله ، وآخرون قالوا: هو ثالث ثلاثة ، وقد حكى الله مقالاتهم في القرآن ، ورَدَّ على كل فريق... " انتهى. هل عيسي عليه السلام حي. ثانياً:
عدم صلب المسيح عيسى عليه السلام ، وعدم قتله: عقيدة عند أهل السنَّة والجماعة ، ومصدر هذا الاعتقاد نصوص القرآن الواضحة البيِّنة ، ولم يخالف في هذا أحد من أهل الإسلام ، ومن خالف فيه كان مرتدّاً. سئل علماء اللجنة الدائمة:
هل عيسى بن مريم حي أو ميت ؟ وما الدليل من الكتاب أو السنَّة ؟ إذا كان حيّاً أو ميتا: فأين هو الآن ؟ وما الدليل من الكتاب والسنَّة ؟. فأجابوا: " عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حيٌّ ، لم يمت حتى الآن ، ولم يقتله اليهود ، ولم يصلبوه ، ولكن شبِّه لهم ، بل رفعه الله إلى السماء ببدنه وروحه ، وهو إلى الآن في السماء ، والدليل على ذلك: قول الله تعالى في فرية اليهود والرد عليها: ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا.
هل وجود عيسى عليه السلام يتعارض مع قوله تعالى : ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ) ؟ - الإسلام سؤال وجواب
هذا سائلٌ يقول هل عيسى عليه السلام حيٌ أم ميت ؟ رفعه الله إليه. هو حي ينزل في آخر الزمان. ولا يموت الا بعد ان يأتي ويحكم بشريعة الإسلام. هل سيدنا عيسى حي. وثم يموت ويدفن مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل يدفن في مكانٍ آخر. وإن من أهل الكتاب يقول الله جل وعلا فيه (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)(159)سورة النساء قبل موته الضمير يرجع الى الكتابي قبل ان يموت يؤمن بالمسيح او يرجع الى عيسى قبل موت عيسى عليه السلام الله اعلم هذا دل على ان عيسى يموت قبل موته. يموت في اخر الزمان عليه الصلاة والسلام..
حكم من زعم أن عيسى لم يُرفع أو أنه لن ينزل
وقد أجمع علماء الإسلام الذين يعتمد على أقوالهم على ما ذكرناه وإنما اختلفوا في التوفي المذكور في قول الله عز وجل: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [آل عمران:55] على أقوال أحدهما: أن المراد بذلك وفاة الموت لأنه الظاهر من الآية بالنسبة إلى من لم يتأمل بقية الأدلة، ولأن ذلك قد تكرر في القرآن الكريم بهذا المعنى مثل قوله تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ [السجدة:11]، وقوله سبحانه وتعالى. وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ [الأنفال:50] في آيات أخرى قد ذكر فيها التوفي بمعنى الموت وعلى هذا المعنى يكون في الآية تقديم وتأخير. القول الثاني: معناه القبض، نقل ذلك ابن جرير في تفسيره عن جماعة من السلف، واختاره ورجحه على ما سواه، وعليه فيكون معنى الآية: إني قابضك من عالم الأرض إلى عالم السماء وأنت حي ورافعك إلي. هل وجود عيسى عليه السلام يتعارض مع قوله تعالى : ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ) ؟ - الإسلام سؤال وجواب. ومن هذا المعنى قول العرب: توفيت مالي من فلان أي قبضته كله وافيا. والقول الثالث: إن المراد بذلك وفاة النوم؛ لأن النوم يسمى وفاة وقد دلت الأدلة على عدم موته عليه السلام فوجب حمل الآية على وفاة النوم جمعًا بين الأدلة كقوله سبحانه وتعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام:60]، وقوله عز وجل: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينََ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [الزمر:42].
هل عيسى -عليه السلام- لا زال على قيد الحياة؟
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: ( 110592) ، ورقم: ( 3221). ثالثًا:
أما " مدة بقاء عيسى عليه السلام إذا نزل: ففي بعض الروايات أنه يمكث سبع سنين ، وفي الروايات الأخرى أنه يمكث أربعين عامًا ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون ، ففي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فيبعث الله عيسى ابن مريم... ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته). حكم من زعم أن عيسى لم يُرفع أو أنه لن ينزل. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق: ( ثم يمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون). وقد سبق الإشارة إلى اختلاف الروايات في مدة بقاء عيسى عليه السلام إذا نزل، وطرق أهل العلم في الجمع بينها، في جواب السؤال رقم: ( 262149). وأيا ما كان الأمر في هذه المدة، فإنه سوف يموت، ولا بد ، آخر أمره، قبل أن تقوم الساعة، ، كما قال سبحانه: ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) النساء/ 159. وقد ورد التصريح بوفاته في حديث أبي هريرة: " ثُمَّ يُتَوَفَّى ، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ "، رواه "أحمد" (9270) ، وأبو داود (4237).
هل النبي عيسى حي ام ميت
(3) مناقب آل أبي طالب ج1 ص155 وبحار الأنوار ج18 ص376. (4) كشف المحجة لثمرة المهجة ص55. (5) نفس المصدرص55.